أكد "دنيس روس" الدبلوماسي الأمريكي والمستشار الخاص للرئيس السابق باراك أوباما أن السياسة التي تنتهجها حكومة نتنياهو الحالية تخدم أهداف "إيران"، وتضع "إسرائيل" تحت الضغط العسكري المستمر.
وأوضح "روس" إلى أن إيران لا تتخلى عن التزامها بالسعي إلى تدمير "إسرائيل" عبر إبقائها تحت ضغط مستمر وإغراقها في صراعات مستمرة على حدودها. وفي حين أن ذلك واضح للعيان، إلّا أن النهج الإسرائيلي الحالي يبدو وكأنه يصب في مصلحة إيران.
وفي مقال له أشار إلى أنّ زعماء إيران يلعبون لعبة طويلة الأمد؛ بينما لا يفعل قادة "إسرائيل" ذلك، وأن المرشد الأعلى الإيراني "علي الخامنئي" طالما افترض أنّ "الإسرائيليين" سيغادرون البلاد إذا ما شعروا بأنهم تحت ضغط مستمر بسبب التهديدات العسكرية. كما أردف أنّ ما يسمّيه بعض المراقبين بـ"حلقة النار" حول "إسرائيل" تستند إلى هذه الفرضية.
وأضاف "روس" أن أمين عام حزب الله "حسن نصر الله" يعد استراتيجيته العسكرية على هذا الأساس، محذرًا من أنّ حكومة نتنياهو تقع في الفخ حيث تخوض حروب استنزاف في كلّ من غزّة والحدود الشمالية، بينما تصعّد العمليات في الضفّة المحتلة.
قتال على عدة جبهات
ووفقاً لهذا المنطق، يعتقد "الخميني ونصر الله" أن الاستراتيجية المناسبة على المدى الطويل هي إرغام إسرائيل على القتال على جميع الجبهات: في غزة، وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وفي الضفة الغربية، وخاصة مع تهريب الأسلحة والمتفجرات والأموال الإيرانية إلى كل هذه الساحات - شريطة ألا يؤدي ذلك بالطبع إلى جر إيران مباشرة إلى الصراع وألا يكلف الجمهورية الإسلامية أهم وكلائها، "حزب الله".
ورأى الدبلوماسي السابق أنّ "إسرائيل" بحاجة إلى استراتيجية جديدة، تتطلب اتّخاذ كلّ من بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن عددًا من القرارات الصعبة، تبدأ بوقف الحرب في غزة.
وتابع: "من أجل ذلك يحتاج نتنياهو إلى إعلان نصر حقيقي يستند إلى تفكيك حماس عسكريًا وتدمير الجزء الأكبر من بنيتها العسكرية التحتية، وضمان وقف التهريب من أجل منع حماس من أن تعيد تشكيل نفسها"، وفق تعبيره.
واعتبر أن حديث نتنياهو عن إبقاء قوات الاحتلال على "معبر رفح" و"ممر فيلادلفيا" خطأً، في ظل وجود بدائل للتواجد الإسرائيلي، وإيجاد بديل لحكم "حماس" في غزة - وهو الدليل الحقيقي على انتصار "إسرائيل".
إدارة غزة مؤقتا
وزعم المبعوث الأمريكي السابق للشرق الاوسط أنّ مصر والمغرب ودولة الإمارات ودولاً أخرى مستعدّة لإدارة غزّة مؤقتًا إلى جانب فلسطينيين من غير حماس وتوفير الأمن، ولكن ليس في حال بقيت "إسرائيل" في غزّة".
وتطرق إلى مساهمة يمكن أن تقدمها إدارة بايدن لمنع التهريب عبر توفير تكنولوجيات مسح جديدة والالتزام بمساعدة تمويل حاجز تحت الأرض يعترض الأنفاق وإجراء الترتيبات من أجل نشر قوات إماراتية إلى جانب مقاولين أمنيّين مدربين ومجهزين للعب دور الشرطي في المحور، وفق قوله.
وأكد "روس" أن "إسرائيل" تستطيع حينها أن تعالج الوضع عند الحدود الشمالية"، مشيرًا إلى أنّ نصر الله أكد أنّه سيوقف الهجمات ضد "إسرائيل" في حال جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وفيما يتعلق بالضفّة المحتلة شدد "روس" على أنّ "إسرائيل" ستضطر إلى تكرار عملياتها العسكرية لتدمير "المختبرات التي تصنع العبوات" و"قتل واعتقال المقاومين المطلوبين"، محذرا من مخططات الوزيرين المتطرفين "بن غفير" و"سموتريتش" في الضفّة، واللذان يريدان للسلطة الفلسطينية أن تنهار، منوها أنّ ذلك سيترك فراغًا في الضفّة ستكون إيران على أتمّ الاستعداد لملئه.
الدور السعودي
من جهة أخرى تطرق الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية في المساعدة على توفير رؤية سياسية للفلسطينيين، مشيرًا إلى أنّ السعوديين في المقابل يطالبون بمعاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة وما يسمونه مساراً حقيقياً يؤدي إلى نشوء دولة فلسطينية. كما قال إنّ إدارة بايدن مستعدّة لوضع اللمسات الأخيرة على المعاهدة الدفاعية وعرضها على مجلس الشيوخ بعد الانتخابات، لكنّه نبّه من أنّ المسار الحقيقي المؤدّي إلى دولة فلسطينية يتطلب تعديل السياسة "الإسرائيلية".
كما أكد "روس" أن بايدن قد يجعل الموضوع أسهل من خلال الذهاب أبعد من مجرد عرض المعاهدة الدفاعية على السعوديين ضمن إطار اتفاقية التطبيع، وأنه ربّما حان الوقت لمعاهدة دفاعية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" أيضًا.