"زوايا" يكشف: الانتخابات الطلابية جاهزة والمحلية "غير ناضجة" في غزة

فرز نتائج انتخابات بيرزيت
فرز نتائج انتخابات بيرزيت

يدور الحديث عن نقاشات ومشاورات مكثفة أجريت بين حركتي فتح وحماس وفصائل أخرى، خلال الفترة القريبة وما زالت مستمرة، لبحث إجراء الانتخابات للهيئات المحيلة وكذلك لمجالس الطلبة في قطاع غزة، والتي لم تجر أي منها منذ 16 عاماً.

الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة لـ"زوايا" أنه جرى الاتفاق بين حركتي حماس وفتح وبقية الفصائل الأخرى على عقد الانتخابات للأطر الطلابية في جامعات غزة، فقد كشفت تلك المصادر عن عدم نضوج الاتفاق بين طرفي الانقسام "حماس وفتح" بشأن إجراء الانتخابات في الهيئات المحلية في القطاع.

وتلتزم قيادتا حماس وفتح والمتحدثين الرسميين لهما بما يسمى "الصمت الإعلامي"، الذي يحول دون الإفصاح عن نتائج لقاءاتهما ومشاوراتهما الثنائية، وخاصة المتعلقة بالانتخابات المحلية.

غير أن مصدر مطلع في حماس أكد لـ"زوايا" أن هناك نقاشا وحراكا جديا وقويا يدور في أروقة الحركة للموافقة على عقد الانتخابات المحلية في قطاع غزة، لافتاً إلى أن هناك تعميم داخلي بعدم تناول هذا الشأن في الإعلام.

وأرجع المصدر توجه حماس بالموافقة على إجراء الانتخابات المحلية، بأنه يأتي رغبة منها في تحسين الواقع المعيشي السيء لسكان القطاع ورفع جودة العمل الحكومي في الهيئات المحلية، وتفعيل المشاركة السياسية والمجتمعية.

من جهته، أشار منذر الحايك المتحدث باسم حركة فتح في غزة، بوضوح إلى قرار حركته بالتريث في الحديث الإعلامي حول نتائج النقاشات والمشاورات الخاصة بعقد الانتخابات المحلية، قائلا: "من السابق لأوانه إعلان الموقف الفتحاوي الرسمي(..)لا ننفي ولا نؤكد حتى ينضج الموضوع".

وعقب الحايك لـ"زوايا" على تصريحات قيادة حماس حول موافقتها على إجراء الانتخابات الطلابية في جامعات القطاع، فقال: "قلنا في حينه سوف نعمل مع الجميع من أجل إجراء الانتخابات في الجامعات والبلديات، كمقدمة لإجرائها في المجلسين التشريعي والوطني ومؤسسة الرئاسة، وذلك حين يتوافر إجرائها في مدينة القدس".

وأضاف الحايك "نحن داعمون في هذا الاتجاه ونؤكد عليه، فكما جرت الانتخابات المحلية والطلابية في الضفة الغربية يجب أن تجري في قطاع غزة، وذلك من أجل ضخ الحياة الديمقراطية والتغيير بعد 16 عاماً من الركود السياسي والانقسام الفلسطيني".

اقرأ/ي أيضاً: خبراء إسرائيليين: على تل أبيب الحذر من أردوغان

وشهدت الساحة الفلسطينية حراكاً واسعاً بعد تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية، هدف إلى الضغط من أجل إجراء انتخابات الهيئات المحلية والانتخابات العامة، وأثمرت هذه الجهود عن إصدار مجلس الوزراء بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2021 قراراً بالدعوة إلى إجراء انتخابات الهيئات المحلية على مرحلتين.

 الانتخابات الطلابية "جاهزة"

في ضوء ذلك، تتجه المؤشرات إلى أن عملية إجراء الانتخابات المحلية لم تنضج بعد لعقدها في قطاع غزة، في حين أنه من الممكن إجراء الانتخابات لمجالس الطلبة في الجامعات.

وقد عبر بالخصوص جميل سرحان مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عن تفاؤله بأن الأمور تتجه إلى عقد الانتخابات للأطر الطلابية خلال الفصل الثاني من العام الدراسي القادم 2024، دون أن يتوقع موعداً لإجراء الانتخابات للهيئات المحلية.

لكن سرحان الذي تقود هيئته حوارات متكررة بين الأطر الطلابية وسكرتاريا هذه الأطر ومرجعياتها الفصائلية، أشار في حديثه لـ"زوايا" إلى أنهم لمسوا جدية كبيرة جداً من جميع الفصائل والأحزاب لعقد الانتخابات في الهيئات المحلية والمجالس الطلابية على حد سواء.

وأشار سرحان إلى أن الأطر الطلابية للفصائل الفلسطينية، خاضت برعاية من الهيئة حواراً جاداً استمر مدة شهرين، حيث تم مناقشة مسألتين الأولى إصدار ورقة حول الحريات العامة لضمان انتخابات نزيهة دون تدخلات، وقد صدرت بالفعل مسودة هذه الورقة.

كما اتفقت الأطر على إعداد نظام انتخابي موحد وفق التمثيل النسبي، معتبرا "سرحان" أن تلك التوافقات بحاجة إلى اعتماد الأنظمة من إدارات الجامعات، وبحاجة إلى إقرارها بشكل نهائي من المستويات السياسية في قطاع غزة.

ونوه سرحان إلى مواصلة لقاءات الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان مع قيادتي حماس وفتح في قطاع غزة، وذلك من أجل وضع الترتيبات النهائية لعقد الانتخابات الطلابية وفق جدول زمني، معرباً عن أمله في نجاح مساعيهم لعقد الانتخابات المحلية في قطاع غزة قريباً.

المرجعيات الفصائلية

وتأكيدا لما سبق، ذكر سعيد اللقطة عضو قيادة الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس، أنه تم عقد نقاشات ومشاورات لإجراء الانتخابات لمجالس الطلبة في عموم الجامعات والكليات في قطاع غزة، مشيراً إلى أن اللقاءات تضمنت حوارات مطولة بين مختلف الأطر الطلابية على مدار أشهر، وقد تمت الحوارات برعاية الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.

وذكر اللقطة لـ"زوايا" أن هذه اللقاءات أفضت إلى اتفاق مكتوب سوف تُوقع عليه كافة الأطر الطلابية ومرجعياتها السياسية، فضلاً عن إدارات الجامعات، مبيناً أن الانتخابات الطلابية ستجري في مختلف جامعات القطاع وفق جدول زمني مقترح قدمته الأطر الطلابية على رأسها الكتلة الإسلامية والشبيبة الفتحاوية.

ولفت إلى أن الاتفاق ينص على عدد من البنود التفصيلية، منها المتعلقة بنظام التمثيل النسبي الكامل، والاتفاق على نسبة الحسم المعتمدة وآليات عمل مجالس الطلبة، كذلك تم وضع مسودة نظام تفسيري كمرجعية حال الاختلاف.

اقرأ/ي أيضاً: صحيفة روسية: المبادرة الصينية ترحيب فلسطيني وحذر اسرائيلي

وحول مستوى هذه الحوارات ومرجعياتها، فقد نوه اللقطة إلى أن الهيئة المستقلة جلست بالخصوص مع قيادة الفصائل والأحزاب لكافة الأطر الطلابية، مؤكداً أن حركته -حماس- أبدت موافقة تامة وغير مشروطة لإجراء الانتخابات الطلابية من أعلى المستويات، وذلك وفق ما صرحت به قيادة حماس.

وكان زكريا أبو معمر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد جاهزية الحركة فوراً لإجراء الانتخابات الطلابية في جميع جامعات قطاع غزة، وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل.

وذكر اللقطة أنهم قدموا ما أسماها "كثيرا من التنازلات وذللوا كافة العقبات السابقة في سبيل إنجاز وإنجاح هذه الانتخابات"، وقال: "الانتخابات مطلب ملح وهام للطلبة للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم في مجالس الطلبة، وذلك في ظل تعطل الانتخابات الطلابية في معظم الجامعات لسنوات".

ونوه إلى أن الجامعة الإسلامية وكلية مجتمع العلوم التطبيقية (تابعتين لحماس)، تجريان الانتخابات في كل عام وفق نظام القوائم المعمول به، وسط مقاطعة بعض الأطر، دون مبررات مقنعة، على حد وصفه.

وعبر اللقطة عن استعداد حماس الكامل لخوض الانتخابات الطلابية، حيث تم الانتهاء من تشكيل اللجان الخاصة بهذه الانتخابات، مؤكداً أنهم جاهزون بشكل فوري لخوضها والفوز بها، حيث كان من ضمن مقترحات الكتلة الإسلامية أن تجري الانتخابات الطلابية في الجامعة الإسلامية وكلية مجتمع العلوم التطبيقية كمراحل متقدمة لإثبات جدية وصدق نوايا حماس في إنجاح الانتخابات.

ويرى اللقطة، أنه على النقيض تماماً هناك تعطيل للحياة الطلابية وتعطيل لإجراء الانتخابات للمجالس الطلابية منذ 17 عاماً في الجامعات التي تهيمن عليها حركة فتح في غزة مثل "الأزهر، الأقصى، والقدس المفتوحة بكافة فروعها"، معرباً عن أمله بإتمام هذه الانتخابات وعدم العودة للوراء تحت أي مسببات وادعاءات.

وندد في ذات الوقت بالممارسات "القمعية" التي تقوم بها أجهزة السلطة ضد كوادر وعناصر الكتلة في جامعات الضفة، والتي كان آخرها اعتقال رئيس مجلس طلبة جامعة بير زيت قبل ساعات من الإعلان عن تشكيل مجلس الطلبة الجديد.

ونددت فصائل وهيئات حقوقية بهذا الاعتقال، فيما ذكرت جامعة بير زيت عبر صفحتها على "تويتر": "نتابع بقلق شديد تقارير تُظهر اعتقال عنيف للطالب عبد المجيد ماجد حسن من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أمام منزله اليوم، ونطالب السلطة بإطلاق سراحه فوراً، ووقف الاستدعاءات التي تستهدف طلبة الجامعة بطريقة غير قانونية وندعو للإفراج عن جميع الطلبة المعتقلين على خلفية سياسية".

1.jpeg

أفق للانتخابات العامة

من جهته، يرى طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أنه من الضروري جداً أن يتم إجراء الانتخابات للمجالس القروية والمحلية، خاصة أنها بحاجة إلى تجديد وتجويد للخدمات التي تمس حياة المواطنين، مشددا على رفضه لسياسة تعيين هذه المجالس، أو تعطيلها أكثر من ذلك.

وذكر أبو ظريفة لـ"زوايا" أنه إذا جرت الانتخابات الطلابية في الجامعات، فإننا نكون قد فككنا الإشكالية ووضعنا العربة على الطريق الصحيح، الأمر الذي سيفتح الأفق لإجراء الانتخابات للمجالس المحلية، وربما هذا سيدفع قدماً إلى الذهاب إلى انتخابات عامة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.

وشدد أبو ظريفة على أن الانتخابات التشريعية والرئاسية هي جزء من استعادة الوحدة الداخلية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه بدون توليد إرادة سياسية جادة عند الجميع، وبدون وصول طرفي الانقسام إلى قناعة بعدم مصادرة حق المواطن في اختيار من يتولى مسؤوليته، وبدون احترام القانون الأساسي الفلسطيني الذي حدد موعد الانتخابات كل أربعة سنوات، فإنه لا يمكن للنظام السياسي الفلسطيني أن يخرج من أزمته.

وقال أبو ظريفة: "ربما لا يوجد بارقة أمل رغم كل التحديات التي أمامنا التي تحتم على الجميع التسريع في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني"، مضيفاً "لكن ما بين الأمنيات والوقائع هناك مسافة".

وختم بالقول: "إذا أجريت الانتخابات الطلابية والمحلية، سيكون لدينا عملية ديمقراطية في الضفة وغزة، وهذا ربما يوفر أجواء إيجابية قد تنقلنا خطوة نحو الانتخابات العامة"، حسب تعبيره.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo