غزة تكشف عورة "المحور"

أثار العدوان على غزة
أثار العدوان على غزة

ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يترك فيها "المحور" غزة في مواجهة عدوان دموي، صنعت حكومة الإرهاب كل أسبابه من الغارة الأولى لاغتيال قلة من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني، المعركة الدامية واستفراد الاحتلال بغزة وفصيل فلسطيني يضع ما يسمى بالمحور أمام حالة انكشاف حقيقي، ويبرز شرخ الحسابات التي لم تغطها الشعارات الزائفة والمكررة ولا صواريخ بالية تطلق من جوار مخيم الراشدية الفقير في لبنان.

الشعب الفلسطيني صنع مقاومته بتضحياته وصموده ومعاناته، وتُرك على الدوام وحيدا من قبل الجميع بلا استثناء، وانضم إلى ذلك للأسف السلطة الفلسطينية وحركة حماس، فلكل طرف حساباته البائسة بعيدا عن "الكلام" حول وحدة الصف والمصير.

بدا زعيم حزب الله في خطابه ضعيفا عاجزا عن استخدام اللغة أمام مشهد الاستفراد بغزة وبيوتها وأطفالها العزل تحت نيران الغارات الجبانة، وكل محاولات تغطية "سوأة الخذلان" باءت بالفشل، وهو يعلم جيدا أن الاحتلال يدرك حقائق أن "المحور" ينشط في المغنم ويصبح ظاهرة صوتية في المكره.

اقرأ أيضاً: "معركة غزة": ما حقيقة "محور المقاومة" ووحدة الساحات؟

موقف حركة حماس غير المبرر والمحكوم بحسابات الخوف من الدمار الواسع والحرب الدامية، رغم أن هذه المعركة كانت دفاعا عن استباحة خطيرة لو مرت بهدوء ستكون تكرارا "لحكاية الثور الأبيض والأسود"، وتفتح شهية حكومة غلاة المستوطنين "أحفاد كاهانا" نحو المزيد من الجرائم.

على حماس أن تعيد تقييم الموقف والحسابات بين دورها المقاوم الذي تراجع مقابل لا شيء، وتحولها إلى سلطة مقابل لا سلطة، وحكومة تقتتات على مخلفات الحصار والتسهيلات الوهمية.

"ما حك جلدك مثل ظفرك"، لذلك على كل مكونات المشهد الفلسطيني الوقوف أمام لحظة الحقيقة وإعادة الحسابات وتقييم المواقف وخفض جناح الذل لهذا الشعب العظيم صاحب التضحيات الكبيرة في غزة والقدس وجنين ونابلس وأريحا، ووضع كل مقدرات القوى الفلسطينية لخدمة هذا الشعب الباسل.

مع ضرورة الخروج من وهم الحكم تحت رحمة الإدارة المدنية التي يقودها متطرف سلطة أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني وكفاحه، مما يتطلب التفكير بشكل عاجل وجدي لإعادة ترتيب الأولويات وفق مصالح الشعب الفلسطيني وحريته فقط.

القادم من جهة حكومة تل أبيب كله على وزن ما حدث في غزة وجنين، القادم موت ورعب تحمله حكومة دموية وجيش من المستوطنين وقوات تمتلك تكنولوجيا فتك هائلة وحاضنة عربية هشة ومتخاذلة، الوقت ينفد أمام الجميع كل حسب مقدار مسؤولياته ولا رهان إلا على صمود هذا الشعب البطل والوفاء له أولا وأخيرا.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo