الصحف العبرية: انتصارنا تكتيكي والقوة العسكرية لم تنجح في حل مشكلة غزة

دبابات إسرائيلية على حدود غزة
دبابات إسرائيلية على حدود غزة

لا زالت تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة تلقي بظلالها على آراء الكتاب والمحللين الإسرائيليين، بعد أن أثبت الأحداث الأخيرة أن غزة تعتبر أحد المشكلات الأمنية الكبيرة التي تواجهها دولة الاحتلال.

ونقلت صحيفة معاريف عن "أفرايم غانور" الكاتب الإسرائيلي تأكيده:" أن قدرات إسرائيل العسكرية لم تنجح في تغيير الواقع الصعب للمستوطنين في غلاف غزة".

وقال: "السؤال الذي يجب أن يطرح في هذه الأيام بعد العملية العسكرية الأخيرة على غزة هو: ماذا بعد؟ حان الوقت لتغيير الخطط، وفهم أن حملة عسكرية وقبة حديدية لن تحلا مشكلة غزة"، مشيرًا أن هناك برميل بارود سيواصل الانفجار، ولحل هذه المشكلة مطلوب زعامة إسرائيلية تفكر بحلول أخرى.

وأقر "غانور" بأن قطاع غزة كان دائما حملاً ثقيلًا ومنذ عشرات السنين، على ظهر إسرائيل، منذ أن تخلى المصريون عن ضم القطاع في إطار اتفاقات السلام التي وقعت مع مصر في العام 1977.

وتابع:" منذ قيام الدولة استوعب قطاع غزة عشرات آلاف اللاجئين العرب ممن هربوا إلى هناك، وأصبحت مخيمات اللاجئين المكتظة في غزة، لديها رغبة شديدة في الثأر من إسرائيل، على حد زعمه.
وأضاف بعد إخلاء المستوطنات في إطار خطة الانسحاب عن غزة، إلى جانب سيطرة "حماس" على القطاع، بدأ عصر الصواريخ وبناء الأنفاق نحو بلدات الغلاف، ما جعل سكان الغلاف رهائن لدى المقاومة، حتى وقتنا هذا.

لن نسمح بربط غزة بالضفة

من جهته كشف "تل ليف رام" الصحفي الإسرائيلي عن إجماع داخل القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل بعدم السماح لحركة الجهاد الإسلامي بفرض واقع ومعادلة جديدة تربط ما يدور في الضفة بغزة، مقرًا أيضًا بأن خروج جيش الاحتلال للمعركة لم يحل المشكلة المركبة لقطاع غزة.

وبين الصحفي الإسرائيلي أن القدرات العسكرية للجهاد الإسلامي ليست كقدرات "حماس"، و "حزب الله"، وأن الهدوء الذي ساد في السنة الأخيرة في القطاع، كان بسبب رغبة حماس في تهدئة الأوضاع وأنها استغلته لإعادة بناء قدراتها العسكرية، وزيادة القوة حتى المواجهة التالية مع إسرائيل.

اقرأ أيضاً: بعد العدوان.. هذه مأساة انتظار إعمار البيوت المدمرة بغزة

وشدد على أن "حماس" ورغم قدراتها المحدودة مقارنة مع قدرات جيش الاحتلال العسكرية، إلا أنها تتفوق على حركة الجهاد بإدارة منظومة النار لديها، والقيادة والتحكم بمدى وكثافة الصليات الصاروخية، ما يطرح على إسرائيل تحدياً آخر في التصدي لتهديد الصواريخ من غزة، ونسبة نجاح "القبة الحديدية" إذا ما قررت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة خوض معركة ضد إسرائيل؟.

الضغط على حماس 

بدوره رأى "عاموس هرئيل" من صحيفة هآرتس العبرية، أن إسرائيل تسعى حاليًا في المقام الأول الضغط على حماس لممارسة المزيد من ضبط النفس تجاه نشاطات الجهاد الإسلامي مستقبلًا، ويبدو أن هذا هدف يمكن تحقيقه بعد الجولة الأخيرة.

وأكد أن اغتيال قادة الجهاد ليس سوى انتصارًا تكتيكيًا، وليس استراتيجيًا، قائلاً :"كل ذلك كان يمكن أن ينتهي بفشل، في حال نجح فلسطيني في ضرب العمق، أو بوقوع هجوم بالقرب من السياج الحدودي لغزة، أو ظهور موقف دولي ضد إسرائيل، كما أن القدس والضفة والمدن المختلطة جميعها بقيت هادئة".

وأشار "هرئيل" إلى أن تعقيد مفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار كان بسبب بحث الجهاد الإسلامي عن تحقيق إنجاز صعب، ولأن عملية صنع اتخاذ القرار كانت معقدة بسبب وجود غالبية القيادة السياسية للحركة في الخارج مثل سوريا وإيران.

اقرأ أيضاً: كتٌاب: الجهاد وقع فريسة خطة إسرائيلية والحروب لا تدار بالعواطف

ولفت إلى أن المخاوف لدى إسرائيل كانت سقوط مزيد من المدنيين الفلسطينيين ما يدفع حماس للتدخل والتي كانت ستجد صعوبة في الحفاظ على ضبط النفس، في وقت كان هناك فيه إجماع على المستويين السياسي والعسكري بضرورة وقف العملية في أسرع وقت بعد أن فوجئت إسرائيل بنفسها بالإنجازات العملياتية التي حققتها بعد اغتيال قادة القطاعات الشمالية والجنوبية في الجهاد الإسلامي، إلى جانب اغتيال قائد وحدة الدروع.

واعتبر أن عمليات الاغتيال لكبار قادة الجهاد تشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق بين الشاباك والجيش الإسرائيلي والقوات الجوية، وحتى على مستوى القدرات الدفاعية بتشغيل القبة الحديدية بشكل رائع. وفق وصفه.

وأشار إلى أن إسرائيل لم تتوقع رد الفعل الحاد من الجهاد على اعتقال القائد في جنين "بسام السعدي" والذي كان اعتقل سابقًا 6 مرات، واتضح أن التنسيق المبكر بين قيادة الجيش الإسرائيلي بالضفة وغزة لم يكن موجودًا، وبعد تهديد الجهاد بالرد بعد الاعتقال تم تسريع اتخاذ الإجراءات على الحدود.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo