كتٌاب: الجهاد وقع فريسة خطة إسرائيلية والحروب لا تدار بالعواطف

أطفال يلعبون فوق ركام البيوت الدمرة بغزة
أطفال يلعبون فوق ركام البيوت الدمرة بغزة

زعم جهاز الشاباك الإسرائيلي أن إسرائيل حققت أحد أهدافها الاستراتيجية من العدوان على قطاع غزة، وهو الفصل بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، داعياً لإنهاء العدوان قبل أن تتورط إسرائيل في أخطاء تضطرها لتمديد مدته.
وواصل جيش الاحتلال شن سلسلة من الغارات على قطاع غزة ضمن عملية أطلق عليها اسم "الفجر الصادق"، وقال إنها تستهدف "حركة الجهاد الإسلامي".

معركة مدروسة 

وأكدت د. "أماني القرم" الكاتبة الفلسطينية أن الحرب على حركة الجهاد الإسلامي كانت مخططة ومدروسة وأن إسرائيل هدفت من خلال عدوانها إلى كسر شوكة الجهاد التي تعاظمت قوتها مؤخراً في الضفة الغربية وغزة، وباتت ‏تشكل في نظر تل أبيب تهديداً خطيرا ومباشراً، خاصة بعد سلسلة من العمليات الهجومية المنظمة لنشطاء ‏الحركة في الضفة ضد أهداف اسرائيلية في الداخل المحتل. 

وتطرقت الكاتبة إلى إعلان جيش الاحتلال في حزيران الماضي عندما قرر القضاء على ما يعرف "بجمهورية الجهاد ‏الاسلامي في شمال الضفة مهما كلف الأمر"، مشيرة أن ذلك يوحي بأن القرار الاسرائيلي لا يستهدف تنظيم الجهاد في مدن الضفة فقط وإنما في غزة، ‏ويعني أيضا أنّ قرار الحرب ضد القطاع وربما استهداف الجعبري اتُّخذ منذ ذلك الإعلان.

اقرأ أيضاً: العدوان على غزة.. مواجهة خطرة وسط حسابات معقدة

وأوضحت أن الحملة الاسرائيلية بدأت ‏باستهداف وقتل مباشر لأعضاء ينتمون لحركة الجهاد الاسلامي في مدن الضفة الغربية وتحديداً جنين، وانتهت باعتقال وحشي للمسئول السياسي في الحركة الشيخ بسام السعدي، ومن ثمّ التحضير لساحة الحرب ‏في منطقة غلاف غزة بشكل غير مسبوق ومعهود من قبل.

وبينت "القرم" أن الهدف الآخر للعدوان يعود للحسابات السياسية والاعتبارات الانتخابية لقادة الاحتلال، مشيرًة إلى أنه ليس اعتباطا أن يطلق رئيس حكومة الاحتلال الحالي يائير لابيد حملته الانتخابية قبل يوم واحد من عدوانه على غزة.

عزل غزة 

من جهته تساءل "أكرم عطا الله" الكاتب والمحلل السياسي إلى متى ستبقى غزة تدور في هذه الحلقة العابثة من الحروب والموت والدمار ولقمة سائغة للجميع؟، وشدد على  أن تجربة غزة وعزلها لم تنجح بجعلها قاعدة انطلاق المشروع الوطني، وخصوصاً بعد أن بدأت تجربة المقايضة والتسهيلات تدخل معادلة مختلفة.

وأكد أنه لا خيار لحماية سكان القطاع إلا بإنهاء هذه الحالة من خلال نظام فلسطيني واحد وبرنامج واحد، أما دون ذلك ستبقى غزة رهينة مصالح الجميع، وستبقى تتلقى الضربات بلا رحمة.

وأوضح "عطا الله" أن مسار المعركة أعطى لمرشحي الانتخابات في الحكومة الإسرائيلية القائمة قدراً من التفوق والاستعراض، وخصوصاً أن إسرائيل تحدثت منذ اللحظة الأولى عن تحييد حركة حماس والفصل بينها وبين الجهاد الإسلامي ما يجعل جيشها أكثر قدرة على التحكم والسيطرة.

نتائج الانقسام

بدوره أكد "زياد أبو زياد" المحامي والسياسي الفلسطيني أن المخطط الإسرائيلي يقوم على تصفية حركة الجهاد في الضفة تحت سقف هدنة تحققت مع حماس ووقوف الأجهزة الأمنية في الضفة.

واستهجن "أبو زياد" الأصوات التي ناشدت حماس وفصائل المقاومة الأخرى بالدخول مع الجهاد الإسلامي وألا تتركها وحدها في المعركة، قائلاً: إن الحروب لا تدار من خلال العواطف والانفعالات، وأن الحرب قرار استراتيجي قائم على تقدير موقف ومعطيات، ووضع خطة عمل للوصول الى الهدف.

واعتبر الكاتب أن الانقسام شكل أخطر ضربة للبرنامج الوطني الفلسطيني حيث انعكست أول نتائجه في تكريس العداء بين فتح وحماس ووقوف فتح في الخندق المعادي لحماس، ثم دخول حركة حماس ساحة العمل الأحادي الجانب وانفرادها في اتخاذ القرار المتعلق بالشأن الوطني الى أن وقعت في فخ الهدنة غير المكتوبة مع اسرائيل والدخول في لعبة التوازنات الإقليمية التي هي أكبر من مقاسها بكثير، فيما بقيت الجهاد الإسلامي وحيدة في الساحة ووجدت نفسها هي الأخرى تدخل في لعبة التوازنات الإقليمية وتدخل تحت العباءة الايرانية.

اقرأ أيضاً: صفقة الأسرى بين المقاومة والاحتلال.. ثماني سنواتٍ فشلت في إذابة الجليدِ

وأكد أن أول ما يجب أن يقوم به الفلسطينيون بعد وقف العدوان هو تحقيق المصالحة التي تزيل التناقض بين فتح من جهة وحماس والجهاد من جهة أخرى وتخلق الجو الطبيعي لوحدة وطنية تقوم على برنامج وطني يحقق تطلعات الكل الفلسطيني من خلال المواءمة والمصافطة.

تفويت الفرصة

من جهته سلط "منير الغول" الإعلامي الفلسطيني الضوء على موقف حركة حماس من خلال امتناعها عن عدم التصعيد، لأنها تدرك جيدا أن اسرائيل تبحث عن ذريعة لمواصلة التصعيد والاستمرار بالعدوان على قطاع غزة، قائلًا: "إن المسؤولية التي تبديها حماس بهذا الحرص، وعدم الانجرار للتصعيد الاسرائيلي تشكل حجرا مهما في زاوية انهاء العدوان على سكان القطاع بأسرع وقت ممكن". 

وشدد "الغول" على أن موقف حماس كونها الجهة المتنفذة والحاكمة والمسؤولة عن قطاع غزة في كل المجالات من شأنه أن يوفر بصيص أمل ولو قليل لسكان القطاع لالتقاط الانفاس بدلًا من الدخول في دوامة ومعركة كبيرة لا تحمد عقباها.

وتابع: "من الضروري تفويت الفرصة على هذا المحتل والتصدي لهجومه تارة بالسلاح وتارة أخرى بالفكر والعقل، فقطاع غزة يحتاج لمرحلة نهوض شاملة وذلك لا يتحقق الا بجهود كبيرة لوقف العدوان والابقاء على الحياة والعيش الكريم لمواطني القطاع، على الرغم من ادراك حماس وكافة الفصائل الاسلامية والوطنية لخطورة الموقف الاسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة واعتداءاته المتكررة".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo