حوار عباس زكي: مركزية فتح اتخذت قراراً بحل كافة قضايا غزة قبل الانتخابات

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي

 

  • غزة دفعت ثمناً باهظاً نتيجة العسس والعبث الحمساوي والإسرائيلي والحصار

  • غزة هي الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات

  • الانشقاق عن فتح في وقت يهرول الإماراتيون للتطبيع طعنة في الظهر

  • انشقاق دحلان يختلف عن خروج ناصر القدوة

أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أن الانشقاقات التي عاشتها حركة فتح منذ نشأتها، أثرت بها؛ لكن بقيت فتح الأم قائمة واندثر المنشقون ولم يعد لهم وجود.

وعزى الانشقاقات التي حدثت في الحركة منذ تأسيسها إلى أن حركة فتح هي حركة تحرير وطني، وليست حزباً بأيديولوجية واحدة.

وأوضح زكي في حوار خاص مع موقع "زوايا"، أن هدف حركة فتح هو تحرير كامل التراب الفلسطيني، وهي فكرة ملهمة استطاعت نقل الشعب الفلسطيني من الضياع واللجوء إلى خنادق القتال، وأيضاً إلى كيانية وهوية.

وأكد أن حركة فتح هي جزء من الأمة العربية التي تعيش بكثافة العدوان الإمبريالي الصهيوني الذي كان في الماضي أوروبيا واليوم أمريكيا ما بعد النكبة السوداء.

وأشار إلى أن حركة فتح تأثرت بعض حاضنتها بسوء الأداء لأبنائها، وهي مسؤولة كاسم حركي لفلسطين عن التراجعات كما أنها مسؤولة عن الإبداعات، ومن هنا كان متوقعاً أن يكون بين الفنية والأخرى من يشذ عن الطوق ومن يخرج عن حركة فتح الأم.

وأكد أن التجربة التي مرت بها حركة فتح كانت فيها بمثابة الضمير للأمة العربية وللفلسطينيين، كما كان يقول ياسر عرفات رحمه الله، "هذا شعب أكبر من قيادته والثورة مستمرة"، صعودا هبوطا.

وشدد على أنه في الوقت الذي يركع فيه الناس الآخرين للأعداء، نقول لهم "لا".

أكبر حركة انشقاق تمثلت في خروج صبري البنا

وعن طبيعة الانشقاقات في حركة فتح بين الأمس واليوم، قال زكي: "أعتقد أن اليوم لا يقارن بالأمس".

وفي السابق كان الصراع مسلحا كما حصل مع صبري البنا، الذي أطاح بالكثير من قيادات الحركة وكان بندقية مأجورة، وكذلك الانشقاق الذي كان في قتال بطرابلس وسال فيه الدم الفلسطيني(..)، بينما الانشقاق اليوم لا يوجد فيه نفس الجرائم التي ارتكبت وهي الآن في اعتقادي لا تقاس بالماضي، كما قال زكي.

ولفت إلى أن الانشقاق اليوم الذي يقوده محمد دحلان باسم التيار الاصلاحي، وناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي أصر على المشاركة في الانتخابات القادمة بقائمة منفصلة مخالفاً قرار المركزية التي أصدرت قراراً بفصله على خلفية ذلك، يختلف فيه الاثنان عن بعضهما البعض.
اقرأ أيضاً: “زوايا” تكشف خفايا المصالحة بين عباس ودحلان

وأشار إلى أن انشقاق دحلان جاء في ظرف يهرول فيه العرب باتجاه التطبيع مع الاحتلال "الاسرائيلي" والحالة العربية يرثى لها.

 وفي الوقت ذاته دولة الاحتلال الإسرائيلي في ضائقة جراء ما حققته فتح من صمود أسطوري ومن مواقع عربية ودولية وصولاً إلى مقاضاة الاحتلال في محكمة الجنايات، فإن هذا الانشقاق هو طعنة في الظهر ولن يكون لها مستقبل.

وتابع أن ظاهرة الإمارات ومحمد دحلان، كشفت أن الحاضنة الاماراتية ليست ذات صبغة عربية، وما تمارسه هو انقلاب على الإمارات نفسها، وانقلاب على الدستور الإماراتي، وانقلاب على الشيخ زايد رحمه الله، لذلك لن يكتب لها النجاح فيما لو كان بالفعل هناك حياة ديمقراطية في الإمارات، ولكن كل هذه السطوة الصهيونية لم تنفع الذين يشكلون أدوات لها.

ناصر القدوة وتراجعه

وفرق زكي بين ناصر القدوة ودحلان قائلاً: "ناصر القدوة مختلف تماماً"، موضحاً أن "القدوة" له وجهة نظر معينة، والجميع من اللجنة المركزية حاول ثنيه عن ما يقوم به مع ترحيب الجميع مع ما طرح، ليكون في إطار حركة فتح.

ولفت إلى أن القدوة يعتقد أن الناس ستذهب بعيداً عن القوائم الرسمية في الانتخابات نتيجة معاناة الناس من عدم تحقيق الوحدة، ومن عدم تصويب الأوضاع، وعليه ذهب باتجاه ليس ذو طلاق كامل مع حركة فتح، والباب مفتوح دائماً له.

تيار دحلان وإمكاناته المالية

وحول سر القوة المالية التي يمتلكها دحلان، ونشاطه الملموس لمعركة الانتخابات القادمة، قال زكي : "من يملك المال يملك السيطرة على المؤلفة قلوبهم؛ ولكن السواد الأعظم من شعبنا يلتزم بقاعدة "تجوعُ الحرَّةُ ولا تأكلُ بثدييها".

وأعرب عن اعتقاده أن الموازنة التي وضعتها في الماضي ليبيا للمنشقين في سوريا بمئات الملايين توضع اليوم من قبل الإمارات لإحداث خرق وتهويد القضية الفلسطينية، كما هودت الآن الإمارات التي يعتلي العلم الإسرائيلي أعلى برج فيها وهو "خليفة" ويفتح أكبر كنيس لليهود في أبو ظبي.

وأيضاً يجري التعاطي والتعاون الكامل بما فيها إنشاء مشروع سكة حديد ما بين "إسرائيل" وما بين دبي، وهذا القتال الذي يشنه الإماراتيون سواء على اليمن وليبيا أعتقد أنه سيتوقف يوماً، ولا يمكن لمن يخرجون عن أمتهم لخدمة المخططات الإمبريالية أن يكون النصر حليفهم.

وتابع، من هنا نقول لمن يملك المال، "إسرائيل وأمريكا ذات قوة عالية في تحويل الحقائق إلى باطل وفي استبدال كل ما هو قيمي بما هو أسوأ وحكمهم على المنطقة بشكل كامل، لا تنمية لا وحدة لا استقرار لا مستقبل وهذا جزء من المخطط المرسوم لأمتنا من المحيط للخليج".

وأضاف "لكن لا بد وأن تأتي الصحوة والضمير الحي وفلسطين ستبقى هي العقبة في وجه كل قوى العالم كما بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم".

وزاد، أن حركة فتح تعرف تماماً كم حجم قوة الأعداء، ولكننا مؤمنين بأن هذا الشعب الفلسطيني المظلوم لا بد أن يُرفع عنه الظلم يوماً.

اقرأ أيضا: حصري: “زوايا” تكشف تفاصيل حوار القاهرة والاتفاق على محكمة للانتخابات

وأكمال "لا تنس أن فلسطين مسرى رسول البشرية سيدنا محمد، ومولد السيد المسيح الذي خص هذه الجغرافية أن تكون بوابة الأرض إلى السماء.

وتابع "العابثون كثر ولكن ما في باطن الأرض هو الباقي أما الزبد يذهب جفاء، والأموال والنفط كله لا يعادل الدم الذي بذله الأطفال والنساء كدلال المغربي".

وأكد أن حركة فتح قادت مرحلة الثورة ومرحلة السلام، وكما يوجد امتيازات ومفاوضات هناك مؤبدات في السجون وشهداء، والمسيرة مستمرة ووطن لا نحميه لا نستحقه.

قضايا غزة العالقة

وبشأن قضايا قطاع غزة وإمكانية حلها قبل الانتخابات التشريعية القادمة، كملف الموظفين، وتفريغات 2005، والتقاعد المالي، وغيرها، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنها اتخذت قراراً بحل هذه الملفات قبل الانتخابات.

وشكلت فتح اللجان وتقوم بعملها وتتواصل مباشرة مع رئيس الوزراء للعمل على حل المشكلات.

وقال:" غزة جرح نازف، و"غزة العزة" بدونها لا مستقبل.

وأضاف: "كنا مجبرين على أن تكون مصالحة فلسطينية ووحدة وطنية، لكنها لم تحدث عبر كل المحطات من القاهرة للدوحة للشاطئ، إلى أن جاء الجواب الأخير واستطاعت دول مثل تركيا وقطر أن تؤثر في المعادلة".

وجاءت لحظة الحقيقة بأن نكون على أبواب مصالحة، ومن هنا نقول لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وغزة دفعت ثمناً باهضاً نتيجة العسس والأخبار السيئة والعبث الحمساوي والإسرائيلي والحصار وكل أشكال الدم وقعت على غزة، ولكن غزة هاشم هي الأقوى وهي الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات.

وشدد على أن اللجنة المركزية أخذت قرارات بضرورة الوفاء باستحقاقات أبناء غزة، والسلطة لن تتخلى عن غزة رغم أن هناك الانفصال الجغرافي، وكل دعاة أن غزة خرجت واترك المجال لحاكميها أن يديروا شؤونها في إشارة إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع، إلا أن غزة هي في وعي وعمق الموازنة الفلسطينية.

وأوضح، أن كل شيء كاستحقاق يجب أن ينفذ؛ مستدركاً أن هناك لجان إدارة لم تعمل وبالتالي يمكن أن يكون بعض الأشياء تحتاج لانتظار لترتيب الأوضاع، (دون تفاصيل).

إنما المؤكد أن كل استحقاق يجب أن يعود لغزة ولا يكون فرق بين الموظف بغزة والموظف في الضفة.

رفض إسرائيلي للانتخابات

وحول الضغوطات الإسرائيلية على الرئيس محمود عباس، لإلغاء الانتخابات الفلسطينية، أكد زكي أن هناك تهديدات إسرائيلية حقيقية، بمنع الانتخابات، ومنع مشاركة حماس، وربطه بملف محاكمة قادة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية، وردَّ عليهم الرئيس عباس قائلاً:" قلت لترامب "لا" ، ولنتنياهو ألف "لا".

وشدد على أنه إذا كانت حركة فتح قوية، فالشعب الفلسطيني قوي، وإن كان العكس فالشعب سيعاني.

المصدر : رام الله- خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo