تقرير الاحتلال يقتنص فرصة المنخفض ويدمر محاصيل غزة الزراعية

الاحتلال يدمر المحاصيل الزراعية بغزة
الاحتلال يدمر المحاصيل الزراعية بغزة

في كل عام ومع كل منخفض جوي يتكرر مشهد إغراق الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الزراعية وتدمير محاصيل غزة الزراعية شرق مدينة غزة، عبر فتح السدود أو ما يُطلق عليها العبارات المائية المتواجدة في المناطق الشرقية لمدينة غزة بشكل مفاجئ.

وإغراق آلاف الدونمات الزراعية، وذلك على بُعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 48.

ومجدداً أقدم الاحتلال خلال يومي المنخفض الجوي "الأربعاء والخميس" 17/18 فبراير 2021- على فتح السدود والعبارات، مما أدى إلى إغراق مئات الدونمات الزراعية، ووفقاً لحصر وزارة الزراعة للأضرار الأولية، فقد بلغت الأراضي المغمورة بمياه الأمطار نحو 1000 دونم، تضررت بشكل مباشر.

وخلال أيام قليلة كان يفترض أن يشرع المزارعون، بحصاد موسمهم الذي ينتظرونه من العام إلي العام، ينشغلون في الهرولة لحصر أضرارهم وخسائرهم، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم ومستلزماتهم الزراعية الغارقة في وحل المياه.

اقرأ أيضا: الاحتلال يحارب أراضي الفلسطينيين في الضفة بالمواد السامة

ويقيم الاحتلال في الطرف المحتل من جانبه شرق مدينة غزة، سدوداً لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها، لكنه يُقدم بصورة سنوية منذ العام 2013 على فتح السدود عندما تتكدس كميات كبيرة من المياه باتجاه قطاع غزة المحاصر، ما يؤدي إلى غرق ألاف الدونمات الزراعية ويكبد المزارعين الخسائر الفادحة، وذلك ضمن محاولاته المستميتة لفرض ما تسمى "المنطقة العازلة".

خسائر مزدوجة

ويقول المزارع صالح الخيسي، أن خسارته بفتح السدود تكون مزدوجة، فإلى جانب تلف محصوله الشتوي، فإنه يخسر تكاليف تأهيل زراعة أرضه للموسم الصيفي، بسبب غمرها بالمياه التي تبقي راكدة لأشهر عديدة، ويتعذر عليه زراعتها بالمطلق، مبيناً أن لديه بئر زراعي و16 دونماً زراعياً لا يستفيد منها بفعل ممارسات الاحتلال المتكررة.

في حين أكد المزارع فادي شمالي، أنه فقد محصوله من البازلاء بفعل غمره بالمياه بشكل كامل، مردفاً والألم يعتصر قبله "أنه استدان لزراعة أرضه، على أمل السداد وتحصيل مصاريف عيش أسرته بعد نضوج المحصول؛ ولكن على حين غرة، راح كل شيء في غمضة عين، ولم يتبق ما يمكن أن يسدد به ديونه، أو ما يستعين به للصرف على أسرته المكونة من عشرة أفراد.

أما المزارع أحمد سكر فقال " ليس لنا مصدر دخل إلا زراعة هذه الأرض في هذه المنطقة التي يتعمد الاحتلال دائماً اقتلاعنا منها، سواء عبر رش المبيدات الضارة أو التجريف أو الاستهداف المباشر بإطلاق النار"، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التدخل الفوري لدى الاحتلال لوقف هذا التهديد المتكرر لحياتهم والتدمير المتعمد لمزروعاتهم ".

وأكد مدير مديرية زراعة غزة أحمد فطاير لـ موقع" زوايا"، أن الأراضي التي تعرضت للغرق جميعها أراضي مستغلة زراعياً، ومزروعة بخضروات ومحاصيل حلقية مختلفة مثل الشعير والقمح والملفوف والبازيلاء والزهرة وغيرها.

إضافة إلى غمر آبار مياه، وشبكات ري، إلى جانب عدم قدرة المواطنين على الوصول إليها، بسبب تشكل برك ضخمة من المياه.

وأكد فطاير أن الاحتلال يستهدف القطاع الزراعي ككل, ويستخدم سياسة تدمير كافة الأراضي شرق قطاع غزة, سواء من خلال غمرها بالمياه، أو رشها بالمبيدات, أو تجريفها، كونها تمد القطاع بالسلة الغذائية، موضحاً أن هناك تعمد واضح من قبل الاحتلال لجهة إبقاء المناطق الشرقية لقطاع غزة فارغة.

ونوه إلى أن الاحتلال اعتاد خلال السنوات الماضية على فتح السدود في أكثر من منطقة شرق القطاع، لاسيما شرق مدينة غزة، وهذا يتسبب بأضرار كبيرة في قطاع الزراعة، وأن الوزارة كل مرة تحاول إزالة الأضرار الناجمة، ومساعدة المزارعين على تجاوزها، لافتاً إلى أن وزارته بدأت بمخاطبة جهات دولية، واطلاعها على حجم الأضرار التي نجمت عن هذا العمل الذي وصفه بالتخريبي.

"المنطقة العازلة"

وبين فتح السدود ورش المبيدات الضارة وليس انتهاء بسياسة التجريف والتدمير، تتنوع أشكال الحرب الإسرائيلية الممنهجة لفرض "المنطقة العازلة"، وهو مشهد دفع المزارعين للمطالبة بخطط حكومية منقذة تدعم صمودهم.

في وقت حذرت فيه الكثير من الجهات والمؤسسات المعنية والداعمة للقطاع الزراعي، من التداعيات الخطيرة لفتح السدود المائية، وطالبوا العالم بتجريم الاحتلال والضغط الفاعل عليه لوقف مسلسل اعتداءاته اليومية بحق الزراعة والمزارعين الفلسطينيين.

فمن جانبه، عبر محسن أبو رمضان رئيس شبكة المنظمات الأهلية، عن قلقه من تصاعد عدوان الاحتلال ضد المزارعين على الحدود الشرقية لقطاع غزة وتعدد طرق وأساليب وأشكال هذا العدوان، معرباً عن اعتقاده بأن الهدف الرئيسي من هذا العدوان المستمر، هو التنغيص على المزارعين حياتهم وتكبيدهم الخسائر، لدفعهم إلي ترك مزارعهم، بغية فرض المنطقة العازلة شرق القطاع.

وشدد أبو رمضان في حديث لـ"زوايا" على ضرورة تدخل الجهات الوسيطة في التفاهمات الأخيرة بين قطاع غزة والاحتلال، ولا سيما الشقيقة مصر، لوقف تجاوزات الاحتلال في المناطق الحدودية لغزة، داعياً الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي، لدعم صمود المزارعين في المناطق الحدودية لإفشال المخطط الإسرائيلي.

بالإضافة إلى الدور المنوط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، في التدخل العاجل لدى الاحتلال لوقف جرائمه بحق المزارعين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، فضلاً عن الضغط عليه لتعويض المزارعين عن خسائرهم الذي تكبدوها في السنوات الماضية ومازالوا يتكبدوها إلى يومنا هذا.
اقرأ أيضا: بالضربة القاضية.. كورونا تفتك بعمال غزة والمساعدات شعارات

الجدير ذكره، أن المزارعين تعرضوا لخسائر فادحة خلال ثلاث حروب شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ودمر البنية التحتية للمزارعين والأراضي الزراعية، ولازالوا منذ عدوان 2014 ، ينتظرون التعويضات.

 

 

المصدر : خاص زوايا - غزة
atyaf logo