وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، إدارة الحكم في قطاع غزة بالمسألة الصعبة والمعقدة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وانسحاب السلطة منه دون قيامها بمسؤولياتها تجاهه.
وأكد أبو مرزوق أن حركته حرصت على وحدة الشعب الفلسطيني، وقدمت من أجل ذلك الكثير من التنازلات، لإنهاء الانقسام.
وأوضح أن حماس تنازلت عن شرط تزامن الانتخابات بعد الحصول على ضمانات دولية بعقد هذه الانتخابات بشكل متتالي، وهذه الدول: "مصر وقطر وتركيا وروسيا".
وفي سياق آخر، شدد أبو مرزوق، على أن حركة حماس لا تنحاز لمحور دون آخر في المنطقة، معرباً عن اعتقاده أن جميع المحاور يجب أن تكون بوصلتها فلسطين.
وحول علاقة الحركة مع السعودية، ذكر أبو مرزوق أن حماس حرصت على إقامة علاقات قوية مع المملكة العربية ومؤسساتها المختلفة، إلا أن السياسات السعودية صارت ضد الحركة والمتعاونين معها منذ عدة أعوام، ووصلت إلى اعتقال شخصيات سعودية وعربية وفلسطينية خدمت المقاومة، عبر توفير الدعم الشعبي والمالي لها في السعودية.
وقال إن ملف هؤلاء المعتقلين لا يزال عالقا، داعيا المملكة السعودية إلى الإفراج عنهم.
وفي موضوع آخر، أكد أبو مرزوق أن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب أرادت التواصل مع حركته لإجراء لقاءات مباشرة بين كبار أعضاء الإدارة والحركة، وذلك بعد قطع السلطة الحوار معهم، وقد حاولوا أكثر من مرّة وعبر أكثر من طرف سواء أوروبي أو عربي.
وأضاف: "تقدّموا بعروض تشمل إقامة مشاريع استراتيجية في قطاع غزّة تقدّر بمئات ملايين الدولارات، إلا أن الحركة قابلت هذا العرض بالرفض التام".
واستدرك بالقول إن الحركة لا ترفض اللقاءات مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ، ولكنَّ رفضها تم بناء على الالتزام بالموقف الفلسطيني الموحّد الرافض لها.
إليكم نص الحوار كاملاً:
س) هناك حديث عن لجنة من عدة دول ستقود ترتيب الوضع الفلسطيني للوصول للمصالحة.. ما حقيقة ذلك؟ وهل الرسائل الإيجابية بين حركة حماس والرئيس محمود عباس مؤخراً تأتي في هذا الإطار؟
ج) نعم هناك رسائل أرسلت لعدة دول وهي: "مصر وقطر وروسيا وتركيا"، وكذلك الفصائل الفلسطينية، تتحدث عن المصالحة الفلسطينية والانتخابات وهي رسائل إيجابية ونتيجة طبيعية للحوارات التي كانت في إسطنبول ثم في القاهرة واللقاء الأخير للرئيس محمود عباس مع أمير دولة قطر الشيخ تميم، وكذلك تتويجاً لزيارة لوفد الحركة إلى القاهرة، وبالتالي كانت هذه الدول الأربعة التي حرصت على الوصول إلى هذا الموقف، وإجراء الانتخابات الفلسطينية، ونتيجة طبيعية لتعهد من مصر في لقائها الأخير في غزة مع قيادة الحركة، ثم لقاء الرئيس أبو مازن وأمير دولة قطر وعرض إجراء الانتخابات.
وفي هذا السياق تبدى لنا حرص هذه الدول واستعدادها لتقديم ضمانات كافية لضمان إجراء الانتخابات في مسيرتها الكاملة، سواء كان المجلس التشريعي أو الرئاسة أو المجلس الوطني ضمن مواعيد محددة وفترة زمنية محددة كنا قد تحدثنا مع الإخوة في فتح مدة ستة شهور، وبعد صدور المرسوم سيكون هناك حوار فلسطيني داخلي للاتفاق على الإجراءات.
س) في كل مرة تجري فيها حوارات المصالحة تكون الحاجة إليها أكبر من الماضي لكنها تصطدم بالفشل.. فلماذا؟ ومن السبب الحقيقي في تعطل هذا المسار؟
ج) إذا أردت أن تعرف السبب الحقيقي، فعليك بالعودة إلى الوراء، وقراءة سلوك الحركة وحركة فتح، وستجد أننا قدّمنا التنازلات تلو التنازلات وذلك لأجل شعبنا، لأجل الخروج من المأزق الوطني الفلسطيني، وحركة حماس لم تتخلف عن أي دعوة لرأب الصدع، رغم تقديرنا أن بعضها يأتي في سياق بعيد عن الرغبة في الوصول إلى اتفاق فعلي، وعلى الرغم من امتلاكنا الأغلبية فإننا تنازلنا عن الحكومة، وقمنا بحل اللجنة الإدارية عام 2017، وقمنا بتسليم المعابر وقتها وتمكين الوزراء من ممارسة مهامهم، وألحقنا بالوظيفة العمومية آلافا من القاعدين، ومع ذلك وضعت حركة فتح العراقيل.
ونحن في حركة حماس لدينا موقف واضح وضوح الشمس بأننا نريد الخروج من المأزق الوطني، لأن المواجهة مع العدو الإسرائيلي أصبحت مسألة ثانوية لدى عدد من قوى شعبنا، في ظل أزمة الوحدة الوطنية وغياب المشروع الوطني، إضافة إلى أن الخلاف استنزف جهودنا وذهبت رياحنا في معارك في غير مكانها. ونحن منزعجون من عدم تكلل جهود المصالحة بالنجاح طيلة الفترة الماضية، فنحن مع جميع جهود رأب الصدع الداخلي الفلسطيني، ومنفتحون على أي حل يهدف لطيّ صفحة الانقسام.
س) ما صحة المعلومات أنكم طلبتم المناصفة في أعضاء منظمة التحرير؟
ج) نحن لا نبحث عن المحاصصة، وإنما إنهاء الانقسام الفلسطيني بشكل تام، ومطلبنا واضح وهو العودة إلى الشعب، وللشعب وقتها حرية اختيار ممثليه، شريطة أن تحترم جميع قوى شعبنا خيارات الشعب، وألا تواجه بعراقيل على غرار عام 2006، ولكن ذلك ضمن الاقتراحات، وخاصة القائمة المشتركة مع حركة فتح، وكان هناك أفكار حول تساوي أعضاء حماس وفتح في التمثيل، ولكن ليس المناصفة كما ذكرت.
س) هناك زيارات مكوكية للوفد الأمني المصري لقطاع غزة، وعادة ما يتم الكشف عن ما يتم بحثه من خلال الاعلام الإسرائيلي، ويتعلق بقضية صفقة تبادل.. ما الذي تم عرضه على حركة حماس من قبل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة تبادل؟
ج) هذه اللقاءات ليست بالجديدة، وهناك تنسيق مستمر مع الاشقاء في مصر، حيث أن هنالك قضايا ثنائية يجري نقاشها، وفي بعض الأحيان يُحمّل الإعلام هذه اللقاءات فوق ما تحتمل، ولا أنصح أي وسيلة إعلامية بالحديث حول صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، من خلال الإعلام الصهيوني، فنحن من سياستنا وضع هذه القضية خارج التغطية الإعلامية، ونحيط تفاصيلها بالسرية الكافية لإنجاح أي صفقة محتملة، وبكل الأحوال نحن أيضًا لا نثق في العدو قيد أنملة، ولذلك كان هنالك دائمًا وسيط في هكذا مسائل، والمهم أنه ليس هنالك من جديد في صفقة التبادل ولا زال الاحتلال على موقفه ولم يقدم ما نستطيع أن نتحدث فيه عن تقدم.
س) ما الهدف الحقيقي من تهافت إسرائيل وامريكا على تطبيع العرب مع الاحتلال الإسرائيلي؟
ج) هنالك منظومة مصالح إسرائيلية سياسية وأمنية واقتصادية من وراء التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، وأهم هذه المصالح هو فك عزلتها الدولية، والتمدد على حساب عمق الشعب الفلسطيني العربي والإسلامية، وتحولها نحو كيان طبيعي في المنطقة، لا كيانا منبوذا، إضافة إلى سعيها فتح أسواق استهلاكية جديدة لبضائعها وتحقيق مصالح اقتصادية، إضافة لسعيها لتكون طرفا في قضايا المنطقة، وتحويل العداء العربي لها نحو إيران.
أما الولايات المتحدة، فإن فريق إدارة ترامب السابق كان ينظر بعين الانبهار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي، وهم صهاينة أكثر من بعض السياسيين الإسرائيليين، ويريدون تحقيق إنجازات تخدم الحركة الصهيونية.
ولعلي أقول أن الأمريكان والإسرائيليين يجتهدون لأن تكون المنطقة منطقة نفوذ أمريكي بقيادة إسرائيلية وقصر الخلاف في المنطقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع انفكاك الحاضنة العربية عن الفلسطينيين، وتجفيف قدراتهم في الصراع مع الحركة الصهيونية، مما يدفعهم إلى الاستسلام وتذويب قضيتهم الوطنية، وأبرز نقاط الضعف عندنا هو هذا الاتفاق اللعين الذي أرادوا أن يحقق بعض حقوقنا من خلال طاولة المفاوضات، وغابت طاولة المفاوضات وغابت معها حقوقنا.
س) هناك تسريبات بأن قطر على طريق التطبيع؟ ما جهود حماس مع قطر لثنيها عن التطبيع لاحقاً؟ وهل زيارات محمد العمادي للاحتلال تندرج في إطار التطبيع؟
ج) نحن ننصح بشكل مستمر جميع الدول وعلى رأسها الدول الصديقة، برفض التطبيع بشكل كامل، ففي ذلك مضرّة كبيرة تلحق بالقضية الفلسطينية، وكذلك في مصالح هذه الدول، وإن أي تواجد للإسرائيلي في العواصم العربية أو الإسلامية هو على حساب التواجد الفلسطيني، ولهذا نحن نرفض التطبيع وبشدة، ونأمل ألا تحذو أي دولة بما فيها الدول الصديقة حذو الدول المطبّعة، وإن أي تعامل مع الاحتلال الإسرائيلي هو تطبيع مرفوض، والحالة الطبيعية هي المقاطعة التامة مع هذا العدو.
ومعلوماتنا المؤكدة بأن قطر ليست على طريق التطبيع المعلن كما ذكرت، والسفير العمادي مكانه في غزة من قبل الانقسام، وكان سفره ومساعداته للقطاع عن طريق مصر، وحينما منعته مصر بسبب الخلافات المصرية-القطرية أصبح كبقية السفراء لدى السلطة طريقهم عبر طريق الاحتلال.
س) الواقع الذي تعيشه غزة مرير جداً .. والاحتلال يقايض التسهيلات الطبية وغيرها، بإعادة الجنود "الإسرائيليين" المأسورين لدى حماس.. في حال بقاء الوضع على ما هو عليه، هل من المتوقع أن نشهد تصعيداً عسكرياً؟
ج) الاحتلال الإسرائيلي بطبعه عدواني ويمارس القهر على الشعب الفلسطيني، ولا يترك فرصة إلا ويمارس فيها العدوان، ونحن لسنا مُسعّري حرب، ونريد لشعبنا أن يحقق أهدافه بالتحرر والانعتاق من الاحتلال بأقل تضحية ممكنة، وبدونها إن أمكن، وجميع الحروب السابقة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة لم نبادر بها، وإنما كنا ضحية احتلال إحلالي مارس الإبادة الجماعية بحقنا والتطهير العرقي بحق شعبنا، وقاومنا بكل ما نملك دفاعا عن حقوقنا، ونحن مقاومة عاقلة، ترى المصلحة الدقيقة لشعبنا وتنحاز إليها في ظل تعقيد المشهد، وتداخل المتغيرات وسيولة المواقف والانقسامات الداخلية والبينية في منظومتنا الوطنية وفي أمتنا العربية والإسلامية، وبتقدير دقيق أيضا للمشهد الداخلي الإسرائيلي، الذاهب نحو انتخابات مبكرة بعد أشهر قليلة.
ولكن إذا ما فُرضت علينا الحرب فسنقاتل بكل بسالة، وقد رأى الاحتلال الإسرائيلي بأسنا، كما أنه يتابع حجم التطور الهائل في القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، وهذا على صعيد القوة الصاروخية فقط، وعندنا من الرجال من جرّبهم الاحتلال، وأساءوا وجهه، وقتلوا منهم العشرات وجرحوا أضعاف ذلك ولم يستطيعوا التقدم خطوة في داخل القطاع، وكان الشعب إلى جوارهم، وظننا في شعبنا كبير، وثقتنا بمقاومتنا عظيمة.
س) تم اغتيال عالم ايراني في وسط طهران وأصابع الاتهام موجهة نحو الموساد الإسرائيلي.. هل من الممكن أن نشهد توحد محور المقاومة في أي معركة قادمة مع جيش الاحتلال؟
ج) نحن في حركة حماس نطالب الدول بأن تتبنى الموقف الفلسطيني، وأن تدعم الشعب والمقاومة بكافة المستويات المتاحة، بدءًا من الإعانات الإنسانية وصولًا إلى الدعم العسكري والأمني للمقاومة الفلسطينية، وإن ذروة ما نريده من الدول والكيانات أن تكون بوصلتهم فلسطين وعدوهم الكيان الصهيوني، ولهذا فإن أي جهود في هذا الإطار فهي أقل ما توصف بها بأنها جهود مرحّب بها، وإن أي طرف عربي أو مسلم أو من الشعوب الحرّة يريد مقاومة الاحتلال فهذه الطريق مفتوحة أمامه، ونحن معه ونؤيده، بل ونريد من الجميع أن يقفوا بكافة السبل أمام العدو الصهيوني.
أما المحاور فنحن لا ننحاز لمحور دون محور ونعتقد أن جميع المحاور في المنطقة يجب أن تكون بوصلتها فلسطين.
س) متى ستعقد انتخابات المكتب السياسي لحماس؟ وهل سينافس د. أبو مرزوق على رئاسة المكتب السياسي؟
ج) ستعقد الانتخابات الحركية في النصف الأول من هذا العام، وذلك على كافة مستويات الحركة القيادية وأماكن تواجد الحركة، والنظام الإنتخابي في الحركة لا يقدم الشخص فيه نفسه للمنافسة على أي موقع في الحركة وكلي ثقة بإخواني ومن يكون في هكذا موقع.
س) كيف تقيم تجربة المكتب السياسي الذي شارف على الانتهاء.. خاصة مسألة إدارة الحكم في القطاع؟
ج) إدارة الحكم في قطاع غزة مسألة صعبة ومعقدة، ذلك أن القطاع محاصر من قبل الاحتلال، والسلطة انسحبت من القطاع ولا تقوم بمسؤولياتها فيه، كما أن معظم الدول والمنظمات الدولية تتعامل معنا بحكم الأمر الواقع، وعمليًا جميع المساعدات والإجراءات على الأرض من خلال السلطة في رام الله التي لا تقدم للقطاع إلا الشيء اليسير، ولكننا نبذل كل جهدنا للحفاظ على حقوق شعبنا، ولا نقايضها بلين الطعام ورغد العيش فحقوقنا مصانة وعلى رأسها حقنا في المقاومة وموعدنا مع النصر قريب إن شاء الله.
س) تم وصف حركة حماس بالإرهابية من قلب الرياض بحضور رؤساء عرب مع ترامب.. هل السعودية تتعامل مع حماس على أنها حركة "إرهابية"؟ وما آخر تطورات ملف المعتقلين في السجون السعودية؟
فتحت حركة حماس ذراعيها بشكلٍ كامل نحو العمق العربي الذي يُمثل لها الحاضنة الحقيقية التي يمكن من خلالها انتزاع الحق الفلسطيني وتوجهت الحركة نحو الجميع على أساس "فلسطين"، التي تستحق دعم الجميع دون شروط سياسية أو تكتلات مذهبية، أو أطماع خارجية، وكانت المملكة العربية "السعودية" من أبرز الدول التي سعت حركة حماس لإقامة علاقة قوية مع مؤسساتها المختلفة، خصوصاً وأنَّ المقدسات الإسلامية عامل مشترك بين مكة المكرمة والقدس المباركة، ونحن لم نقم بأي شيء يمس الأمن السعودي، وكنا دائمًا حريصون على السعودية وأمنها، إلا أن السياسات السعودية منذ عدة أعوام وهي ضد الحركة والمتعاونين معها، بدءًا من إغلاق المؤسسات وتقييد حرية الناس بالتبرع، وما تلى ذلك من ملاحقة للمتبرعين، وكان لهذا الأثر البالغ على الحركة ودعمها من قبل الشعب السعودي، وصولًا إلى اعتقال شخصيات سعودية وعربية وفلسطينية خدمت المقاومة عبر توفير الدعم الشعبي والمالي لها في السعودية، ولا يزال ملف اعتقالهم عالقًا، وهذه فرصة لدعوة السعودية للإفراج عنهم، فنحن وإن كانت هذه الإجراءات عدائية، إلا أننا لا نبادل أشقائنا في حاضنتنا العربية والإسلامية العداء بالعداء.
س) رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، خرج من قطاع غزة في جولة خارجية، ولكنه استقر في الخارج.. إلى متى سيبقى مقيماً في الخارج؟
سيبقى الأخ رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في الخارج ما دامت برامجه في الخارج قائمة، فهو في خدمة القضية والحركة أينما كان وأينما حل.
س) كشف مؤخراً أن حماس رفضت عرضاً أمريكياً بعد قطع السلطة علاقاتها مع الإدارة الأمريكية.. ما طبيعة العرض ولماذا تم رفضه من الأساس من قبل حماس؟
سعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتطرفة للتواصل مع الحركة وإجراء لقاءات مباشرة بين كبار أعضاء الإدارة والحركة وذلك بعد قطع السلطة للحوار معهم، وقد حاولوا أكثر من مرّة وعبر أكثر من طرف سواء أوروبي أو عربي، كما وتقدّموا بعروض تشمل إقامة مشاريع إستراتيجية في قطاع غزّة تقدّر بمئات ملايين الدولارات، إلا أننا رفضنا اللقاء من أساسه، رغم أننا لا نرفض اللقاءات مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ، ولكن رفضنا اللقاء مع هذه الإدارة جاء التزامًا بالموقف الفلسطيني الموحّد الرافض لها، وحتى لا نتعاطى مع صفقة القرن وتمزيق الموقف الفلسطيني، مع إدراكنا أن هذه الإدارة لا تريد لقضيتنا الخير، بل وتعمل على تصفيتها، ولهذا اتخذنا موقفًا وطنيًا، وقلنا لهم لن نلتقي إلا بعد التراجع عن جميع الخطوات التي قامت بها الإدارة الأمريكية بلا استثناء.