"أين محور المقاومة"؟ سؤال يبحث سكان غزة عن إجابته

الفصائل الفلسطينية
الفصائل الفلسطينية

شكل عدم تدخل "محور المقاومة" في جولة القتال الأخيرة التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي بشكل رئيسي لصد ومواجهة العدوان الإسرائيلي، حالة من خيبة الأمل وفقدان الثقة عند سكان غزة، وبات المواطنون يعتقدون أن هذا المحور انسحب من المواجهة العسكرية لدوافع وحسابات ومصالح سياسية.

وأثار تخلي "محور المقاومة" عن غزة استياء المواطنين، الذين تساءلوا عن سبب عدم تدخل هذا التكتل للدفاع عن حركة الجهاد الإسلامي، التي تعد فصيلا وشريكا أساسيا فيه، وكتب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات ساخطة عن ترك القطاع وحده في ميدان القتال، وكتبوا منشورات تتساءل "أين محور المقاومة" و"لماذا تركت أخا منفرداً".

وفي نفس السياق، تحفظ الكثير من المواطنين عن الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتفوا بالحديث بينهم وفي مجالسهم عن التخلي عن حركة الجهاد الإسلامي من "محور المقاومة"، وترك غزة لوحدها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

استياء كبير وخيبة أمل

وفي هذا الإطار، تعرض زوايا عدداً من المنشورات التي كتبها رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول تخلي "محور المقاومة" عن حركة الجهاد الإسلامي بالتحديد وقطاع غزة بالعموم، وأيضاً سألت بعض المواطنين الذين لم يتجرؤوا على كتابة رأيهم علنا عبر مواقع التواصل.

10.jpeg
09.jpeg
08.jpeg
07.jpeg
06.jpeg
05.jpeg
04.jpeg
03.jpeg
02.jpeg
01.jpeg
 

مصالح سياسية

وقال المواطن سعيد الخضري إن حركة الجهاد الإسلامي زارت زعيم حزب الله من أجل تثبيت فكرة وحدة الساحات وتوسيعها إلى وحدة الجبهات، وكانت تعتقد أنه يمكن توسيع رقعة المواجهة العسكرية ضد إسرائيل بذلك، لكن ما جرى أنه تركت لوحدها تقاتل في الميدان، أعتقد أن المصالح السياسية هي السبب في ذلك.

اقرأ أيضا: قذائف الهاون سلاح أرهق الاحتلال بمعركة "ثأر الأحرار"

ويضيف سعيد لـ "زوايا": "كنا نتوقع عند اغتيال قادة الجهاد الإسلامي أن يكون هناك رد من جهة لبنان وسوريا باعتبار أن الجهاد جزء مهم من محور الممانعة لكن انصدمنا بعدم تدخلهم، وهذا ما يعني أنهم تركونا نقتل أمام أعينهم، دون أدنى مساندة لقطاع غزة".

ويقول المواطن رامي لافي "سمعت تصريحات قائد من الحرس الثوري يبارك انتصار غزة، وقبل ذلك قرأت عن حسن نصر الله أنه مستعد لمساندة المقاومة في غزة وجاهز للتدخل، حينها ضحكت كثيراً، لأن هذا الحديث مجرد خطابات إعلامية ليس أكثر وأعتقد أنها باتت غير مثمرة ولا نقتنع فيها نحن في غزة، على الأقل كان من المفروض أن يطلق حزب الله عدة صواريخ على إسرائيل".

ويضيف لافي لـ "زوايا": "من اليوم لا يمكن أن أتابع موضوع محور المقاومة ولا الساحات، هذه مجرد خطابات إعلامية ليس أكثر وهدفها رعب إسرائيل، أما أن نلاحظ تدخل عسكري هذا في الأحلام على رأي المثل الدارج، ولن يكون على أرض الواقع".

يجب أن نتعلم درساً

وفي نفس السياق، تقول المواطنة سلوى: "كنت أعتقد أن تأخر حركة الجهاد الإسلامي في الرد جاء نتيجة حوارات تجريها مع ما يسمى محور المقاومة، وأن الرد على إسرائيل سيكون من غزة ولبنان وسوريا وبمشاركة جميع الفصائل، لكن لما تركت غزة وحدها تقاتل، بات لدينا خيبة أمل، أقصد انصدمنا منهم".

وتضيف لـ "زوايا": "يا خسارة اللقاءات التي تجمع حسن نصر الله مع زيادة النخالة ومع قادة إيران، من المفروض بعد اليوم أن لا نصدق شعارات محور المقاومة، لأنه يبدو أنها مبنية على مصالح سياسية فقط، ولخدمة فئة معينة وليس للدفاع عن غزة أو حركة تعد من أكبر وأول الموالين لمحور المقاومة".

أما منير (ش.) يقول لـ "زوايا": "مصطلح وحدة الساحات والجبهات يعني أن تقوم لبنان وسوريا والضفة الغربية للدفاع عن غزة عسكرياً وليس كلامياً، ولكن هذا المصطلح بات يعني أن جميع هذه المكونات بما فيها حركة حماس تخدم إيران فقط، لذلك من المفروض أن نتعلم درسا ونغادر هذا المربع الفاشل".

وبحسب منير، فإن رئيس حركة الجهاد الإسلامي بدى حزينا جداً في خطابه بعد انتهاء المعركة، وكان يتحدث من بين السطور أن الجميع تركه لوحده في الميدان دون تدخل، حتى فصيلنا الأخضر الذي يعد جزء من المحور لعب على مشاعرنا بأنه تدخل من خلال غرفة العمليات المشتركة في القتال، وأعتقد أن ذلك وهم، كما كذبة وحدة الساحات والجبهات ومحاور الممانعة.

التخلي عن غزة حقيقة لا يمكن إنكارها

في الواقع، آثار هذا أيضاً حفيظة الكتاب والمحللين السياسيين، يقول مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية الكاتب أشرف أبو الهول إن محور المقاومة مصطلح سياسي من الدرجة الأولى لخدمة إيران، ولا يمكنه أن يتدخل عسكرياً في إطار مواجهة إسرائيل، لأن ذلك يترتب عليه حسابات كبيرة لها علاقة بالمنطقة وليس على نطاق غزة فقط.

اقرأ أيضا: "وحدة الساحات" شعارات وحسابات سياسية فاقت الأمنيات

ويضيف لـ "زوايا": "منذ بداية المعركة كان من الواضح أن محور الممانعة لن يتدخل في سياق عسكري، ومن وجهة نظري أنه يتدخل كما هو مرسوم له إعلامياً، لأن ذلك يعني حرباً ضخمة، أما بالنسبة إلى التخلي عن غزة فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها وحتى في تقييمي فإن المصطلحات الإعلامية أيضاً المستخدمة لا يوجد بها إشارات للتدخل العسكري".

شعور بالخذلان

ومن جانبه، يقول الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم إن التجربة الحقيقية لوحدة الجبهات والتي تعني تدخل محور المقاومة في القتال إلى جانب غزة فشلت بمعنى الكلمة، ومن الآن لن تخيف "إسرائيل" التي خاضت حربا وقتلت فيها قيادات هم بالأساس حجر رئيس في هذا التكتل.

ويضيف لـ"زوايا": "سياسياً وعسكرياً كان من الأجدر أن يكون هناك تدخل عسكري، أو على الأقل تدخل إعلامي واضح، وغياب هذا وذاك يدفع إلى الشك في عدم مشاركة سوريا ولبنان وإيران في إدارة المعركة، حتى وإن صرحت حركة الجهاد الإسلامي بذلك"

ويقول الكاتب والناشط الإعلامي حازم أبو حميد لـ "زوايا": إن "الجهاد الإسلامي بقيادة النخالة كان واضحا أنه يتلقى دعما من إيران ومحور المقاومة، ولن يعترف بالخذلان، وهذا من باب الامتنان ولكسب المزيد من الدعم".

وأضاف: "لكن من ناحية سياسية، فإن ترك غزة تقاتل لوحدها فذلك يحدث شرخا وإعادة حسابات من قبل الجهاد الإسلامي، ولذلك أرى أنه في هذه الحالة على الفصيل أن يعيد حساباته وأن يفكر في الانفصال عن محور المقاومة".

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo