تحليل صحفي مصري: فلسطين وإسرائيل أقرب للسلام الإقتصادي مع تهدئة في غزة

الكاتب الصحفي المصري عماد الدين حسين
الكاتب الصحفي المصري عماد الدين حسين

استبعد الكاتب الصحفي المصري عماد الدين حسين، أن تسفر الجهود العربية والامريكية عن استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الأقرب لتحقيقه هو سلام اقتصادي، خاصة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أكد قبيل لقائه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في البيت الأبيض، أنه ضد دولة فلسطينية وضد المفاوضات مع الفلسطينيين، إضافة إلى انه أكد أنه لن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضح الصحفي حسين في مقالة له نشرتها صحيفة الشروق الممتاصرية بعنوان (القمة الثلاثية.. بين التهدئة وإحياء عملية السلام)، أن القضية الفلسطينية لا تشغل أي طرف "إسرائيلي" فاعل، والجميع يتعامل باعتبارها موجودة في "ديب فريزر" وليس ثلاجة عادية، والموضوع الأساسي الذى يشغل غالبية الاسرائيليين هو إيران والخوف من توقيع أمريكا والغرب اتفاق جديد معها، يعطى طهران هامش أكبر من حرية الحركة في المنطقة، ويعزز مكاسبها الإقليمية خصوصا في لبنان وسوريا، وهو ما تتحسب له تل أبيب بقوة.

ورأى الكاتب أن الاقرب إلى التوقع إن كل ما يمكن ان تقدمه "اسرائيل" الآن هو "السلام الاقتصادي"، أي فتح المعابر، ولمّ شمل أسر فلسطينية، والإفراج عن بعض مستحقات السلطة الفلسطينية، وإدخال المنحة القطرية لغزة بشروط قاسية وعدم شن اعتداءات جديدة.

وأكد على أهمية القمة الثلاثة التي جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في القاهرة، لافتاً إلى أن تأكيد القمة على الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية، هو في حد ذاته موقف جيد، خصوصاً أننا قبل شهور قليلة كان بعض العرب يهرولون باتجاه "إسرائيل" مجانا!.

واعتبر الكاتب بأن إعادة التأكيد على المواقف  المصرية ـ الأردنية ثابتة، مثل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٦٧، عاصمتها القدس ورفض فرض الأمر الواقع ، وضرورة المصالحة الفلسطينية، ودعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة، وهى مواقف ورغم أنها قديمة، فهي يمثل رسالة مهمة لإسرائيل، ولكل من يعتقد أن البلدين تخلى عن قضية العرب المركزية الأولى.

اقرأ أيضاً: بطالة متصاعدة بين خريجي الجامعات.. ماذا يحتاج سوق العمل؟

وتوقع الكاتب بأن وراء انعقاد القمة الثلاثية المصرية ـ الأردنية ـ الفلسطينية في القاهرة الخميس الماضي، وجود أفق لإعادة بث الروح لعملية السلام ، استنادا الى ما صدر من بنود عن البيان الختامي للقمة، خاصة إشارة البيان إلى أن القمة تناولت الاتصالات والتحركات الأخيرة التي قامت بها البلدان الثلاثة، لاسيما تلك المستهدفة إيجاد افق سياسي حقيقي لإعادة الجهود الفاعلة لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين.

وإضافة لذلك تأكيد القادة الثلاثة على العمل معا من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام.

وتابع الكاتب بأنه رغم موت العملية السياسية إكلينيكيا خلال سنوات إدارة دونالد ترامب الأربع، واعترافه  بالقدس الشرقية العربية عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده اليها، الا أن فوز جون بايدن بالرئاسة وعجز بنيامين نتنياهو عن تشكيل الحكومة، وعودة الحديث عن "حل الدولتين"، بديلا عن أوهام صفقة القرن، أعاد الأمل للبعض بإمكانية استئناف عملية السلام الميتة.

وفيما يشير إليه الكاتب عن مغزى عقد هذه القمة في هذا التوقيت فإن مسألة التهدئة في قطاع غزة أيضا هي ضمن العنوان الرئيسة التي استدعت عقد هذه القمة، إضافة الى ضرورة عقد المصالحة الفلسطينية الداخلية.

وقال الكاتب إن الجديد في المنطقة الآن وجود رغبة من الجميع بالتهدئة، وإدراك الثلاثي الإقليمي، إسرائيل وتركيا وإيران، أن الهيمنة التي كانوا يحلمون بها يصعب تطبيقها للنهاية.

وأضاف، أنه من الواضح أيضاً أن هناك رغبة أمريكية وأوربية بالتهدئة بعد الزلزال الأفغاني والانسحاب الأمريكي المذل من هناك، وتولى حركة طالبان الحكم، والمخاوف من استغلال المتطرفين والارهابيين هذا التطور لالتقاط أنفاسهم وإعادة ترتيب أنفسهم، وشن عمليات جديدة في المنطقة.

وتساءل عما اذا كانت هناك ظروف موضوعية إقليمية ودولية وإسرائيلية، تشير إلى إمكانية استئناف مفاوضات حقيقية وجادة لإحياء عملية السلام، في يغيب فيه "شريك" إسرائيلي، لديه الحد الأدنى من الرغبة في إقامة سلام، ومن الواضح أن هذا الشريك غير موجود على أرض الواقع، حتى بعد تولى نفتالى بينت رئاسة الحكومة.

وخلص الكاتب، إلى أن إمكانية أن تنجح الجهود العربية والامريكية في استئناف عملية السلام "المفاوضات" أمر بعيد، لأنه لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام، بعد إعلان بينيت عن رفضه لإقامة دولة فلسطينية.

المصدر : متابعة صحف
atyaf logo