تحليل: نقل "فرقة النار" من شمال غزة الى شمال فلسطين.. لماذا؟

نقل الفرقة 98 من غزة
نقل الفرقة 98 من غزة

المعطيات:

أعلن الجيش الإسرائيلي في 31 يوليو 2024 سحب الفرقة 98 المعروفة باسم "فرقة النار" من شمال قطاع غزة، وهي فرقة نخبوية تضم ألوية نظامية من عناصر المظلات والكوماندوز. يأتي هذا الانسحاب بعد انتهاء مهامها المحددة واستعداداً لتكليفها بمهام أخرى لم يتم الكشف عنها.

عقب هذا الانسحاب، ستبقى أربع فرق عسكرية داخل القطاع (134، 36، 162، و99)، حيث ستواصل فرقتان القتال في شمال غزة وخان يونس، بينما ستتولى الفرقتان الأخريان مهام دفاعية.

التحليل:

أولا: إعادة التنظيم العملياتي

يندرج سحب الفرقة 98 ضمن استراتيجية أوسع لإعادة توجيه القوات المتخصصة نحو مهام تتناسب مع طبيعتها العملياتية. تشير التقارير (16 يوليو) إلى نية توجيه الفرقة شمالاً نحو الحدود السورية، مما يعكس إدراكاً لحاجة هذه المنطقة إلى وحدات خفيفة ذات مرونة عملياتية عالية، بدلاً من وحدات المدرعات والمشاة الميكانيكي التقليدية.

ثانيا: مؤشرات استنفاد الأهداف العسكرية

تشير الاستنتاجات الإعلامية الإسرائيلية إلى أن قرار الانسحاب يعكس اقتراب نهاية عملية "عربات جدعون" التي انطلقت في مايو 2024. يدعم هذا التفسير عدم إعلان دخول قوات جديدة لتحل محل الفرقة المنسحبة.

كما كشفت تقارير (25 يوليو) عن إبلاغ رئيس الأركان الإسرائيلي للمستوى السياسي بأن الجيش "استنفد القتال في غزة"، وهو تصريح يتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي من استمرار العمليات دون تحقيق نتائج واضحة.

التقدير العملياتي

المؤشرات الإيجابية (من المنظور الإسرائيلي):

  • تحسين الكفاءة العملياتية: إعادة توزيع القوات المتخصصة وفقاً لطبيعة التهديدات في مناطق مختلفة
  • تقليل الخسائر البشرية: تجنب المواجهات المباشرة التي تزيد من مخاطر القتلى والأسرى
  • مرونة تكتيكية: التحول من الانخراط الميداني الكثيف إلى العمليات المحددة والغارات الدقيقة

التحديات والمخاطر:

  • عدم اكتمال الأهداف المعلنة: الانسحاب دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية المعلنة للحرب
  • فراغ أمني محتمل: تقليص الوجود العسكري قد يتيح للمقاومة إعادة تنظيم صفوفها
  • الضغط الشعبي الداخلي: تزايد الانتقادات حول جدوى استمرار العمليات العسكرية

الاستنتاجات:

التحول الاستراتيجي:

يعكس قرار السحب تحولاً في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية من الاحتلال الميداني الواسع إلى نموذج العمليات المحدودة والضربات الدقيقة. هذا التوجه يتماشى مع الاستراتيجية طويلة المدى للحفاظ على القوة العسكرية وتقليل التكاليف البشرية والمالية.

التداعيات الإقليمية:

احتمالية توجيه الفرقة 98 نحو الحدود السورية تشير إلى قلق إسرائيلي متزايد من التطورات في الجبهة الشمالية، خاصة مع تصاعد التوترات مع حزب الله وإيران.

التقييم المستقبلي:

رغم أن السحب لا يشكل مؤشراً قاطعاً على نهاية الحرب، إلا أنه يعكس إقراراً ضمنياً بمحدودية الخيارات العسكرية التقليدية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية في غزة، مما قد يفتح المجال لمقاربات سياسية أو عمليات محدودة النطاق في المستقبل.

التوصيات العملياتية:

  • متابعة حركة الفرقة 98 وتحديد وجهتها الجديدة لفهم الأولويات الاستراتيجية الإسرائيلية
  • رصد التغيرات في أنماط العمليات العسكرية المتبقية في غزة
  • تحليل ردود أفعال المقاومة الفلسطينية على هذا التطور وإمكانية استغلالها للفراغ التكتيكي
المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo