اتفاق وقف إطلاق النار.. تحديات تمنع المرحلة الثانية

تحديات تمنع المرحلة الثانية
تحديات تمنع المرحلة الثانية

يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر 2025، اختبارات صعبة نتيجة الخروقات المتكررة والهجمات العسكرية المستمرة. يأتي هذا الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في ظل تعقيدات كبيرة وقضايا عالقة لم يتم حسمها.

الخروقات المتكررة

استمرت الهجمات العسكرية على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. وخلال يومين متتاليين، أدت عمليات الرد العسكري إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وفقاً لسلطات الصحة المحلية، في حين أكد الجانب المنفذ للهجمات التزامه باتفاق وقف إطلاق النار رغم رده العسكري.

هشاشة الاتفاق

يعاني اتفاق وقف إطلاق النار من هشاشة واضحة، حيث لم يحسم قضايا جوهرية مثل:

  • نزع سلاح الفصائل المسلحة
  • الجدول الزمني للانسحاب العسكري من القطاع
  • آلية الانتقال بين مراحل الاتفاق

جهود الوساطة

التدخل الدبلوماسي

تعمل الدول الوسيطة بشكل مكثف على احتواء التصعيد وضمان صمود الاتفاق. وقد أكد أحد الوسطاء الرئيسيين على التواصل المكثف مع الطرفين للحفاظ على وقف إطلاق النار، واصفاً الأحداث الأخيرة بأنها "مخيبة للآمال".

فيما أكدت الإدارة الأميركية التزامها بالاتفاق، مما يعطي بعض الأمل في إمكانية كبح التصعيد. ويرى خبراء أن الضغوط الأميركية قادرة على منع انهيار الاتفاق، رغم وجود "ضوء أخضر" يسمح ببعض الهجمات المحدودة.

الدوافع وراء التصعيد

تشير التحليلات إلى أن الاستفزازات المتكررة تهدف إلى:

  1. عرقلة المرحلة الثانية: منع الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن تشكيل إدارة فلسطينية لإدارة القطاع.
  2. خلق حالة توتر: استفزاز الطرف الفلسطيني والفصائل المسلحة لدفعهم إلى الرد، مما قد يوفر ذريعة لمزيد من التصعيد.
  3. اعتبارات داخلية: السعي لإعادة تشكيل التحالفات السياسية الداخلية من خلال الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

الموقف المصري

حذرت الجهات المصرية الرسمية من عرقلة الاتفاق، مؤكدة أن الخروقات المتكررة غير مستغربة من جانب القوة المحتلة. وأشارت إلى أن الاتفاق ما زال محمياً رغم هذه الخروقات، مع التأكيد على مشروعية الانتقادات الموجهة للممارسات الإسرائيلية.

التحديات والعقبات

يبرز ملف الجثث والأسرى كأحد العقبات الرئيسية أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. ويشكل التمسك بعودة جميع الجثث عائقاً أمام تقدم المفاوضات.

التعقيدات السياسية

تزيد الاستفزازات الاحتلالية المتكررة من تعقيد جهود الوسطاء وتضع عقبات أمام الانتقال للمرحلة الثانية. ويبقى غير واضح ما إذا كان سينجح الوسطاء في الوصول للمرحلة الثانية قبل نهاية العام.

السيناريوهات المحتملة

السيناريو الأول: صمود الاتفاق

في حال نجاح الضغوط الأميركية والجهود الدبلوماسية في كبح التصعيد، مع إحراز تقدم في الملفات العالقة، قد يصمد الاتفاق ويتقدم نحو المرحلة الثانية.

السيناريو الثاني: استمرار التوتر

استمرار الخروقات والاستفزازات قد يبقي الوضع في حالة توتر مستمر دون انهيار كامل للاتفاق، مع تأجيل الانتقال للمرحلة الثانية.

السيناريو الثالث: الانهيار الكامل

في حال فشل جهود الوساطة وتصاعد الرد من الفصائل المسلحة، قد ينهار الاتفاق بشكل كامل مما يعيد المنطقة إلى دوامة العنف.

الخلاصة والتوصيات

يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تحديات جسيمة تهدد استمراريته وتعقد جهود الوسطاء. ورغم الخروقات المتكررة، يبقى الاتفاق محمياً بفضل الضغوط الدولية والجهود الدبلوماسية المكثفة.

التوصيات:

  1. تكثيف الضغوط الدولية لوقف الخروقات المتكررة والالتزام الصارم ببنود الاتفاق.
  2. تسريع حل الملفات العالقة وخاصة ملف الجثث والأسرى لتجنب استخدامه كذريعة للتصعيد.
  3. تفعيل آليات المراقبة الدولية لضمان التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
  4. الإسراع في الانتقال للمرحلة الثانية قبل تآكل الاتفاق نتيجة الخروقات المتكررة.
  5. تعزيز دور الوسطاء في احتواء أي تصعيد فوري ومنع انهيار الاتفاق.

إن نجاح هذا الاتفاق يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، والتزاماً فعلياً ببنوده، وضغطاً دولياً مستمراً لضمان تطبيقه وصولاً إلى حل شامل ومستدام.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo