ملخص تمهيدي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الاثنين عن اتفاق لوقف إطلاق النار "كامل وشامل" بين إسرائيل وإيران، وذلك بعد قيام الولايات المتحدة بقصف مواقع نووية إيرانية بقنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل. رغم الإعلان، شهدت الساعات التالية استمراراً في إطلاق الصواريخ من الجانبين، مما يثير تساؤلات جدية حول جدية الاتفاق وقابليته للتطبيق.
السياق والخلفية
التصعيد العسكري الأخير
- قامت الولايات المتحدة بأول قصف مباشر لمواقع نووية إيرانية في التاريخ مطلع الأسبوع
- استخدمت قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل ضد منشآت نووية تحت الأرض
- ردت إيران بقصف قاعدة جوية أمريكية في قطر دون وقوع إصابات
- تحول صراع "الظل" الذي استمر سنوات إلى حرب جوية مباشرة خلال 12 يوماً
دوافع ترمب للتدخل
- رغبة في مساعدة إسرائيل حليفة أمريكا في شل البرنامج النووي الإيراني
- تجنب التورط في حرب طويلة الأمد (تعهد انتخابي)
- اختبار لنهج "السلام من خلال القوة"
تحليل إعلان وقف إطلاق النار
نقاط الغموض والتناقض
- عدم وضوح الشروط: لم يحدد إعلان ترمب شروط الاتفاق أو تفاصيله
- استمرار القتال: صواريخ إيرانية سقطت على بئر السبع بعد الإعلان مباشرة
التصريحات المتضاربة:
- وزير الخارجية الإيراني عراقجي نفى وجود وقف للأعمال القتالية
- وزير الدفاع الإسرائيلي أمر بالرد بقوة على "انتهاك" إيران للاتفاق
- إيران نفت انتهاك أي اتفاق
العملية الدبلوماسية
- تحدث ترمب مباشرة مع نتنياهو
- شارك نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو والمبعوث ويتكوف في التواصل
- قطر لعبت دور الوسيط مع الإيرانيين
- تم التواصل "مباشر وغير مباشر" مع إيران
تقييم موقف الأطراف
الموقف الأمريكي
نقاط القوة:
- نجح في تنفيذ ضربة محدودة دون تصعيد كبير
- حافظ على التزامه بعدم الدخول في حرب طويلة
- عزز صورة "السلام من خلال القوة"
التحديات
- مصداقية الإعلان محل شك بسبب استمرار القتال
- انتقادات محتملة من الديمقراطيين في الكونغرس
- تناقض مع تعهداته الانتخابية بتجنب التدخل العسكري
الموقف الإسرائيلي
المكاسب المحققة:
- تدمير مواقع نووية إيرانية مهمة
- إنجاز أهداف عسكرية كبيرة ضد إيران
- دعم أمريكي مباشر غير مسبوق
التطلعات:
- ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أشاروا لرغبة في إنهاء الحملة قريباً
- تحقيق أقصى المكاسب قبل تثبيت وقف إطلاق النار
الموقف الإيراني
حالة الضعف:
- خسائر في المواقع النووية والعسكرية
- مقتل كبار العلماء النوويين والقادة الأمنيين
- في "حالة ضعف شديد" وفق مسؤول البيت الأبيض
- تبحث عن "مخرج" من الصراع
الاستجابة المحسوبة:
- رد محدود على القاعدة الأمريكية في قطر
- تجنب التصعيد الشامل مع الولايات المتحدة
- إشارات للموافقة على وقف إطلاق النار
- التساؤلات الاستراتيجية المعلقة
حول البرنامج النووي
- مصير مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني
- مدى الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي
- إمكانية إحياء المحادثات النووية بين واشنطن وطهران
- موقف الاستخبارات الأمريكية (لا تزال ترى أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً)
حول الاستقرار الإقليمي
- قدرة وقف إطلاق النار على الصمود بين "خصمين لدودين"
- تأثير الضعف الإيراني على نفوذها الإقليمي
- احتمالية اندلاع حرب إقليمية أوسع
- حول السياسة الأمريكية
- إمكانية العودة للأولويات الداخلية (الهجرة، التجارة)
- تأثير على قاعدة ترمب الجمهورية المناهضة للتدخل
- مستقبل نهج "السلام من خلال القوة"
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: وقف إطلاق نار هش
- استمرار خروقات متفرقة من الجانبين
- عدم وضوح الشروط يؤدي لتفسيرات مختلفة
- بقاء التوتر عند مستويات عالية
السيناريو الثاني: انهيار سريع
- فشل في وقف التصعيد خلال أيام
- عودة للمواجهة المباشرة
- تدخل أطراف إقليمية أخرى
السيناريو الثالث: تهدئة تدريجية
- نجاح الضغوط الدبلوماسية في تثبيت الهدوء
- بداية محادثات جوهرية حول القضايا المعلقة
- تحول تدريجي نحو تسوية شاملة
التقييم الختامي
نقاط القوة في المبادرة
- الحسم العسكري: نجحت الضربات في إلحاق أضرار جوهرية بالبرنامج النووي الإيراني
- التوقيت المناسب: استغلال حالة الضعف الإيراني لفرض تهدئة
- التنسيق الدولي: دور فعال للوساطة القطرية
نقاط الضعف والمخاطر
- غموض الاتفاق: عدم وضوح الشروط والآليات
- انعدام الثقة: تاريخ طويل من العداء والشك المتبادل
- الاستمرار الفعلي للقتال: تناقض صارخ بين الإعلان والواقع الميداني
- القضايا الجوهرية: لم يتم التطرق للملف النووي والصاروخي الإيراني
الخلاصة
يمثل إعلان ترمب محاولة طموحة لنزع فتيل أزمة إقليمية خطيرة، لكن الساعات الأولى كشفت عن فجوة كبيرة بين الإعلان السياسي والواقع الميداني. نجاح هذه المبادرة يتطلب تجاوز العقبات الحالية والانتقال من مجرد إعلان إلى اتفاق قابل للتطبيق مع آليات واضحة للمراقبة والتنفيذ.
الاقتباسات المرجعية
المسؤولون الأمريكيون
جوناثان بانيكوف - نائب مسؤول الاستخبارات الوطنية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً:
"حقق الإسرائيليون كثيراً من أهدافهم... وإيران تبحث عن مخرج... تأمل الولايات المتحدة في أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقاً"
مصدر مطلع على تقارير استخباراتية أمريكية (لرويترز):
أكد أن تقييم الاستخبارات الأمريكية بأن "إيران لا تصنع سلاحاً نووياً" لم يتغير
المسؤولون الإيرانيون
عباس عراقجي - وزير الخارجية الإيراني:
"لن يكون هناك وقف للأعمال القتالية ما لم توقف إسرائيل هجماتها"
المسؤولون الإسرائيليون
يسرائيل كاتس - وزير الدفاع الإسرائيلي:
أمر الجيش "بالرد بقوة على ما وصفه بانتهاك إيران للاتفاق"
الخبراء والمحللون
لورا بلومنفيلد - الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة:
"أما وقد أعلن ترمب 'السلام العالمي' سيكون من الصعب على نتنياهو معارضته علناً"
دنيس روس - مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية:
"هل يصمد وقف إطلاق النار؟ نعم، يحتاج إليه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بصورة كبيرة قائمة الأهداف"
وأيضاً:
"ضعفت إيران بصورة كبيرة، لكن ما هو مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة إلى المفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلاً"
