حرب توراتية

تحليل: مركبات جدعون وخطة إعادة احتلال غزة .. كيف وإلى أين؟

دبابات الاحتلال الاسرائيلي على حدود قطاع غزة
دبابات الاحتلال الاسرائيلي على حدود قطاع غزة

أبعاد دينية

أطلق الكابينيت الإسرائيلي اسم "مركبات جدعون" على خطة إعادة احتلال قطاع غزة، مستلهماً شخصية القاضي العبراني الذي قاد معركة تاريخية ضد المديانيين وفق الرواية التوراتية. هذه التسمية تحمل دلالات عميقة في السياق الإسرائيلي الحالي.

الجذور التوراتية

1. جدعون في السردية التوراتية:

- قاد 300 مقاتل فقط ضد جيش المديانيين "المهول"

- أصبح رمزاً للقلة المنتصرة على الكثرة

- واجه انقسامات قبلية (مشكلة سبط إفرايم)

2. الاستخدام المعاصر للرمز:

- تبنّي أسطورة "الفئة القليلة المنتصرة" رغم التفوق العسكري الإسرائيلي الحالي

- محاولة ربط نتنياهو بصفات القيادة التوحيدية لجدعون

مكونات الخطة العسكرية

أولا: التهيئة اللوجستية

- إنشاء معسكرات أشبه بـ:

  • معسكرات الاعتقال النازية
  • نظام البانتوستانات في جنوب أفريقيا
  • أحياء اليهود المغلقة (الجيتوهات)

- تحديد موقع تجميع في رفح بين ممر "موراج" و محور"صلاح الدين"

ثانيا: التهجير القسري

- قصف مكثف للمناطق الشمالية والوسطى

- إجبار السكان على النزوح جنوباً

- نظام مساعدات إنسانية تحت الإشراف الأمريكي

ثالثا: الاحتلال الدائم

- مناورة برية واسعة في المناطق المهجورة

- تطبيق "نموذج رفح" (تدمير كامل للمباني)

- تصريحات رسمية تشير لإعادة الاستيطان

الأبعاد السياسية للخطة

1. الدعم الأمريكي:

- تنسيق كامل في التخطيط

- مشاركة شركات أمريكية في الجانب الإنساني

2. الأجندة الداخلية:

- محاولة توحيد الشارع الإسرائيلي المنقسم

- ضمان بقاء تحالف نتنياهو الحاكم

3. المعارضة الداخلية:

- رفض 70% من الإسرائيليين لاستمرار الحرب

- مخاوف أسر الأسرى من تصعيد العمليات

التحديات والانتقادات

1. مأزق اليوم التالي:

- غياب رؤية سياسية لما بعد الاحتلال

- تعارض الأهداف (تحرير الأسرى مع التهجير)

2. فشل النماذج السابقة:

- عدم تحقيق "خطة عزة وسيف" لأهدافها

- صمود عناصر "حماس" رغم القصف المكثف

3. دوافع نتنياهو الشخصية:

- تجنب المساءلة عن أحداث 7 أكتوبر

- الحفاظ على التحالف مع الأحزاب المتطرفة

- السعي لترسيخ مكانته التاريخية

بين الأسطورة والواقع

بينما تستند "مركبات جدعون" إلى رمزية توراتية تروج لأسطورة الانتصار ضد كل الصعاب، تواجه الخطة تحديات واقعية تتمثل في:

- صعوبة السيطرة الدائمة على القطاع

- مقاومة دولية متزايدة

- تعقيدات الملف الإنساني

- انقسامات داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها

تبقى الخطة محاولة لإنقاذ الوضع الداخلي لنتنياهو أكثر منها استراتيجية عسكرية محكمة، حيث تختلط الرمزية الدينية بالأجندات السياسية الضيقة في مشهد يعكس أزمة القيادة الإسرائيلية الحالية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo