أجرى "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي بالتعاون مع مجموعة "تمرور-بوليتوغرافيا" أول استطلاع بالعربية في الضفة الغربية بعد 7 أكتوبر 2023. رغم أهمية النتائج، فإن الجهة المنفذة إسرائيلية بالكامل، مما يثير تحفظات حول مصداقية الإجابات خشية التبعات وانعدام الثقة.
الانقسام حول 7 أكتوبر
تكشف النتائج عن انقسام واضح: 46% يرون أن قرار حماس بشأن 7 أكتوبر كان خاطئاً، مقابل 26% يعتبرونه صائباً، بينما لم يُبدِ 28% رأياً - وهي نسبة مرتفعة تعكس الحذر أو التردد.
أما تأثير الهجوم على فرص إقامة الدولة الفلسطينية فالصورة غير حاسمة: 35% يرون أنه أضر بالفرص، 29% يعتقدون أنه عززها، و25% يرون أنه لم يؤثر.
التناقض الواضح: حل الدولتين مقابل رفض إسرائيل
هنا يظهر التناقض الأكثر لفتاً للانتباه:
- 52% يفضلون حل الدولتين
- لكن 56% (خاصة الشباب) يرون أن إسرائيل لا حق لها في الوجود
- 70% يعتقدون أن إسرائيل لن تبقى على المدى البعيد
- 50% يؤمنون بإمكانية تدمير إسرائيل بعد 7 أكتوبر
يفسر التقرير هذا التناقض بأن حل الدولتين يُنظر إليه، خاصة بين الشباب، كحل مؤقت وليس نهائي. وعند عرض حزمة اتفاق تفصيلية لحل الدولتين (تشمل عاصمة في القدس الشرقية، حق العودة للدولة الفلسطينية، اتصال جغرافي)، قفز التأييد إلى 75%.
الفجوة الجيلية
تبرز فجوة واضحة بين الأجيال:
- تأييد حل الدولتين التفصيلي: 53% بين الشباب (18-34 عاماً) مقابل 87% بين من هم فوق 65 عاماً
- رفض حق إسرائيل في الوجود: 75% بين الشباب مقابل نسب أقل بكثير بين الأكبر سناً
- الإيمان بتأثير الدول العربية: 52% بين الشباب مقابل نسب أقل بين الأكبر سناً
وسائل النضال: براغماتية أم انقسام؟
تظهر النتائج براغماتية حذرة:
- 43% يفضلون المفاوضات (يمكن تفسيره بأن 75% يخشون استنساخ ما حدث في غزة)
- 25% يدعمون المقاومة الشعبية غير المسلحة
- 17% فقط يؤيدون الكفاح المسلح
لكن عند السؤال عن استمرار الكفاح المسلح "من أجل نصر مستقبلي"، يدعمه 49% مقابل 43% معارضين، مما يكشف انقساماً حقيقياً.
مستقبل غزة ونزع سلاح حماس
حول الحكم في غزة بعد الحرب:
- 39% يفضلون حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح
- 24% يؤيدون عودة السلطة الفلسطينية
- 17% يفضلون إدارة تكنوقراطية تحت إشراف عربي
- 8% فقط يريدون استمرار حكم حماس
أما نزع سلاح حماس فيُظهر انقساماً: 43% يعارضون و36% يؤيدون، بينما 21% لم يتخذوا موقفاً.
التطبيع: رفض قاطع
71% يعتبرون التطبيع بين إسرائيل والدول العربية خيانة للفلسطينيين، لكن 48% يدعمون تحالفاً إقليمياً يشمل إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية إذا كان سيؤدي لإقامة دولة فلسطينية - ربما إدراكاً بأنها الطريقة الوحيدة المتاحة حالياً.
الخلاصة التحليلية
يكشف الاستطلاع عن مجتمع فلسطيني في الضفة:
- منقسم بين الواقعية والطموح: يدعم حلولاً عملية (المفاوضات، حل الدولتين) لكنه لا يؤمن ببقاء إسرائيل
- فجوة جيلية واضحة: الشباب أكثر تشدداً ورفضاً لإسرائيل، والأكبر سناً أكثر براغماتية
- خوف من تكرار غزة: يدفع نحو خيارات أقل صداماً
- تناقض واضح: بين دعم حل الدولتين ورفض شرعية إسرائيل، مما يشير لنظرة للحل كمرحلة مؤقتة
- حذر في الإجابة: نسب مرتفعة من عدم إبداء الرأي تعكس التحفظ أمام استطلاع إسرائيلي
هذه النتائج، رغم التحفظات المنهجية، تقدم صورة لمجتمع يحاول الموازنة بين الطموحات القومية والخوف من الثمن الباهظ، مع فجوة جيلية قد تشكل تحدياً مستقبلياً لأي مسار سياسي.
................
ملخص نتائج استطلاع الرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية الذي أجراه معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب بالتعاون مع مجموعة تمرور – بوليتوغرافيا (سبتمبر: 2025)
أولاً: المواقف العامة من أحداث 7 أكتوبر
- 46% يرون أن قرار حماس في 7 أكتوبر كان خاطئًا.
- 26% يعتبرونه صحيحًا.
- 28% لم يبدوا رأيًا.
تأثير العملية على فرص الدولة الفلسطينية:
- 35% يعتقدون أنها أضرت بالفرص.
- 29% يرون أنها عززتها.
- 25% يعتبرونها بلا تأثير.
ثانياً: خيارات الحلّ السياسي
- 52% يؤيدون حل الدولتين.
- 28% يؤيدون دولة فلسطينية واحدة دون يهود.
- 16% يؤيدون دولة واحدة ثنائية القومية.
- عند عرض “حزمة اتفاق” واقعية تتضمن اعترافًا متبادلاً وعاصمة في القدس الشرقية، ارتفعت نسبة التأييد إلى75%
الفروق العمرية:
- الفئة (18–34 سنة): 53% يؤيدون حل الدولتين.
- فوق 65 سنة: 87% يؤيدونه.
- أعلى نسب التأييد جغرافيًا في الجنوب والأغوار (80%).
ثالثاً: الموقف من إسرائيل ومستقبلها
- 56% (خصوصًا من الشباب) يرون أن لا حق لإسرائيل في الوجود.
- 70% يعتقدون أن إسرائيل لن تبقى على المدى البعيد.
- 50% يظنون أنه يمكن تدمير إسرائيل بعد 7 أكتوبر.
- 69% لا يؤمنون بأن إسرائيل ستظل قائمة للأبد، مقابل 16% فقط يعتقدون ذلك.
رابعاً: وسائل النضال المفضلة
- 43% يفضلون المفاوضات السياسية.
- 25% يدعمون المقاومة السلمية غير العنيفة.
- 17% يدعمون الكفاح المسلح.
وفي التقييم العام:
- 50% يرون أن الكفاح المسلح فشل ويجب التركيز على العمل الدبلوماسي.
- 49% يؤيدون الاستمرار فيه على المدى الطويل.
فروق الأجيال:
الدعم للكفاح المسلح ينخفض مع التقدم في العمر، ما يشير إلى ميل الشباب نحو الخيارات السياسية أو المدنية.
خامساً: شكل الحكم في غزة بعد الحرب
- 39% يفضلون حكومة وحدة وطنية (فتح + حماس).
- 24% يؤيدون عودة السلطة الفلسطينية للحكم.
- 17% يفضلون إدارة تكنوقراطية بإشراف عربي.
- 8% فقط يدعمون استمرار حكم حماس.
نزع سلاح حماس:
- 43% يعارضونه.
- 36% يؤيدونه.
- 21% بلا موقف.
سادساً: الموقف من التطبيع والتحالف الإقليمي
- 71% يعتبرون التطبيع مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية.
- 61% يرون أن الدول العربية لا تملك تأثيرًا حاسمًا في إقامة دولة فلسطينية.
- 39% فقط يرون لها دورًا مؤثرًا.
بين الشباب (18–34 سنة):
- 52% يعتقدون أن للعرب تأثيرًا حاسمًا – أعلى من الفئات الأكبر سنًا.
حول التحالف الإقليمي المحتمل:
- 48% يدعمون تحالفًا يضم الفلسطينيين، إسرائيل، والدول العربية إذا قاد لتأسيس دولة فلسطينية.
- 43% يعارضون الفكرة.
خلاصة الاتجاهات العامة
- انقسام حاد في الموقف من حماس و7 أكتوبر.
- تأييد أغلبية لحل الدولتين مع قبول مشروط باتفاق شامل.
- نزعة تشككية تجاه إسرائيل، خصوصًا بين الشباب (إنكار شرعية الوجود الإسرائيلي).
- تحول تدريجي نحو الخيارات السياسية والمفاوضات بدل الكفاح المسلح.
- ميل لتوحيد الصف الفلسطيني عبر حكومة وحدة.
- رفض عربي وإقليمي متزايد للتطبيع من منظور فلسطيني.
