هاجس النووي السعودي..

يؤرق "نتنياهو" ويحول دون انجاز اتفاق تطبيع مع الرياض

نتنياهو
نتنياهو

الحديث عن مسار اتفاق التطبيع بين "اسرائيل" والسعودية صدارة الصحف العبرية، وآراء المحللين العسكريين والسياسيين في دولة الاحتلال، بالنظر إلى أهمية توقيع هذا الاتفاق الذي سيعطي فرصة أكبر لباقي الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، فيما لا تزال الشكوك تراود بعض المسؤولين الإسرائيليين حول مطالب السعودية، وخاصةً فيما يتعلق بإقامة محطة نووية.

وفي السياق قال "رونين برغمان" المحلل السياسي والعسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" يخشون من أن يوافق رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، على طلب سعودي بإقامة محطة نووية، انطلاقا من رغبته الشديدة باتفاق تطبيع علاقات مع السعودية.

ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المسؤولين الأمنيين قوله: "إنني أخشى من أنه مقابل إنجاز كهذا، سيكون "نتنياهو" مستعدًا لأن يوافق على دفع أي ثمن تقريبا ويولي أهمية أقل للمخاطر الشديدة النابعة من تخصيب اليورانيوم.

وبحسب "يديعوت"، فإن السعودية هي التي مولت التكلفة الباهظة للمشروع النووي الباكستاني السري، وهذا التمويل أنقذ المشروع وكان أساس نجاحه".

وأضافت: "لكن لا توجد هدايا مجانية، فعل السعوديون ذلك مقابل وعد باكستاني بنقل جزء على الأقل من هذه الترسانة إليهم، إذا ومتى لزم الأمر. هذا الموضوع يتعلق بمسألة صفقة محتملة مع الرياض، لماذا تصر على إدراج التخصيب النووي على التراب السعودي؟".

واعتبرت "يديعوت" أن "توقيع اتفاقية سلام مع السعودية سيساعد الأمن القومي في الحرب ضد إيران، لكنه سيضر بالأمن القومي الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أن توقيع اتفاق سلام مع السعودية برعاية الولايات المتحدة هو تحول في التيار يمكن أن يغير الواقع السياسي في إسرائيل".

هدف أمريكي

من جهته كشف "يوئيل غوزانسكي"، الباحث بقضايا الخليج في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن إدارة الرئيس بايدن وضعت لنفسها هدفًا طموحًا إلى حد ما، وهو تحقيق تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية، والنية على ما يبدو هي التوصل إليه قرب فصل الخريف، قبل الدخول في الحملة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة".

اقرأ/ي أيضاً: أطفال فلسطينيي الداخل يواجهون صعوبات في قراءة وفهم اللغة العربية

وأضاف خلال مقال نشرته القناة 12 العبرية أن "التقديرات الاسرائيلية تشير إلى أن اتفاقًا مع السعودية سيمنح دولًا أخرى في العالم الإسلامي، مثل إندونيسيا، شرعية أكبر، وإن لم تكن مطلقة، لإقامة علاقات مع إسرائيل.

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن السعوديين يجرون منذ فترة محادثات مع الأمريكيين بشأن مطالبهم من الولايات المتحدة مقابل التحرك تجاه إسرائيل، وتشمل ضمانات أمنية أمريكية، والتوصل لاتفاقية دفاع رسمية بينهما، يريدونها بشدة، كما قدموا للإدارة "قائمة تسوق" للأسلحة الأمريكية المتقدمة، تشمل الطائرة المقاتلة المتقدمة إف35، ومساعدة أمريكية بإنشاء بنية تحتية نووية مدنية تتضمن القدرة على تخصيب اليورانيوم.

وأوضح أنه "فيما يتعلق بتوريد الأسلحة الأمريكية المتطورة للسعودية، على "إسرائيل" التأكد أنه ليس تآكلًا حقيقيًا لميزتها العسكرية النوعية، ولمواجهة أي ضرر عليها أن تطلب ترقية لقدراتها، وهي القضية الأكثر حساسية، فدخول السعودية للنادي النووي ليس هيّناً، وله تداعيات بعيدة المدى على توسع الانتشار النووي في المنطقة.

وأشار إلى أن المطالب السياسية السعودية لإنجاز التطبيع تتعلق بتحقيق تقدم ما على صعيد القضية الفلسطينية، لأنها لا تزال مركزية لقدرتها على المضي قدمًا، وكسب الشرعية العربية والإسلامية لخطوتها التطبيعية، وعلى عكس ما تأمله إسرائيل، سيطالب السعوديون بخطوات عملية لصالح الفلسطينيين، لكنها ستواجه صعوبة بذلك بتشكيل الحكومة الحالية".

الواقع يعكس حقيقة مغايرة

بدوره رأت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الصحف العبرية بالغت في الخيال مؤخرا، بعد ما نشرت عن الاتصالات لاتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية".

وقال مراسلها "أمير تيفون" خلال تقرير له، إن "نتنياهو"، وعد بإقامة خط قطار بين "إسرائيل" والسعودية، وهو وعد -بحسب الصحيفة- "استقبل بالضحك على خلفية صعوبات الأداء اليومي لقطار إسرائيل، الذي يجد صعوبة في ربط بئر السبع وحيفا مع تل أبيب في أيام معينة".

وأشار إلى وقوع حدث في نهاية الأسبوع أعطى صورة أكثر واقعية للعلاقات بين إسرائيل والعالم العربي في هذه الأيام، وهو تأجيل زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين، إلى البحرين، بعد اقتحام الوزير إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، والتي سبقها تأجيل زيارة نتنياهو للإمارات بسبب بن غفير، وإلى الآن لم يتم تحديد موعد بديل".

اقرأ/ي أيضاً: بالفيديو "زوايا" تكشف واقعاً مأساوياً بمراكز اللجوء في بلجيكا

وقالت الصحيفة: "هذه القصة تفسر بشكل جيد؛ لماذا المنشورات الأخيرة في موضوع السعودية أكدت على أن التشكيلة اليمينية المتطرفة لائتلاف نتنياهو هي لغم، في واشنطن يعتقدون أن السعودية ستجد صعوبة في الإعلان عن اختراقة تاريخية أمام "إسرائيل"، في الوقت الذي فيه الدول المجاورة لها، التي سبق ووقعت على اتفاقات مع اسرائيل في 2020، تجد صعوبة حتى في استضافة نتنياهو ووزير خارجيته".

ونوه مراسل "هآرتس" إلى أن العديد من التصريحات الرسمية السعودية تؤكد طوال الوقت على الحاجة إلى التقدم في الساحة الفلسطينية، وحتى لو تعلق الأمر فقط بضريبة كلامية، للسعودية والإدارة الأمريكية، يوجد سبب آخر للتصميم على القضية الفلسطينية، وهو مرتبط بإجراءات المصادقة على أي اتفاق مستقبلي في الكونغرس الأمريكي".

وقالت الصحيفة إن الخوف الأكبر في الإدارة الأمريكية وفي المملكة، يأتي من معارضة حازمة للسيناتورات في الحزب الديمقراطي الأمريكي لاتفاق في إطاره تعطي واشنطن هدية دبلوماسية لشخصين مكروهين بشكل خاص على قاعدة الديمقراطيين، نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ فالأول يعتبر التطبيع مع السعودية حبل نجاة من الأزمة الكبيرة التي خلقتها حكومته في الأشهر الأخيرة داخل إسرائيل؛ والثاني، قدم للإدارة الأمريكية قائمة طلبات غير مسبوقة تشمل اتفاق دفاع مشترك ودعما أمريكيا لبرنامج نووي (مدني) في السعودية".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo