قال "نديم قطيش" الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني إن إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخراً عن استعداد حكومته لإعطاء الإذن لتطوير حقل للغاز الطبيعي، قبالة ساحل قطاع غزة، يذكر بحجم الفرص الضائعة في غزة، وفي عموم المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط أنه لا شيء يمنع أن تحقق غزة بعضاً مما حققته سنغافورة، أو هونغ كونغ، معتبرًا الإعلان بارقة أمل نادرة في المشهد المضطرب في المنطقة.
حجم الثروة الزمنية والاقتصادية التي أُهدرت
وأشار إلى أن اكتشاف حقل الغاز عام 1999 من قبل شركة "بريتش غاز"، يكشف حجم الثروة الزمنية والاقتصادية التي أُهدرت، بسبب دورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الفلسطيني.
اقرأ أيضا: "شلقم": الجيل الفلسطيني المقاوم يقود حرب استنزاف طويلة ضد "إسرائيل"
تحويل القطاع إلى خزان لعمالة موهوبة فقيرة
وتطرق الكاتب اللبناني إلى الموارد البشرية في غزة غير المستغلة، والمواهب الشابة، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، والتي يمكن بناء بدايات صناعة تكنولوجيا متكاملة حولها، بدل تحويل القطاع إلى خزان لعمالة موهوبة فقيرة تخدم قطاع التكنولوجيا في "إسرائيل".
وتابع:" لا شيء يمنع أن تتحول غزة، بموقعها الجغرافي الملائم، والموارد البشرية الهائلة، والموارد الطبيعية غير المستغلة، من منطقة مزقتها الحرب إلى مركز اقتصادي يشبه سنغافورة، ضمن رؤية فلسطينية أولاً، وبشراكة عربية".
وأكد "قطيش" أن القيود الإسرائيلية المفروضة على غزة، بحجة الضرورات الأمنية، أعاقت بشدة فرصها في التنمية الاقتصادية والازدهار، لا سيما سياسات الحد من حركة الأشخاص والسلع والموارد داخل القطاع وخارجه.
كما رأى أن ما أسماها "الجماعات المسلحة"، ساهمت في تعزيز حال البؤس في غزة وتحويل القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005، إلى قاعدة عسكرية لإيران، على حساب السلم الأهلي الفلسطيني وأولوية التنمية الاقتصادية للفلسطينيين.
التفكير بسياسات فلسطينية وطنية تركز على التنمية البشرية والنمو الاقتصادي
واعتبر السياسي اللبناني الإعلان الأخير عن حقول الغاز عند سواحل القطاع، دعوة للتفكير بسياسات فلسطينية وطنية تركز على التنمية البشرية والنمو الاقتصادي، وطريق نحو مستقبل أفضل.
اقرأ أيضاً: "اللحام": قادة الانقسام يفسدون مشهد الانتصار في جنين
واستعرض "قطيش" تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف وظفت هزيمتها لإيجاد وعي وطني ياباني جديد، مهَّد لها كي تصبح قوة اقتصادية عالمية "سنغافورة".
كما تطرق إلى "سنغافورة"، وأردف قائلاً: "إن (لي كوان يو) أول رئيس وزراء لسنغافورة، ورث عام 1959، بلدة صيد تعاني من بطالة شديدة ونقص في المساكن، لكنه ومن خلال التخطيط الاستراتيجي والبصيرة الاقتصادية، حوَّل سنغافورة إلى مركز قوة مالي وابتكاري معترف به دولياً".