تحت مسؤولية مصر والأردن

"المعشر": نتنياهو" يسعى لتحويل الضفة إلى سجن كبير على غرار غزة

الاستيطان في الضفة الغربية
الاستيطان في الضفة الغربية

اتهم "مروان المعشر" وزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق السياسيين بتجاهل الحقائق على الأرض، ورفض الاعتراف بموت حل الدولتين لأن ذلك سيضطرهم إلى دعم حلول بديلة، بما فيها حل الدولة الواحدة.

وقال "المعشر" في مقال له في مركز كارينجي إن المسار السياسي اتخذ الطريق الأسهل، وهو دعم حل الدولتين رغم معرفته التامة باستحالة تنفيذه، في ظل التزايد المطّرد لأعداد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حتى وصلت اليوم إلى أكثر من 750,000 مستوطن، أي ما يقرب من ربع السكان الفلسطينيين الأصليين، ما ينافي الأساس الذي اعتمد عليه حل الدولتَين، وهو إمكانية الفصل بين الجانبَين.

وأوضح "المعشر" أن القصور الذي انتاب أنصار حل الدولتَين، أو الدولة الواحدة، يكمن في تجاهل، غياب الإرادة السياسية لتحقيق الحل، حيث أن الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة، غير معنية بأي حل.

اقرأ أيضاً: كاتب بريطاني: "بن غفير" جعل اليهود وقودًا لحرب شاملة مع 1.6 مليار مسلم

وكشف الوزير الأردني السابق أن هدف الائتلاف الحاكم في إسرائيل اليوم هو ضم أكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وزجهم في سجن آخر يشبه الوضع في غزة، إلى حين تحقيق الترانسفير الفعلي أو الإداري لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ونقلهم فعليًا أو إداريًا ليصبحوا تحت مسؤولية الأردن أو مصر.

كما أشار إلى تجاهل المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية السياسية، ومَنح الأولوية لشكل الحل على حساب الحقوق الفلسطينية، حيث أدت إلى انتهاكات واسعة للحقوق الفلسطينية لم يعد بالإمكان تجاهلها، ريثما يتم البحث عن شكل للحل قد يطول لعقود من الزمن.

وأكد أن المجتمع الدولي، سيضطر إلى التعامل مع مشكلة أكبر بالنسبة له، وهي الأبرتهايد الإسرائيلي، وذلك في وقت قريب.

وقال "المعشر" إن الفلسطينيين، يعيشون تحت نظامَين قضائيَّين منفصلَين، أحدهما يميز بين الفلسطينيين تحت الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، والآخر يميز بين المواطنين الإسرائيليين اليهود والعرب (قانون القومية اليهودية)، وهو ما يشكل التعريف القانوني للأبرتهايد، أو نظام الفصل العنصري.

وتابع: "تجاهل الحقوق الفلسطينية وصلت إلى نهاياتها، ولم يعد بالإمكان تجاوز موضوع الحقوق، خاصة في زمن يولي المجتمع الدولي الشعبي كما الرسمي أهمية متزايدة لهذا الموضوع".

اقرأ أيضاً: المقاومة الشعبية حبيسة شعارات "السلطة والفصائل"

ودعا إلى إيجاد مقاربة تصر على إيلاء موضوع الحقوق الأولوية القصوى، بغض النظر عن شكل الحل الذي يحظى بفرصة شبه معدومة في المستقبل المنظور.

وأوضح وزير الخارجية الأردنية السابق أن أولويات المجتمع الدولي، والولايات المتحدة، أصبحت تكمن خارج المنطقة، باستثناء الملف النووي مع إيران، وأن ليس في نيتها في المستقبل المنظور إعادة إطلاق أي جهد سياسي لحل الصراع.

وأشار "المعشر" إلى أن المسار السياسي اكتفى بتكرار دعمه لحل الدولتَين، من دون أن يقرن ذلك بأي خطة، أو جهد لتحقيقه منذ ما يقرب من عشر سنوات، ما أعطى إسرائيل المجال لتجاهل هذا المجتمع الدولي، وارتكاب المزيد من الانتهاكات ومنها بناء الكثير من المستوطنات، ما ساهم في قتل حل الدولتين.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo