اليهود يستعيدون تجربة ذوي الأقدام السوداء في الجزائر

كاتب بريطاني: "بن غفير" جعل اليهود وقودًا لحرب شاملة مع 1.6 مليار مسلم

بن غفير
بن غفير

قال "ديفيد هيرست" الكاتب والصحفي البريطاني إن المتطرف "ايتمار بن غفير" وزير الأمن القومي الإسرائيلي ساهم بأفعاله بنزع الشرعية عن "اسرائيل" أكثر مما فعلته حملة حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" على مدار سنوات، ما دفع قواعد التأييد اليهودي في نيويورك لإصدار بيانات تناشد فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" بتغيير المسار.

وأوضح أن من بين هؤلاء "إريك غولدستين"، رئيس أكبر فيدرالية يهودية في شمال أمريكا، الذي "استجدى نتنياهو الوفاء بتعهدات سابقة قطعها على نفسه، بأنه سيقطع الطريق على القوانين التي تهدد استقلال النظام القضائي في إسرائيل.

ولفت الكاتب البريطاني إلى أن ذلك يشكل جرس إنذار لكل يهودي إسرائيلي لا يحمل جواز سفر أوروبي، ولا يتمنى أن يكون وقودًا لحرب شاملة مع 1.6 مليار مسلم حول العالم تبدو الحركة القومية الدينية عازمة على إشعالها.

وأكد أن "نتنياهو"، بوجود "بن غفير وسموتريتش"، يواجه شكلاً مختلفًا من شركاء الائتلاف، هؤلاء الذين يمثلون كلاب الحراسة لليمين الديني، ليسوا فقط جزءا من الحاضر الذي يمثله نتنياهو بكل مساعيه للبقاء في السلطة، وإنما يرسمون شكل القيادة الإسرائيلية في المستقبل.

انقسام المشروع الصهيوني

أول صدع كبير في المشروع الصهيوني قد بدأ يظهر

وكشف الكاتب البريطاني ورئيس تحرير موقع Middle East Eye، عن وجود انقسام داخل المشروع الصهيوني بين صقور التيار الرامي إلى إنشاء دولة يهودية من النهر إلى البحر من جهة والتيار الصهيوني الرئيسي من جهة أخرى متأصلة ومتربّصة في الخلفية منذ إنشاء دولة إسرائيل نفسها.

اقرأ أيضاً: مختصون لـ "زوايا": المجتمع الإسرائيلي يتجه لعصيان مدني وربما اغتيالات

وأكد "هيرست" أن أول صدع كبير في المشروع الصهيوني قد بدأ يظهر، ودعا الجميع إلى قراءة تحليل نشرته "يديعوت أحرنوت" العبرية التي وصفها بالوسطية:" الحقيقة غير المريحة، هي أنه لا يمكن للديمقراطية أن تجتمع مع الاحتلال، لا يمكن للديمقراطية أن توجد في بلد تسمح سياسته الاقتصادية للقوي بالبروز والانطلاق قدما، بينما يتم التخلي عن الضعيف ويرمى في الخلف، ولا يمكن أن توجد الديمقراطية في مكان يفرض فيه على العرب أن يظلوا خارج المشهد".

وشدد على أن علاقة التيار العام للصهيونية بحركة الاستيطان لم تزل أكثر تعقيدا وأكثر تفصيلا من الصورة التي ترسم لها، باعتبارها انقساما بين المركز واليمين المتطرف. ثم حينما يمر الوسط بتغير، فإن ذلك يمثل أكثر من مجرد إشاحة الوجه نحو الجهة الأخرى، أكثر من ذلك بكثير.

ثورة الجزائر نموذج

واستشهد "هيرست" بالتاريخ الاستعماري الاستيطاني لقراءة وضع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومن بينها الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي أكد أنه نموذجًا يحاكي هذا الانقسام الذي يشق الصف الصهيوني.

وأشار إلى مكوث المستوطنين الفرنسيين الذين كانوا يعرفون بأصحاب "الأقدام السوداء"، في الجزائر منذ القرن التاسع عشر، حيث كانت البلاد تعامل كما لو أنها امتداد للأراض الفرنسية بدلا من كونها مستعمرة في أفريقيا.

ويؤكد الكاتب البريطاني أن هناك الكثير من الاختلافات بين ذوي الأقدام السوداء والمستوطنين اليهود، كما أن هناك الكثير من التشابهات، ومن الاختلافات أن الدين لم يؤدِ دورا مهما في حالة المشروع الفرنسي، كما أن أوروبا لم تشهد مقتلة عظيمة للفرنسيين بما يبرر إقامة هذه المستعمرة في الجزائر.

اقرأ أيضاً: دراسات متخصصة ترصد اتجاهات حكومة "نتنياهو" مع الفلسطينيين والعرب وروسيا والصين

إلا أن أهم نقطة في مجال المقارنة مازالت قائمة، عندما انقلبت منظمة الجيش السري على أبناء جلدتها، ما شكل ايذانًا بضياع المشروع بأسره، أما النقطة الأخرى بالغة الأهمية بالنسبة للفلسطينيين، هي أنه لا في حالة المقاومة الجزائرية، ولا في حالة المقاومة في جنوب أفريقيا تم كسبت الصراع عسكريا، بل كلاهما كانا مستضعفين وخصمهما أكبر منهما عدة وعتادا، وإنما الذي أكسبهما الصراع في الحالتين، هو البقاء في حالة من الصمود ورفض الاستسلام.

وأشار إلى أنه "يمكن كسب المعركة خسارة الحرب"، وقد حصل هذا في الجزائر وفي جنوب أفريقيا، وسوف يحدث في إسرائيل كذلك.

ودعا الكاتب البريطاني "هيرست" الإسرائيليين إلى التفكير بالترتيب لمستقبل يتعاملون فيه مع الفلسطينيين سواسية، لحل النزاع حول الأرض والمواطنة، وليس لخوض صراع حول الدين، مؤكدًا أن الوقت ليس في صالحهم.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo