قبيل شهر رمضان..القدس على صفيح ساخن

تشديدات الاحتلال في القدس
تشديدات الاحتلال في القدس

يبدو أن مخاوف التصعيد والتوتر في القدس المحتلة خلال الشهر الفضيل تخيم على الأجواء واللقاءات السياسية التي تجري في المنطقة وفقا لبوادر هذا التوتر الحاصلة على الأرض خاصة مع ارتفاع وتيرة اعتداءات الاحتلال على كل ما هو فلسطيني في المدينة.

لقاءات مختلفة فلسطينية اردنية واردنية إسرائيلية تتم على اعلى المستويات من أجل ضمان عدم اشتعال الأوضاع في المنطقة وخاصة القدس المحتلة التي تعيش على صفيح ساخن وفقا لمراقبين بفعل إجراءات الاحتلال وانتهاكاته سواء من قبل جيش وشرطة الاحتلال أو من خلال عصابات وجمعيات الاستيطان.

وعلى هذا الصعيد التقى الملك الأردني عبد الله الثاني بوزير جيش الاحتلال بيني غانتس، الثلاثاء الماضي في عمان وفقا لما صرح به ديوان الملك وذلك في إطار الجهود التي يقودها عبد الله الثاني من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، واتخاذ الإجراءات التي تضمن حرية المصلين خصوصا في شهر رمضان.

وكان الرئيس محمود عباس استقبل الملك عبد الله الثاني في رام الله الاثنين الماضي أي قبل يوم واحد من لقاء غانتس وفيما يبدو أن التصعيد المتوقع في القدس خلال الشهر الفضيل على رأس الأولويات فيما يجري النقاش فيه.

اقرأ أيضاً: "كتيبة جنين".. مقاومة تشتد رغم المستحيل

وكان ملك الأردن قال خلال لقائه الرئيس عباس في رام الله إن الأردن دائما يقف الى جانب حل الدولتين الذي يفضي لقيام دولة فلسطيني المستقلة والقابلة للحياة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما يعمل الأردن باستمرار على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة.

وبينما تصعد إسرائيل من استهداف المدينة المقدسة وفي القلب منها المسجد الأقصى تدعي بأنها تحاول الحفاظ على الأوضاع خلال الشهر الفضيل في محاولة لمنع أي تصعيد محتمل.

ويقول المختص بشؤون القدس راسم عبيدات لموقع "زوايا" إن ما تتحدث به إسرائيل يخالف تماما ما تقوم به على الأرض من ممارسات هدفها اشعال الوضع وتصعيد التوتر وخاصة خلال الشهر الفضيل.

ويتابع عبيدات بأنه واضح ان هناك تصعيدا من قبل الاحتلال سواء من خلال تنفيذ اقتحامات الى المسجد الأقصى أو السماح بمسيرات استفزازية للمستوطنين في أحياء المدينة وأيضا اقتحام الشيخ جراح من قبل المستوطنين وعلى رأسهم المتطرف بن غفير الذي ينوي اقتحام الأقصى الخميس المقبل.

ويضيف عبيدات بأنه على عكس ما يجري من لقاءات تدعي خلالها إسرائيل بأنها تريد منع التصعيد فإنه على الأرض هناك تصعيد واضح وهي تسهل اقتحامات المجموعات الاستيطانية الى المسجد الأقصى تعتدي على المواطنين وتعرقل وصولهم الى المسجد الأقصى وأيضا اجراء تفتيشات لهم سواء على أبواب الأقصى أو في البلدة القديمة.

وأشار عبيدات الى أن هناك حالة من الضغط لدى المواطن الفلسطيني في القدس المحتلة ومتوقع أن تنفجر الأمور خلال شهر رمضان الذي وفقا لإجراءات الاحتلال قد يكون هناك تضييق على المصلين وعدم السماح بدخوله واعاقة أداء الصلاة بحرية، إضافة الى الضرائب المفروضة على التجار ومنع المواطنين من التواجد في باب العمود وغيرها من إجراءات الهدم والاعتقالات بصفوف الشبان .

وحذر عبيدات من مخططات الحكومة الإسرائيلية التي يتزعمها بنت وهو كان رئيس مجلس المستوطنات التي تدعم المستوطنين والجمعيات الاستيطانية في كل انتهاكاتها وهي تسعى لكسب أصوات المستوطنين ودعمهم ولذلك اذا ما سمحت باقتحامات المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل فهذا يعني تصعيدا واشعالا للأوضاع .

بدوره قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي إن "سلطات الاحتلال والمستوطنين تصعد من انتهاكاتها في مدينة القدس الشرقية المحتلة، عشية حلول شهر رمضان المبارك، محذرا من محاولات تقودها جماعات المستوطنين، بغطاء من شرطة الاحتلال، لتفجير الأوضاع الهشة أصلا، في مدينة القدس.

وأشار الهدمي الى إقدام مستوطنين على اقتحام فندق البتراء في ميدان عمر بن الخطاب بمنطقة باب الخليل بحماية من شرطة الاحتلال، معتبرا أن الاقتحام مقدمة للاستيلاء على عقارات تقع بملكية بطريركية الروم الأرثوذكس ومستأجرة من قبل عائلات فلسطينية، في محاولة لاستهداف الوجود الفلسطيني ككل بالمدينة المقدسة.

وحذر الهدمي من إعلان سلطات الاحتلال عن السماح للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، و نوايا عضو "الكنيست" الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير لتفجير الأوضاع بالمدينة، عشية حلول شهر رمضان، واستمراره في إبقاء خيمته الاستيطانية على أرض عائلة سالم بالشيخ جراح.

اقرأ أيضاً: جرحى غزة.. إصابات لم تندمل وحقوق ضائعة

وأضاف الهدمي في بيان صحفي بأنه في الوقت الذي تصعيد فيه سلطات الاحتلال بهدم المنازل الفلسطينية، فإنها تصعد من قرارات الاستيطان في محاولة لتحويل القدس الشرقية الى "غيتو" معزول ضمن "القدس الكبرى".

وطالب الهدمي المجتمع الدولي بالضغط بالفعل وليس فقط بالقول على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف انتهاكاتها ولجم جماعات المستوطنين، اذا كان هذا المجتمع معني بتهدئة الأوضاع ومنع انفجارها في القدس.

وصعدت سلطات الاحتلال من عمليات الاستهداف للشبان الفلسطينيين واعتقلت العشرات بحجة تنفيذ إجراءات احترازية واعتقالات مسبقة للشبان لمنعهم من المشاركة بأية فعاليات في المدينة.

ويوقل الخبير بشؤؤون القدس فخري أبو دياب إن المدينة أصبحت ثكنة عسكرية من خلال نشر جنود الاحتلال والنقاط العسكرية في البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى، ما يمثل استفزازا لكل أهل البلدة القديمة وخلق احتكاكات متعمدة من قبل الاحتلال.

ونبه أبو دياب الى مخطط اقتحام الأقصى من قبل بن غفير الذي يعمل بدعم المؤسسة الرسمية الإسرائيلية واعلن عن نيته اقتحام الأٌصى الخميس المقبل كجس نبض للفلسطينيين.

وتابع أبو دياب في تصريح لـ "زوايا" بأن إسرائيل رفضت مخططات هيكلية لعدة أحياء في البلدة القديمة بعد أن كان هناك اتفاق مع بلدية الاحتلال للنظر في هذه المخططات ولكن تم رفضها ما يعني تهديد أحياء كاملة بالهدم وهذا يعني زيادة في مستوى التوتر والغليان لدى الشارع المقدسي.

وحذر أبو دياب من أن هناك انتهاكات واستفزاز متعمد سيكون حتما الصاعق الذي يشعل المنطقة وهذا ما تريده سلطات الاحتلال الان لفرض واقع جديد وإظهار انها دولة تتعرض لهجمات وخاصة اننا على أبواب رمضان ، منوها الى أنه خلال النصف الثاني من الشهر الفضيل ستكون هناك أعياد يهودية أيضا .

وأضاف أبو دياب بأن المؤشرات تشير الى أننا ذاهبون الى تصعيد وأهل القدس يعرفون ذلك، كما أن الاحتلال يستبق الاحداث ليظهر وأنه هو المبادر في الهجوم للدفاع من خلال اختلاق بعض الأزمات وإظهار أن هناك تعرض لهجمات داخل إسرائيل وبالتالي تنفيذ مخططاته باستهداف المواطنين لفرض الأمر الواقع عليهم.

من الجدير بالذكر بأن سلطات الاحتلال قتلت خمسة شبان خلال أسبوع واحد في البلدة القديمة وعلى عتبات المسجد الأقصى المبارك، ويأتي هذا التضييق على المواطنين في وقت تصعد فيه من عمليات الهدم لمنازل الفلسطينيين حتى وصل عدد المنازل المهددة بالهدم لأكثر من 22 ألف منزل وفقا لإحصاءات مؤسسات فلسطينية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo