أبشع عنصرية وفاشية

دهامشة: الحرب على النقب هدفها منع التفوق الديموغرافي

منصور دهامشة
منصور دهامشة

أكد سكرتير لجنة المتابعة العربية للجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48 منصور دهامشة، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس أبشع أنواع العنصرية والفاشية ضد فلسطينيي الداخل بهدف منع الزيادة والنمو الطبيعي للعرب، خشية التفوق الديموغرافي الفلسطيني على اليهود مستقبلاً، موضحاً أن هذه القضية تشكل هاجساً كبيراً لدى الحكومات الإسرائيلية عامة، ولذلك ممارسة حكومة نفتالي بنيت اليمينية الآن محاولة تمزيق الفلسطينيين والتضييق عليهم وخنقهم ودفعهم لعدم الإنجاب كثيراً، خشية على مستقبل أبنائهم.

وقال دهامشة خلال حديث خاص مع موقع "زوايا"، بأن ما جرى في قانون "منع لم شمل العائلات الفلسطينية" الذي أقره الكنيست الإسرائيلي باقتراح من ايليد شاكيد اليمينية، والذي بموجبه تمنع العائلات الفلسطينية أن تحصل على لم شمل، هدفه منع النمو الطبيعي ومنع العائلات الفلسطينية من ممارسة حقها في اختيار شريكها أيضا في الحياة ويهدف بالدرجة الأولى لتجسيد يهودية الدولة. 

وأكد دهامشة بأن هذا القانون هو انتهاك لأبسط وأدنى الحقوق لدى الإنسان وحقوق أساسية طبيعية في الحصول على لم الشمل واختيار الأزواج. 

وأوضح دهامشة بأن ما تحدث به تقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الذي أقر بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس نظام الفصل العنصري لجميع الفلسطينيين سواء في الداخل المحتل (فلسطينيو 48) أو في القدس والضفة وغزة وحتى في خارج فلسطين، جاء ليثبت بشكل قاطع أن "إسرائيل" دولة فصل عنصري وتمارس الفاشية في سن هكذا قانون، أي أن تقرير أمنستي جاء صحيحا مئة بالمئة وأن "إسرائيل" تتعامل مع العرب كأعداء من خلال سنها لقوانين بعيدة كل البعد عن الحقوق الإنسانية وتخالف كل القوانين والأعراف الدولية. 

ولفت إلى أنه بموجب قانون منع لم شمل العائلات الفلسطينية العنصري أصبح ما يزيد عن 25 ألف أسرة فلسطينية مهددة بهذا القانون الذي يمنع لم شملها خاصة أن هناك آلاف المواطنين الذين اختاروا شركاء حياتهم من الضفة الغربية أو العكس وهو يمنع فقط الفلسطينيين من لم الشمل.

ويضيف دهامشة بأن هذا القانون بدون أدنى شك يجسد ما يسمى يهودية الدولة، فإسرائيل لا تريد أي زيادة طبيعية للمواطنين العرب من خلال سن قوانين عنصرية لتقليل الوجود العربي وضمان زيادة لليهود، مضيفا بأن "إسرائيل" تخشى أن يحدث تغييرا ديموغرافيا بحيث يفوق عدد العرب اليهود داخل "إسرائيل" وهذا الهاجس الأساسي لهم ويقلقهم ولأجل ذلك يعملون على سن قوانين من شأنها الحد من الزيادة للعرب في أبشع صور العنصرية والابرتهايد.

اقرأ أيضاً: "أمنيستي" تمنح الفلسطينيين هدية لاستثمارها ضد "إسرائيل".. فهل تُستغل؟

ويوضح دهامشة بأن "إسرائيل" تعمل على تنفيذ العديد من الانتهاكات والإجراءات التي تحاول من خلالها الحد من الزيادة في أعداد العرب من خلال مصادرة الأراضي ومنع توسيع المخططات الهيكلية للمناطق العربية إضافة إلى عمليات الهدم المستمرة بحق منازل الفلسطينيين.

وأشار دهامشة إلى أن ما تقوم به دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في النقب الذي يتعرض لهجمة شرسة تقضي بمنع توسع انتشار الفلسطينيين هناك وتجميعهم في مناطق محصورة على أقل ما يمكن من مساحة الأراضي.

وأشار إلى أنه بعد أن قامت "إسرائيل" بحصار المناطق العربية والتضييق عليها في الداخل وتقليل عدد الأطفال لدى العائلات، فالوضع في النقب مختلف تماماً حيث أن النقب يحظى أهاليه بعدد أطفال أكبر، لذلك فإن النقب حالياً هو المستهدف وما تقوم به حكومة الاحتلال بحق أهالي النقب حالياً هو في قلب عملية التهويد.

وتابع دهامشة بأن محاولة "إسرائيل" لتجميع أكبر عدد من السكان على أقل ما يمكن من مساحة الأرض هو إجراء ضغط وخلق مخاوف لدى المواطنين على مستقبل أبنائهم بالتالي تقليل عدد الأطفال وكبح جماح النمو الطبيعي لهم.

وأشار دهامشة إلى أن هذا الواقع والحقيقة الأليمة التي تمارسها "إسرائيل" بحصار وخنق المناطق العربية ليصاب الفلسطيني باليأس وفقدان الأمل وبالتالي عدم الانجاب وضمان زيادة اليهود على أصحاب الأرض. 

وندد دهامشة بعملية لصمت الدولية تجاه انتهاكات "إسرائيل" التي تمارس أبشع أنواع العنصرية بحق المواطنين العرب حيث تم طرق أبواب كثيرة ولكن دون جدوى من قبل الأطراف الدولية. 

وأكد دهامشة بأن هناك محاباة كبيرة من قبل المجتمع الدولي تجاه "إسرائيل"، ففي الوقت الذي أثبتت فيه هذه الحكومة أنها يمينية متطرفة وتمارس هذه الانتهاكات مازال العالم ينظر إليها على أساس أنها حكومة تغيير ويخشى انهيارها وعودة بنيامين نتنياهو، مضيفا بأن الأطراف الدولية كانت تريد فقط التخلص من نتنياهو وعدم عودته لذلك يتغاضون عن ممارسات هذه الحكومة التي تنفذ كل هذه الانتهاكات ولكن العالم مازال يمارس الصمت تجاهها. 

وتابع، أن تقرير أمنستي وضع النقاط على الحروف وأثبت بأن "إسرائيل" دولة فصل عنصري وتمارس انتهاكات لحقوق الانسان الفلسطيني؛ ولكن هذا العالم مازال يغض الطرف ولم يحرك ساكناً إزاء الجرائم الإسرائيلية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo