الضفة تعيش على صفيح ساخن قابل للانفجار

مواجهات الشبان في الضفة الغربية
مواجهات الشبان في الضفة الغربية

حالة من التصعيد المتزايد تشهدها محافظات الضفة الغربية قد تصل إلى انفجار محتمل بسبب تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لعمليات القتل والاستهداف المتعمد للفلسطينيين من ناحية وإطلاق العنان للمستوطنين لتنفيذ جرائم منظمة ضد الفلسطينيين من ناحية ثانية. 

مراقبون يرون بأن انفجارا للأوضاع أصبح قريباً وفقا للمعطيات على الأرض التي تحمل على ما يبدو خطة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية ومزيد من الضغط على المواطنين لترحيلهم ودفع نحو خيارات صعبة للخلاص من ظلام الواقع المعاش. 

ويقول عبد المجيد سويلم الكاتب والمحلل السياسي في حديث لـ "زوايا"، إن صبر الشعب الفلسطيني سينفذ قريباً لأن العملية تتعلق بخطة إسرائيلية منهجية منظمة ووصلت إلى مرحلة خطرة للغاية، وانتقل الواقع في الانسداد الآن إلى السياسة الإسرائيلية التي تفضي إلى الترانسفير الصامت. 

وحسب سويلم ذلك يعني تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم بحيث يصبح الترانسفير جزء لا يتجزأ من مخرجات السياسات الإسرائيلية، موضحاً أن المقصود من ذلك هو الضم الصامت لخطة منهجية منظمة لترحيل الفلسطينيين بشكل صامت، بعد أن كان علنياً وجماعياً. 

ولفت إلى أن المستهدف من الترحيل الصامت هم الفلاحون في قراهم وبلداتهم، حيث يعمد الاحتلال وقطعان المستوطنين إلى تحويل حياتهم إلى جحيم بحيث يصبح التفكير بالتخلص من هذا الواقع جزء لا يتجزأ من مخرجات هذه السياسة الإسرائيلية. 

اقرأ أيضاً: الاستيطان.. امتيازات تشجيعية ومغرية للمستوطنين مقابل خطط وعود للفلسطينيين

ومن ناحية أخرى يضيف سويلم بأن عمليات القتل والاعدام المشرعن الآن ستؤدي طبعا بكل الأحوال إلى ردود أفعال ولا تستطيع أية قوة سياسية أن تضبط ردود الأفعال هذه عند أية حدود، وبالتالي نحن أمام واقع مفتوح على إمكانيات انفجار والشعب الفلسطيني معروف إنه هناك له كثير من المفاجآت بالنسبة للمراقبين من حيث لا يحتسبوا فترى أن الشعب الفلسطيني دفعة واحدة ينزل الى الشوارع وأن تبدأ عملية وطنية شاملة، وانا لا استبعد ولا استغرب مثل هذا الحدث في اية لحظة. 

حالة ضيق وتيه 

بدوره يرى المحلل السياسي هيثم ضراغمة بأنه في الضفة الغربية توجد حالة من الضيق والتيه والحالة الفلسطينية باتت تمر في مأزق أكبر مما كانت تمر به في السابق، وبالتالي هناك حالة من اللا أمل. 

وتابع ضراغمة بأن ارتفاع جرائم المستوطنين بحق أبناء شعبنا يدل على أن المستوطنين يشعرون بالأمان نتاج عدم جدية المقاومة في ردع هؤلاء المستوطنين، وهذا جعلهم يأخذوا أريحية لأنه لا رادع فيما يخص هؤلاء المستوطنين. 

وأضاف بأن الحكومات الإسرائيلية كانت دائما حكومات استيطان والحكومة الحالية تعطي الحرية المطلقة للمستوطنين إضافة إلى أن جيش الاحتلال تلقى تعليمات بإطلاق النار دونما تردد على المواطنين الفلسطينيين، وهذا من شأنه أن يضاعف عمليات القتل والقيادة الفلسطينية لا حول لها ولا قوة وتمر بضائقة على مستوى السياسي والاقتصادي والعلاقات الفلسطينية العالمية باتت فاترة واتحدث عن العربية منها التي فترت تماما. 

التطبيع ضوء أخضر للاستيطان 

وأشار ضراغمة إلى أن الاستيطان أخذ الضوء الأخضر من الدول التي طبعت أيضا علاقاتها مع إسرائيل، وقوات الاحتلال كذلك وحكومات الاحتلال بمقدورها أن تفعل أي شيء من قتل وتدمير وسلب للأراضي وهم يعرفوا أن العرب الآن باتوا يتهافتون على التطبيع معهم دونما ردة فعل على هذه الجرائم. 

مواجهات في الضفة العربية

ونبه ضراغمة إلى أن المشهد السياسي ضبابي والضباب سميك جداً نتاج عدم خضوع القيادة الإسرائيلية للمنطق في علاقتها مع الفلسطينيين وعدم خضوعها للمنطق مع الشرعية الدولية، والآن التطبيع زاد من ذلك.

وأعرب ضراغمة عن اعتقاده أننا ذاهبون إلى الأسوأ لأن المنطقة حبلى والشباب الفلسطيني بلا رؤية سياسية ولا يوجد أمل يوحي بحل وربما يكون هناك انفجار على مستوى شامل في الأراضي الفلسطينية وقد يكون أشد مما عهدناها في السابق. 

من جهته رأى عصمت منصور المختص بالشأن الإسرائيلي بأن الأمور تتجه إلى مزيد من عنف المستوطنين، وهذا العنف لم يعد فردي يستهدف المواطنين والأشجار أو منازل وأصبح منظما وجماعيا والهجوم على قرى كاملة إضافة على عمليات القتل التي تحدث على الحواجز وانسداد الأفق السياسي كلها عوامل تدفع باتجاه التفجير. 

اقرأ أيضاً: صحيفة قطرية: التصعيد الاسرائيلي في الخليل يدفع المنطقة برمتها لحرب دينية

وتابع منصور بأن هذا الواقع يتنافى مع السياسة التي تحاول حكومة الاحتلال أن تضفيها مثل حالة من الرخاء وتمكين السلطة الفلسطينية وخلق وضع يقلل من الاحتكاك والمواجهة واعتقد ان كل الأمور تدفع باتجاه التصعيد. 

الحاصل موجة من العمليات  

واعتبر منصور بأن ما نشهده اليوم هو موجة من تكرار هذه السلسة من العمليات بوقت متقارب وبشكل متشابه أعتقد أنها موجة من العلميات الفردية وهي ممكن أن تتطور، وأثق أن بقاء الوضع على ما هو عليه وتصاعد عمليات القتل دون مبرر ودون سبب ومع عنف المستوطنين نعم ستقود إلى موجة من التصعيد، ولكن هل سيكون شكل التصعيد فردي أو انفجار شعبي هذا كله وارد ولكن لن يكون هناك هدوء في ظل الوضع القائم وهذا يقيد إمكانيات السلطة وقدرتها على التأثير في هذه الاحداث. 

في الغضون اتفق عادل شديد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مع رؤية الانفجار المحتمل في الضفة الغربية، مضيفا بأن الأمور ذاهبة باتجاه استمرار الحالة الحالية غير المنظمة الى حد ما فعل ورد فعل خاصة في ظل ان هناك حالة فراغ واحتقان واحباط لدى المجتمع الفلسطيني من تصاعد جرائم المستوطنين المحميين بقواتهم وميليشياتهم العسكرية إضافة إلى الجيش والشرطة في ظل موقف غير مقبول للسلطة ومسؤولية الحالة التي وصلنا إليها أن يبقى الفلسطيني مكبل وردود الفعل الفلسطينية فردية وردات فعل فيما الجيش والمستوطنين يقودون حملة منظمة ممنهجة ضد الفلسطيني. 

وتابع شديد بأن حالة الفلسطيني لا شعور بالأمان التي تحاول دولة الاحتلال ايصاله لها بينما المستوطنون رغم جرائمهم توفر لهم الحماية فهذا الفراغ والاحتقان من شأنه أن يؤدي إلى تراجع مصداقية فتح والسلطة ومنظمة التحرير في الرأي العام وحصول ردات فعل انتقامية من قبل مجموعة من المواطنين بشكل فردي أو دخول حماس على الخط من خلال عمليات مدروسة دون أن تتبناها وتترك بصمتها فيها لتخفيف احتقان المجتمع وجني ثمار سياسية وأن تظهر حماس وكأنها لا تدافع عن غزة فقط بل عن الضفة والقدس كما جرى في أيار الماضي.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo