وكيل وزارة الخارجية المصرية الأسبق حسن هريدي

حوار قمة السيسي- بنيت الإستثنائية بحثت مفاوضات السلام والهدوء في غزة

وكيل وزارة الخارجية المصرية الأسبق حسن هريدي
وكيل وزارة الخارجية المصرية الأسبق حسن هريدي
  • القمة المصرية الاسرائيلية في شرم الشيخ في مصلحة الشعب الفلسطيني.
  • مصر أكدت أنها مع التهدئة في غزة وعدم التصعيد الاسرائيلي ضد الفصائل.
  • مصر تدعم الحكومة التي تعمل من أجل السلام.
  • مصر تؤمن بالسلام الاقتصادي ليس بديلاً عن حل القضية الفلسطينية.

أوضح وكيل وزارة الخارجية المصرية الأسبق، حسن هريدي، أن القمة التي جمعت كلاً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي برئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بنيت في شرم الشيخ، تحمل رسالة مصرية إلى "إسرائيل"، مفادها أن مصر تدعم الحكومة الاسرائيلية طالما تعمل من أجل السلام مع الشعب الفلسطيني، وأن مصر تسعى لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية من حيث توقفت عام 2014.

وكشف هريدي في حوار مع موقع "زوايا" أن القمة تبادلت وجهات النظر حول الأوضاع في قطاع غزة، وأن مصر مع التهدئة، وعدم التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة بالكامل، والبدء بعملية اعادة الاعمار دون قيد أو شرط.

ولفت إلى أن مصر تعمل على توظيف التطورات لدفع جهود السلام الى الاماء ليس مع فلسطين فحسب بل مع المنطقة كلها. ومن أبرز هذه التطورات هو وجود الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، التي أحيت مرة أخرى الحديث حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني بالرفاهية الاقتصادية والديمقراطية واستأنفت المساعدات الأمريكية لوكالة غوث اللاجئين والسلطة الفلسطينية. إضافة إلى تركيز القمة الامريكية الاسرائيلية مؤخراً في البيت الأبيض، ركزت الإدارة الامريكية على تحسين الأوضاع  المعيشية للشعب الفلسطيني وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الحكومة الفلسطينية والإسرائيلية.

وقال وكيل وزارة الخارجية المصرية الأسبق لموقع "زوايا"، حسن هريدي :" القمة المصرية الاسرائيلية في شرم الشيخ، من وجهة نظر مصرية تدفع إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة في إطار خطة طريق متفق عليها وفق للمرجعيات الدولية المعترف بها.

وشدد هريدي على رفض مصر كما الفلسطينيين والعرب على أن يكون السلام الاقتصادي بديلاً عن حل القضية الفلسطينية، مستدركاً أن مصر مع اي تحريك للجمود القائم منذ سبع سنوات، للوصول للحل السياسي.

وحول شمول الترتيبات المصرية حركة حماس كحكومة أمر واقع في قطاع غزة، قال هريدي:" نحن في مصر ننظر إلى حركة حماس على أنها سلطة أمر واقع، مؤكداً على أن مصر تؤمن بصوت فلسطيني واحد وهو ما تعمل من أجله القاهرة منذ عام 2007.

وأضاف، على حركة حماس أن تقرأ حركة التاريخ وتعيد تعريف نفسها على أنها هي حركة فلسطينية وتنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية هي وحركة الجهاد الإسلامي، وأن لا تعتمد على ايران في خلافتها مع السلطة أو إدارة علاقتها مع الدول العربية والعالم يتغير والشرق الأوسط يتغير.

إليكم نص الحوار كاملاً:

- ما أهمية لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بنيت في هذا التوقيت؟

على المستوى الرمزي هذا أول لقاء يتم بين رئيس مصري ورئيس حكومة إسرائيلية منذ 10 سنوات، ويرمز إلى رسالة مصرية للحكومة الإسرائيلية الجديدة، أن مصر تدعم هذه الحكومة طالما تعمل من أجل السلام مع الشعب الفلسطيني، وبمعنى أكثر تحديدا أن مصر تدفع هذه الحكومة إلى استئناف مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية من حيث توقفت عام 2014.

النقطة الأخرى هي إجراء تبادل وجهات نظر حول الأوضاع في قطاع غزة، والرسالة المصرية هي ضرورة التهدئة والطلب من اسرائيل عدم التصعيد ضد الفصائل الفلسطينية ورفع الحصار بالكامل والسماح ببدء إعادة الاعمار دون قيد أو شرط.

كما استعرضت المحادثات المصرية- الإسرائيلية المشهد الإقليمي الواسع والعلاقات مع ايران ودورها في المنطقة، والتعاون مع الحكومة الاسرائيلية لاستعادة السلام والأمن بالشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.

هذا اللقاء يعد قمة استثنائية بعد جملة من التطورات تأمل مصر توظيفها لدفع جهود السلام ليس بين إسرائيل وفلسطين بل في مجمل الشرق الأوسط، هذه التطورات في مقدمتها وجود إدارة أمريكية جديدة بقيادة الرئيس بايدن وهي مختلفة حيث أحيت مرة أخرى الحديث حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني بالرفاهية الاقتصادية والديمقراطية واستأنفت المساعدات الأمريكية لوكالة غوث اللاجئين والسلطة الفلسطينية.

عند انعقاد القمة الامريكية الاسرائيلية بين بايدن وبينت منذ أسبوعين ركزت الإدارة الامريكية على تحسين الأوضاع  المعيشية للشعب الفلسطيني وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الحكومة الفلسطينية والإسرائيلية كل هذه التطورات مصر تريد توظيفيها من أجل تحقيق هدفين:

أولا: دفع جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ثانيا: تحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي وتسهيل الأمور الحياتية بالضفة وقطاع غزة.

بالنسبة لقطاع غزة مصر تراقب الفترة الراهنة ولا تريد عدوان جديد، وتتعاطف تماما مع الاشقاء في قطاع غزة والمصاعب الجمة التي يواجهونها، مصر تريد عن طريق هذه القمة ألا تعتدي إسرائيل على قطاع غزة وتسهيل اجراءات الاعمار وتخفيف الحصار ان لم يكن رفع الحصار بالكامل.

هذه قمة من وجهة نظر مصرية تدفع إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة في إطار خطة طريق متفق عليها وفق للمرجعيات الدولية المعترف بها.

- هناك تسريبات تتحدث عن ترتيبات مصرية لعقد لقاء بين الرئيس عباس ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت.. هل تسعى القاهرة لذلك؟

باختصار الجهود المصرية تسعى لاستئناف مفاوضات السلام بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية هذا الجهد الدبلوماسي المصري يأتي بعد لقاء الرئيس محمود عباس مع وزير الجيش الإسرائيلي وهذا اول لقاء يحدث بين السيد عباس ومسئول إسرائيلي رفيع المستوى، نحن نريد توظيف هذه البيئة الأكثر إيجابية مما كانت عليه ابان حكم نتنياهو وترامب من أجل دفع فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

- هناك عقبتين الأولى اسرائيلية من خلال وجود حكومة تجمع تناقضات يمينية ويسارية، وفلسطينية بوجود الانقسام بين فتح وحماس.. كيف يمكن احراز تقدم في ظل هذا الوضع؟

مصر تريد فك الجمود الحالي في الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية خلال السبع السنوات الماضية حيث كانت محصورة على القضايا الأمنية فقط وجهود فلسطينية للتغلب على بعض العقبات الاقتصادية من خلال احتجاز الحكومات الاسرائيلية للجمارك (المقاصة).

اقرأ أيضاً: صحفي مصري: فلسطين وإسرائيل أقرب للسلام الإقتصادي مع تهدئة في غزة

الهدف المصري لم يولد اليوم بل منذ فترة طويلة ومصر تدفع بجهود السلام لأنها تدرك ان حالة عدم التوصل إلى حل تاريخي وحل ينسجم مع قرارات الأمم المتحدة بالنسبة للقضية الفلسطينية لا يفيد الأمن والاستقرار في المنطقة ولا الأمن الاسرائيلي، ونحن لا نعمل من أجل أمن "إسرائيل" بل من أجل السلام العام هدفنا بالأساس تنفيذ القرارات الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني هذا هو هدفنا الاستراتيجي لهذه القمة وكل الجهود السابقة واللاحقة.

- هناك فارق بين طرح الحكومة الاسرائيلية التي تتحدث عن سلام اقتصادي والمطلب الفلسطيني العربي بحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية؟

إذا كان ما يسميه البعض "السلام الاقتصادي" سيؤدي إلى تحقيق السلام الذي تسعى مصر إلى تحقيقه، مصر هنا ترحب بتعزيز التعاون الاقتصادي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وفتح المجال أمام النمو الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية، مصر مع ذلك كتكتيك وهدف مرحلي، لكن مصر لم توافق على الطرح الإسرائيلي أو الأمريكي أن الهدف الأساسي هو السلام الاقتصادي لأن الولايات الأمريكية لا تستطيع التهرب من استحقاق القرارات الشرعية الدولية، ولا الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تعوض حل الدولتين عن طريق التعاون الاقتصادي، لأنهم يدركون أن فلسطين والعرب ومصر في المقدمة ترفض هذه الطرح ولكن تكتيكيا إذا كان هذا مدخلاً لاكتساب الثقة ببن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أضعاف من أطروحات اليمين المتطرف داخل "إسرائيل"، حينها مرحبا به ولا نرفضه، ولكن ليس هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية.

- مقاطعة.. مصر ترحب بالسلام الاقتصادي كمدخل لعملية سياسية؟

نحن لا نسميه سلام اقتصادي هذه صيغة لا تتفق مع الأهداف المصرية، لكن نحن مع كسر حالة الجمود الحالي والمستمر منذ سبع سنوات عبر وسائل تكسر الجمود وتزيد من تحقيق فرص السلام الحقيقي.

- إذن هي إجراءات تمهيدية وحسن نية؟

في 13 سبتمبر من 1993 تم توقيع اتفاقيات أوسلو وبموجبها أقيمت السلطة الفلسطينية وتم ابرام بروتوكول التعاون الاقتصادي بين السلطة وإسرائيل في أبريل 1994، نحن نتحرك في اطار اتفاقيات أوسلو التي فيها الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني، لكن اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو منذ أول حكومة له عام 1996 كان هدفها إجهاض اتفاقيات أوسلو وحصرها فقط في البعد الأمني الذي يخدم  نظرية الامن الإسرائيلي، مصر تريد كسر هذا تماماً والخروج من هذه الدائرة وتوظيف اتفاقيات أوسلو من أجل تنفيذ الابعاد السياسية والاقتصادية الواردة بها.

- في العلاقات الثنائية .. كيف تسير العلاقات الاقتصادية وفي مقدمتها الغاز؟

توجد اتفاقية غاز تقتضي أن "إسرائيل" تصدر الغاز ويتم إرساله في معامل الاسالة لدى مصر في شمال الدلتا وحسب معلوماتي أن الاتفاقية موجودة إلا إذا كان في صعوبات وعقبات هذه مسائل تترك للوزارات المعنية، الإرادة السياسية متوفرة وسبق الاتفاق على هذا والتركيز من وجهة نظر مصرية في القمة المصرية الإسرائيلي التركيز على قضيتين رئيستين:

أولا: القضية الفلسطينية بكل تشعباتها وأبعادها

ثانيا: ما ألخصه في كلمتين "المشهد الإقليمي" ماذا يمكن للتعاون المصري الإسرائيلي في إطار قرارات الأمم المتحدة وقرارات القمم العربية، وما يمكنه أن يحققه هذه التعاون للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط.

- وجود حركة حماس كحكومة أمر واقع في غزة .. هل ستكون جزء من هذه الترتيبات؟

نحن في مصر ننظر إلى حركة حماس أنها سلطة أمر واقع، لكن نؤمن بصوت فلسطيني واحد ونعمل في هذا الاتجاه منذ عام 2007، مع السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية من أجل أن يكون للشعب الفلسطيني صوت واحد.

على الإخوة في حركة حماس أن يجيبوا على هذا السؤال، هل هي حركة فلسطينية؟ ولا هي حركة تتبع جماعات الإسلام السياسي بمعنى هدف الحركة هو الصالح العام الفلسطيني وفلسطين الوطن لعموم الشعب، أم أنها جماعة دينية لها أهداف سياسية تتعارض وتتناقض مع تطلعات عموم الشعب الفلسطيني، وعليها أن تدرك أن عصر الإسلامي السياسي يأخذ بالأفول، الجماهير العربية خلال العشر سنوات الماضية جربت جماعات الإسلام السياسي في عدة دول، وتراجع الإسلام السياسي لأنه فشل فشلاً ذريعا في تحقيق تطلعات وآمال الجماهير وأثبت لتلك الجماهير أنه يعمل في إطار تحقيق أهداف ضيقة جداً لا تتعلق بالأوطان ومستقبلها بل تتعلق بالجماعة وأهدافها.

على حركة حماس أن تقرأ حركة التاريخ وتعيد تعريف نفسها هي حركة فلسطينية وتنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية هي وحركة الجهاد الإسلامي، كما نطالبها أن لا تعتمد على ايران في خلافتها مع السلطة أو إدارة علاقتها مع الدول العربية والعالم يتغير والشرق الأوسط يتغير وعليهم أن يقرأوا التاريخ جيدا.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo