ليس لدينا مشكلة مع اليهود، واليهودية كدين، لا مشكلة دينية، ولا مشكلة وطنية.
دينياً قال لنا القرٱن الكريم:" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
أما النبي محمد عليه السلام فقال:" من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً".
أما وطنياً.. فلقد عاشت مجموعة من اليهود بين شعبنا قبل قيام ما تسمى إسرائيل بسلام لم يعتد عليهم أحد، ولم يؤذهم أحد، وها هم يعيشون في بلدان عربية كثيرة، ولم نسمع من أحد دعوة لقتلهم، أو إيذائهم.
مشكلتنا ليست مع اليهود واليهودية، مشكلتنا مع المشروع الصهيوني الذي افترض أن أرضنا خالية بلا سكان، وأن الله خص اليهود بها من دون الناس، وهو يعلم تمام العلم أن هذه ليست سوى كذبة كبيرة، أو استخدام حقير للدين، فحتى وفقاً لكتاب اليهود " التوراة" وهذا على افتراض صحته، أو صحة الجغرافيا المزعومة له، والتي بالمناسبة لم تجد لها من خارجها أي دليل يؤكد صدقها، إنما العكس هو الصحيح, فكل ما اكتشفته الأركيولوجيا حتى اللحظة ينسف كل ما نسبتموه للتوراة، لكن، دعونا نفترض أنها صحيحة، فهل زعمت أن إبراهيم عليه السلام- الذي تزعمون الانتساب إليه من دون بقية نسله- هل وجد هذه الأرض خالية من الفلسطينيين حينما جاءها؟ أم أن التوراة قالت غير ذلك؟
وحتى الوعد المزعوم الذي يظهر الله كإله عنصري منحاز لقوم دون قوم، هل أمركم بتفريغ الأرض من أهلها؟ هل فعل ذلك داود، وسليمان عليهما السلام؟ أم أنهم عاشوا وسط الفلسطينيين؟
راجعوا توراتكم، هذا إن وافقنا أن مجرد زعم ديني يعطي لأهله الحق في سرقة أراض الآخرين.
يا يهود العالم:
ما أنتم إلا حطب يستخدمكم الأشرار لتنفيذ مخططاتهم، فجاءوا بكم إلى هنا، وخدعوكم، وقالوا لكم: إن صغارها سينسون جريمتكم، لكن أولاً: هل وجدتموهم ينسون؟ أم أنهم يتوارثون المطالبة بالحق جيلا بعد جيل؟ ثم ثانياً: أما سألتم أنفسكم, ماذا لو لم ينس الفلسطينيون حقهم في فلسطين؟
سأقول لكم ما كان عليكم أن تفكروا به:
إن نجحتم فها قد حققتم لهم أهدافاً أتوا بكم إلى هنا من أجلها، وإن فشلتم، فلستم في نظرهم إلا جرذاناً حاولوا التخلص منها في الهولوكوست الشهير، ثم أكملوا محاولتهم بقذفكم وسط أمة لن تستسلم لكم، ولن تقبل ولو بعد مئة جيل أن تظل فلسطين لكم من دون الفلسطينيين.
لقد خدعوكم، وألقوا بكم إلى الحرب، واستخدموكم كجرذان في معاملهم، ومختبراتهم، وأنتم الخاسرون في كل الأحوال، وهم من سيجنون ثمرة أي نجاح لكم.
يا يهوود العالم:
إن كان لكم مشكلة فهي ليست مع الآمنين الفلسطينيين، مشكلتكم مع من قتلكم في الهولوكوست، اذهبوا إليهم وطالبوهم بقطعة أرض بمساحة فلسطين، وأقيموا وطنكم هناك، أما هنا فلن تكون الأرض لكم وحدكم، ولا السماء، ولا البحر، وستظلون دائماً عرضة لغضب أهل الأرض الحقيقيين، الذين ساعدكم قاتلوكم على إيذائهم، حتى يضمنوا أن تظلوا أعداءهم، فلا تصالحوهم، ولا يصالحوكم.
يا يهوود العالم:
فكروا ألف مرة قبل أن تأتوا إلى فلسطين، فهنا شعب لا يموت، ولن يموت، وهنا تاريخ أجداد عمره آلاف السنين، قبلكم، وبعدكم، وبعد بعدكم.
لا تأتوا إلى هنا، ومن خدعوه وجلبوه عليه أن يفكر أنه أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يعود إلى حيث أتى، وإما أن يقبل أن يعيش في دولة ديمقراطية واحدة مع الفلسطيين، وسيكون عليه أن يشكر الفلسطينيين إن هم عفوا عما سلف، وقبلوا به مواطنا في أرضهم.