عودة الخوف

ممداني يهدد بـ"هزة أرضية" في تاريخ يهود أميركا

عودة الخوف
عودة الخوف

حذّر البروفيسور أبراهام بن تسفي، الخبير في الشؤون الأميركية - الإسرائيلية، من أن الانتخابات البلدية في نيويورك التي جرت أمس قد تمثل نقطة تحوّل خطيرة في علاقة الجالية اليهودية بالولايات المتحدة، جراء فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني، المعروف بدعمه لحركة المقاطعة BDS ومعارضته لوجود إسرائيل كدولة يهودية.

هزة سياسية تتجاوز نيويورك

يقول بن تسفي في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم إن فوز ممداني لن يكون حدثاً محلياً، بل "هزة أرضية في تاريخ يهود الولايات المتحدة"، قد تعيدهم إلى فترات مظلمة من الخوف وانعدام الأمان.

ويضيف أن المفارقة المؤلمة تكمن في أن قِسماً كبيراً من الناخبين اليهود الشباب قد يساهمون في هذا التحول، مدفوعين بما يصفه بـ"الانجراف وراء الراديكالية الاجتماعية والشعبوية"، رغم تعارضها مع الإرث القيمي والثقافي للجالية اليهودية.

من الولاء المزدوج إلى أزمة الهوية

يستعيد الكاتب الخلفية التاريخية للجالية اليهودية في أميركا، مشيراً إلى أن يهود الولايات المتحدة قضوا القرن العشرين يبحثون عن توازن بين انتمائهم الأميركي وصِلتهم بالصهيونية، متجنبين أي تصرف يُفسَّر كولاء مزدوج.

ويذكّر كيف أن قادة الجالية امتنعوا عن الضغط على الرئيس روزفلت أثناء المحرقة، خشية الاتهام بـ"التحيز الفئوي"، وأنهم عانوا لاحقاً من موجات معاداة السامية في عهد لجنة مكارثي.

غير أن الستينيات – كما يوضح بن تسفي – مثّلت نقطة تحول؛ إذ أصبحت إسرائيل شريكاً استراتيجياً لواشنطن، وخرجت الجالية اليهودية من الظلال، داعمةً لإسرائيل علناً دون خوف من الاتهام بـ"اللا أميركية".

عودة الانقسام داخل الجالية

لكن هذا الاستقرار، كما يقول بن تسفي، عاد اليوم إلى التصدع. فمع صعود ممداني وأمثاله من السياسيين التقدميين، انفتح الجرح القديم للهوية اليهودية الأميركية.

ويضيف أن “ممداني يحاول خلق فصل مصطنع بين عدائه للصهيونية ومعارضته للسامية، لكنه في الواقع يتحدى جوهر الصهيونية نفسها ويُقصي آلاف اليهود الذين يعدّون دعم إسرائيل جزءاً من هويتهم”.

بين الخوف والاختبار القادم

يرى بن تسفي أن الوضع الحالي يعيد "عصر الخوف اليهودي" الذي ظنّ كثيرون أنه انتهى. فاليوم، أمام جالية منقسمة ومنظمات ضعيفة، يجد الخطاب المعادي للصهيونية بيئةً خصبة للتمدّد داخل المجتمع الأميركي.

ويختم الكاتب مقاله متسائلاً إن كانت هذه الموجة "عابرة ومؤقتة أم مقدمة لتسونامي سياسي وثقافي" يعيد صياغة هوية اليهود الأميركيين، ويفرض على إسرائيل نفسها إعادة التفكير في علاقتها بالجالية في الولايات المتحدة.

النتيجة في نظربن تسفي:

قد تكون انتخابات نيويورك هذه المرة أكثر من مجرد سباق بلدي، بل بداية مرحلة جديدة تتسم بالقلق، عنوانها: "عودة الخوف اليهودي في أمريكا".

المصدر: "إسرائيل اليوم"

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo