رغم اتفاق الجزائر.. المصالحة رهينة "إسرائيل" وتحتاج ضغط شعبي

المصالحة الفلسطينية في الجزائر
المصالحة الفلسطينية في الجزائر

اختتمت الفصائل الفلسطينية حوارها في العاصمة الجزائرية، بتوقيع إعلان "المصالحة"، وتضمن الإعلان تسعة مبادئ أبرزها التأكيد على ترتيب البيت الفلسطيني عبر الانتخابات العامة، وكذلك إعادة بناء منظمة التحرير بمشاركة جميع الفصائل بينها حركة "حماس".

لكن الحقيقة التي لا يريد كثيرون الإقرار بها أن ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس ليس شأناً فلسطينياً بحتاً، بل مسألة تخضع لتأثيراتٍ إسرائيلية، وتجاذبات إقليمية، كما رأى "إبراهيم أبو سعادة" الباحث السياسي الفلسطيني عبر حديثه لـ"زوايا"، الذي أكد أن الانقسام الفلسطيني هو قرار إسرائيلي استراتيجي، وأن ما دون ذلك يعتبر هوامش.

واستشهد "أبو سعادة" بتصريح سابق لرئيس حكومة الاحتلال السابق "بنيامين نتنياهو" الذي قال فيه:" من يريد ألا تقوم دولة فلسطينية عليه دعم الانقسام وحركة حماس في غزة".

ارتباطات إقليمية ودولية

وأوضح الباحث الفلسطيني أن حسن النوايا الموجود لدى المجتمعون في الجزائر لن يضيف شيء جديداً، ما لم يكن هناك تحول جديد في المنطقة وهندسة للإقليم، وأن تدخل حركة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية بأجندة وطنية وليس بأجندة أممية.

ورأى "أبو سعادة" أن طرفي الانقسام غير جاهزين لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وأن لكل منهما ارتباطات إقليمية ودولية، كما أشار إلى وجود تباين كبير في وجهات النظر بين الطرفين.

اقرأ أيضاً: حسابات الربح والخسارة في مبادرات وحوارات المصالحة

وأكد السياسي الفلسطيني أننا كفلسطينيين نفتقد إلى القوة الشعبية الضاغطة على طرفي الانقسام، والتي تفرض عليهما أجندة وطنية فلسطينية تستطيع تجاوز الخلاف الفلسطيني وتحقيق الوحدة.

خُفي حُنين

من جهته شدد د. رياض عواد الناشط السياسي الفلسطيني خلال تصريح لـ"زوايا" على أن تكرار المحاولات الفلسطينية لتحقيق الوحدة من مكة إلى الجزائر، والفشل المستمر في إنهاء الانقسام تسبب بحالة يأس لدى الشارع الفلسطيني.

وكشف أن التقدم باتجاه حل حقيقي لإرجاع غزة إلى موقعها الطبيعي كجزء من الوطن حل خاطئ، ما لم يعتمد على قيام سلطة وطنية واحدة بقانون ورئيس واحد، مشيراً إلى أنه دون تحقيق ذلك تبقى كافة الحلول هي مجرد إعادة لإدارة الانقسام، ولن يستفيد منها الشعب الفلسطيني.

وطالب "عواد" الجميع بالتوقف عن وهم دولة غزة، قائلًا:" ما لم ينته هذا الوهم من عقول السياسيين والمجتمع الفلسطيني سنظل نخسر كثيرا".

وأكد الناشط السياسي أنه ليس هناك جدية لدى الأطراف بإنهاء الانقسام، ورأى أن حركة حماس ماضية وبخطوات كبيرة في مشروعها اتجاه فصل غزة عن السلطة الفلسطينية، وأن الفصائل ستعود من الجزائر كما عادت من السعودية سابقا بخفي حنين.

برنامجان مختلفان

أما الكاتب الفلسطيني "يوسف الشرقاوي" فنوه إلى أن المصالحة الفلسطينية أصبحت عنوانًا مملاً لشعبنا الفلسطيني، وأننا نقف أمام فصيلين ليس لديهما أية قواسم مشتركة، ويمتلكان برنامجين مختلفين، احداهما يتبنى المقاومة وإطلاق الصواريخ، والآخر يتبني التنسيق الأمني مع الاحتلال والحل السياسي والمفاوضات.

وأضاف لـ"زوايا" "نحن أمام خطين متوازيين، والمصالحة باتت خلفنا، ولا يوجد مؤشرات لتحقيقها".

واستهجن "الشرقاوي" الأصوات التي تطالب حركة حماس بالاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، وفي نفس الوقت تشتكي من غياب تنفيذ هذه القرارات دوليًا، متهما بعض الفصائل بالقيام بدور شهود الزور، قائلاً:" لا يوجد أسهل من إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، دون الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، ولكن التمنيات غير الواقع".

وكان "أمجد الشوا" مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أكد عبر منشور له عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن كل بند من اتفاق الجزائر للمصالحة بحاجة إلى عشرات الجولات من أجل التواصل لاتفاق بشأن خطوات تنفيذه.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo