تتصاعد يوماً بعد يوم هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين ضد مدارس "اللبن الساوية" جنوب مدينة نابلس بما فيها اعتداءات إرهابية على الطلبة والطالبات وعرقلة المسيرة التعليمة، وصولاً إلى إقدام جنود الاحتلال على إقفال البوابة الرئيسية للمدرسة بالسلاسل الحديدية، ليتكشف أن هدف هذه الممارسات الممنهجة هو السيطرة على المدرسة وتحويلها لمدرسة دينية. كما جاء في موقع المستوطنين الالكتروني.
في غضون ذلك، قابل الفلسطينيون ممارسات جنود الاحتلال ومستوطنيه بالتواجد المستمر والدائم لصد هجوم المستوطنين وجيش الاحتلال لإفشال المخططات الخبيثة حتى الآن، وسط استعداد الأهالي للمبيت في المدرسة لحمايتها والحفاظ على تعليم أبنائهم.
وأكد يعقوب عويس رئيس مجلس قروي اللبن لموقع "زوايا" هجوم الاحتلال على مدرستي اللبن الساوية للبنين واللبن للبنات وارتكاب جرائم متعددة بحق الطلبة ومحاولة عرقلة المسيرة التعليمية.
اقرأ أيضاً: الاستيطان.. امتيازات تشجيعية ومغرية للمستوطنين مقابل خطط وعود للفلسطينيين
ويقول عويس :"إن جنود الاحتلال يعملون بإمرة المستوطنين في تنفيذ اعتقالات واعتداءات على الطلبة حتى وصل الحد لإطلاق النار من أدى لإصابة نحو 100 طالب بالاختناق وجرح طالبة وإصابتها بكسور وإصابة أربعة طلبة بالرصاص المطاطي.
أهداف خبيثة لتحويل المدرسة الى مدرسة يهودية
ويتابع عويس بأن عصابات المستوطنين تدفع جيش الاحتلال لعرقلة المسيرة التعليمية وتعطيل وصول الطلبة إلى المدرسة تحت حجج واهية، ليتم اكتشاف مخططاتهم الخبيثة في التخطيط للاستيلاء على المدرسة وتحويلها إلى مدرسة دينية يهودية.
ويشير عويس إلى التهديدات التي يطلقها المستوطنون بين الفنية والأخرى ضد الطلبة وتشمل تحريض على قتل الطلبة من أجل السيطرة عليها، مضيفا بأن موقع المدرسة الحيوي على الشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي نابلس ورام الله هو ما يدفع المستوطنين لمثل هكذا مخططات.
وتضم مدارس اللبن الساوية للبنين 420 طالباً بينما تضم مدرسة اللبن للبنات 240 طالبة، يتعرضون بشكل يومي لانتهاكات من قبل جيش الاحتلال الذي يقيم الحواجز على الطرقات المؤدية للمدرسة، فيما وصل الحد بالمستوطنين إلى الوقوف أمام المدرسة وإغلاقها تحت تهديد السلاح.
صمود وتحدي الأهالي لمخططات الاحتلال
ويؤكد عويس بأن المستوطنين يمارسون طقوس الإرهاب بحق الطلبة ويرهبونهم وخاصة الطالبات حيث يتواجدون مسلحين في محيط المدرسة بين حين وآخر، بينما يعمل جيش الاحتلال بأوامر المستوطنين لإكمال مسلسل الترهيب والرعب للطلبة، مستدركاً بأن كل هذه الممارسات لن تثن الأهالي عن دعم أبنائهم واستمرار مسيرتهم التعليمية، حيث شهدت محيط المدارس يوم الخميس الماضي مواجهات مع قوات الاحتلال واغلق المواطنون الشارع الرئيس كوسيلة ضغط على الاحتلال للتخفيف عن الطلبة وحمايتهم.
وشدد عويس على أن الأهالي مستمرين في مواجهة مخططات الاحتلال بكل امكانياتهم، إضافة إلى الدعم والمساندة من مديرية التربية والتعليم لاستمرار عمل المدرسة.
عمل احتلالي مستمر ضد المسيرة التعليمية
من جانبه يؤكد مراد أبو راس رئيس مجلس قروي الساوية في حديث لـ "زوايا" أن جرائم الاحتلال مستمرة منذ سنوات ضد المدرسة وهي في مجملها تهدف لعرقلة المسيرة التعليمية من خلال عرقلة وصول الطلبة أو الاعتداء عليهم وفي أحيان أخرى محاولة إغلاق المدرسة.
ويضيف أبو راس بأنه رغم تصاعد الهجمة ضد المدرسة والتهديدات إلا أن الأهالي ملزمين بشكل تام بالعمل على استمرار المسيرة التعليمية وتأمين وصول أبنائهم إلى مقاعدهم الدراسية أسوة ببقية الطلبة في فلسطين والعالم.
ويتابع أبو رس بأن هناك تحدي من قبل الأهالي والهيئة التدريسية مدعومة أيضاً من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لاستمرار المسيرة التعليمية بأي شكل من الأشكال حتى لو تطلب الأمر المبيت في المدارس فلا مانع لدى القرى للحفاظ على المسيرة التعليمية.
اعتداءات المستوطنين المسلحين مؤشر خطير
في الغضون حذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس في حديث لـ "زوايا" من نوايا إجرامية لدى عصابات المستوطنين والخشية من تنفيذ جرائم بحق الطلبة خاصة تواجدهم مسلحين على أبواب المدارس.
وتابع دغلس بأن المستوطنين يتذرعون بإنزعاجهم من السلام الوطني الفلسطيني أو الإذاعة المدرسية في أوقات الصباح، كذلك يعترضون على سير الطلبة على الشارع الرئيس بحجة إلقاء حجارة على مركباتهم.
وينبه دغلس إلى أن نوايا المستوطنين تكشفت بعد نشر مخططات لهم للاستيلاء على المدارس ونيتهم تحويلها إلى مدرسة دينية يهودية، معتمدين على جيش الاحتلال في تنفيذ رغباتهم والتنكيل بالطلبة أثناء قدومهم ومغادرتهم لمقاعدهم الدراسية.