كشف المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف عن رؤية استراتيجية يعتقد أنها تحرك السياسة الإسرائيلية الحالية، مشيراً إلى أن تل أبيب تخطط لتوسع إقليمي واسع يشمل السيطرة على موارد حيوية في المنطقة.
التوسع الضروري للبقاء
يرى نازاروف في تحليله أن إسرائيل بحاجة إلى التوسع بشكل محدد لسد العجز في العمق الاستراتيجي والموارد، وزيادة عدد سكانها بعشرات الملايين لتحقيق التوازن الاقتصادي والاكتفاء الذاتي.
وربط المحلل الروسي بين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول ضرورة الاستعداد للاكتفاء الذاتي، وبين رؤية استراتيجية طويلة المدى تعكس إدراك النخبة الإسرائيلية لتراجع الهيمنة الأمريكية العالمية.
أهداف استراتيجية محددة
حدد نازاروف المكونات الأساسية للخطة المفترضة، والتي تشمل السيطرة على موارد حيوية مثل النفط الكردي، ومياه النيل والرافدين، وقناة السويس، مشيراً إلى أن السيطرة على القناة تعد "عنصراً أساسياً" يمكّن إسرائيل من التفاوض على مكانتها في النظام العالمي الجديد.
وأضاف أن إنشاء ممر إلى كردستان وتوحيدها ينبغي أن يكون أولوية قصوى، معتبراً أن الصحاري الشاسعة غير المأهولة تسهل عملية التوسع.
صدام محتوم مع دول الجوار
توقع المحلل الروسي صداماً لا مفر منه بين إسرائيل وكل من تركيا ومصر في ظل هذا النموذج، مشيراً إلى أن تل أبيب ستحاول على الأرجح زعزعة الاستقرار الداخلي لهذه البلدان للاستفادة من الفوضى الناتجة.
البعد الديموغرافي
فسّر نازاروف السياسات الإسرائيلية الحالية في غزة بأنها تهدف إلى هدفين: الأول تنفيذ ما وصفه بـ"التطهير العرقي" في ظل انهيار المحظورات الدولية، والثاني إطلاق موجة من معاداة السامية عالمياً لتحفيز هجرة جماعية ليهود الشتات إلى إسرائيل، معتبراً ذلك ضرورياً لبناء القاعدة الديموغرافية المطلوبة.
زعزعة الاستقرار الإقليمي
خلص المحلل إلى أن تنفيذ هذه الخطة المفترضة يتطلب زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله وإغراق دول الجوار في فوضى الثورات والحروب الأهلية، متوقعاً أن يساهم الصدام الأمريكي الصيني المرتقب في تهيئة مثل هذه الظروف.
واختتم نازاروف تحليله بالقول إن الفترة القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الرؤية مجرد نظرية أم خطة قيد التنفيذ فعلياً.
ألكسندر نازاروف: محلل سياسي روسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط