يمثل الاستهداف الإسرائيلي لقيادات حماس في الدوحة نقطة تحول حاسمة في ديناميكيات المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة. هذا العمل يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعميق التصعيد العسكري مع محاولة فرض شروط أكثر صرامة على حماس، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة الدفع نحو تسوية دبلوماسية.
السياق الزمني والسياسي
- وقع الاستهداف في توقيت حساس، بعد يومين من تصريحات الرئيس ترامب حول قبول إسرائيل لشروطه ومطالبة حماس بالموافقة
- تزامن مع مناقشة القيادة الفلسطينية لمقترح أمريكي جديد حول وقف إطلاق النار
- استهدف خمسة من عناصر حماس بينهم همام الحية، نجل كبير المفاوضين
ردود الأفعال الإقليمية والدولية
- قطر: أدانت العملية كاعتداء على سيادتها وتهديد لدورها الوسيط، لكنها أكدت استمرارها في الوساطة
- مصر: وصفت العمل بأنه يقوض المساعي الدولية للتهدئة
- الولايات المتحدة: أكدت أن الهجوم تم دون تشاور ولا يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية
الدوافع الإسرائيلية
الأهداف قصيرة المدى
- إضعاف القدرة التفاوضية لحماس من خلال استهداف قياداتها
- إرسال رسالة ردع للحركة بأن قادتها غير آمنين في أي مكان
- اختبار حدود التسامح الأمريكي والقطري مع العمليات الإسرائيلية
الأهداف طويلة المدى
- فرض شروط أكثر صرامة في أي اتفاق مستقبلي
- تعميق الانقسامات داخل حماس حول استراتيجية التفاوض
- تأكيد الهيمنة العسكرية كعامل حاسم في المعادلة السياسية
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: التوصل لصفقة شاملة بضغوط أمريكية
الاحتمالية: متوسطة (40%)
المحركات:
- الضغط الأمريكي المتزايد على إسرائيل لتجنب التصعيد الإقليمي
- التزام قطر بدور الوساطة رغم الاستهداف
- رغبة حماس في تحقيق مكاسب ملموسة
المؤشرات الداعمة:
- إعلان حماس الجاهزية للمفاوضات فوراً
- التأكيد القطري على استمرار دور الوساطة
- الموقف الأمريكي المنتقد للعملية الإسرائيلية
السيناريو الثاني: التجميد المؤقت للمفاوضات
الاحتمالية: عالية (50%)
المحركات:
- الحاجة لإعادة تقييم الأوضاع الأمنية لقادة حماس
- التشاور الداخلي حول استراتيجية التفاوض الجديدة
- انتظار ردود الأفعال الإقليمية والدولية
التداعيات المحتملة:
- تأثير سلبي على أوضاع الرهائن الإسرائيليين
- تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة
- زيادة التوترات الإقليمية
السيناريو الثالث: التصعيد العسكري والجمود الكامل
الاحتمالية: منخفضة (10%)
المحركات:
- استمرار نتنياهو في استراتيجية التصعيد
- فشل الضغوط الأمريكية في كبح التصعيد الإسرائيلي
- تصلب موقف حماس رداً على الاستهداف
استطلاع المواقف
موقف حماس
- إجماع قيادي على استمرار المفاوضات مع ضمان تحقيق المطالب الأساسية
- التأكيد على شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع
- اعتماد مشاورات أمنية لضمان سلامة المفاوضين
الموقف الأمريكي
- رفض صريح للعمل الإسرائيلي أحادي الجانب
- الإصرار على ضرورة "رحيل" حماس من إدارة غزة
- محاولة الحفاظ على زخم المفاوضات رغم التصعيد
الموقف الإسرائيلي
- التهديد بمزيد من العمليات ضد قادة حماس
- الإصرار على فرض شروط أكثر صرامة
- اختبار حدود التسامح الأمريكي والإقليمي
التوصيات:
للوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة)
- تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع مزيد من التصعيد
- وضع آليات حماية للعملية التفاوضية من التدخلات العسكرية
- تطوير خطة طوارئ للاستجابة السريعة للأزمات
لحماس
- تعزيز الأمن الشخصي لقياداتها دون التأثير على فعالية المفاوضات
- المرونة في الشروط غير الجوهرية مقابل ضمانات أكبر للمطالب الأساسية
- الحفاظ على قنوات التواصل المفتوحة مع الوسطاء
لإسرائيل
- إعادة النظر في استراتيجية التصعيد التي قد تؤدي لنتائج عكسية
- احترام دور الوسطاء وتجنب استهداف دول الوساطة
- الاستجابة للضغوط الأمريكية لتجنب التصعيد الإقليمي
الخاتمة
يقف مسار المفاوضات الآن على مفترق طرق حاسم. نجاح العملية التفاوضية يتطلب تدخلاً أمريكياً حازماً لمنع مزيد من التصعيد الإسرائيلي، مع استمرار قطر ومصر في أدوارهما الوسيطة بفعالية أكبر. الوقت يلعب دوراً حاسماً، حيث أن التأخير في التوصل لاتفاق قد يؤدي إلى تدهور كامل للوضع الإقليمي.