هل اقترب الاتفاق

مفاوضات الهدنة في غزة بين هدنة مشروطة أو نهاية للحرب؟

أطفال يصطفون على التكية من أجل الحصول على طعام
أطفال يصطفون على التكية من أجل الحصول على طعام

دخلت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" مرحلة جديدة وأكثر حساسية، بعد إعلان الوسيط الأميركي عن مقترح هدنة لمدة 60 يوماً. ومع تصاعد التصريحات السياسية، وتحرّك الوفود التفاوضية، تظهر مؤشرات أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق مشروط، يفتح الباب أمام تسوية أوسع، دون حسم نهائي لمسألة إنهاء الحرب.

الفرصة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ولأول مرة، لمّح بوضوح إلى أن مقترح وقف إطلاق النار يشمل نقاشاً بشأن "إنهاء الحرب"، وهو تطور مهم في الموقف الأميركي، واعتُبر من قبل مسؤولين في حماس دفعة قوية للمفاوضات ومؤشراً على وجود ضغوط فعلية على تل أبيب.

ترمب شدد قائلاً: "آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً"، مؤكدًا التزام بلاده بالعمل مع الوسطاء القطريين والمصريين على ضمان تنفيذ الاتفاق خلال فترة الهدنة.

مرونة مشروطة وثوابت لا مساومة عليها

حركة حماس أكدت عبر بيان رسمي استعدادها للتفاعل الإيجابي مع الجهود المبذولة، مع تمسكها بثلاثة مطالب رئيسية: الوقف الكامل للعدوان، الانسحاب الإسرائيلي، وإدخال المساعدات.

كما أوضحت مصادر مقربة من الحركة أن "المقترح المعدّل يضم نقاطًا إيجابية، لكنه لا يزال بحاجة إلى ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب أولاً، ثم ترتيبات ما بعدها، دون ابتزاز سياسي أو ضغط ميداني".

تل ابيب: مرونة تكتيكية ومقاومة داخلية

رغم موافقة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على بنود تتعلق بالانسحاب التدريجي وتقديم مساعدات إنسانية، فإن المقترح لا يتضمن التزاماً إسرائيلياً واضحاً بإنهاء الحرب. ويشكل هذا الموقف نقطة خلافية تهدد بإفشال أي اتفاق شامل.

الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عبّرا صراحة عن رفضهما للصفقة، معتبرين أنها تمثل "تنازلاً" خطيراً. في المقابل، دعا وزير الخارجية جدعون ساعر إلى "عدم تفويت الفرصة"، فيما عرض يائير لابيد دعم كتلته البرلمانية لتوفير شبكة أمان سياسية تضمن تمرير الاتفاق.

هل اقترب الاتفاق؟

البيئة التفاوضية الراهنة تشير إلى أن اتفاقاً مرحلياً بات ممكناً أكثر من أي وقت مضى. إذا ما رُبط وقف إطلاق النار بمسار سياسي واضح، وإرادة دولية حازمة، فقد تشهد غزة انفراجة حذرة خلال الأسبوعين القادمين.

غير أن غياب ضمانات مكتوبة بإنهاء الحرب، والرفض الصريح من أطراف في الائتلاف الإسرائيلي، تضع الاتفاق على محكّ هشّ، ما لم تمارس واشنطن ضغوطاً متواصلة.

الاقتباسات:

الرئيس دونالد ترمب: "آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل (حماس) بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً".

حركة حماس: "نتعامل بمسؤولية عالية لإيجاد اتفاق يضمن وقف العدوان، وتحقيق الانسحاب، وإغاثة شعبنا".

جدعون ساعر: "لا يجب تفويت الفرصة إذا توفرت لإبرام الصفقة".

يائير لابيد: "لدينا 23 نائباً يشكلون شبكة أمان لتمرير صفقة الرهائن".

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo