نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا مثيرًا، مؤخرا، أفادت فيه بأن تنظيم "القاعدة" يُجمع صفوفه، ويستعد لشن هجمات ضد المصالح البريطانية والأمريكية، وأن رجاله يُجرون تدريبات مُكثفة في العديد من المعسكرات بدولة أفغانستان، تحت حكم "طالبان"، كما تواترت الأنباء عن معارك يخوضها تنظيم "داعش" في الأراضي العراقية ضد القوات النظامية، وبينما أظهر تنظيم القاعدة تضامنًا مع الفلسطينيين، وإشادة بكتائب القسام في عدد من بياناته على مدى الشهور الـ11 الماضية من الحرب على غزة، فإن "داعش" اكتفى في بيان وحيد بإشارة ضمنية إلى دعم الفلسطينيين.
وفي السياق تساءل "ياسر عبد العزيز" الكاتب والمستشار الإعلامي المصري لماذا لم يتحرك هذان التنظيمان وغيرهما من الجماعات ذات الارتكاز الديني عمليًّا لدعم الفلسطينيين، وما الذى منع هذه التنظيمات من الانضمام إلى المعركة؟.
وأكد الكاتب أن طرحه لهذا السؤال يهدف لكشف حقيقة أن تلك التنظيمات لا تُحركها دوافع أخلاقية أو دينية أو أيديولوجية بقدر ما تحركها دوافع عملية ومصالح مادية.
وأضاف أن المصالح المادية والعملية لهذه الأفراد والجماعات، بما تتضمنه من مطالب أو طموحات، تأتى على رأس الأسباب التي تدعو إلى اتخاذ قرار ممارسة العنف، على عكس ما يُشاع من أن الأبعاد الأيديولوجية والقيمية والأخلاقية هي الأساس الذى يبنى عليه هذا القرار.
وأشار الكاتب الإعلامي إلى تصريحات سابقة لقادة تلك التنظيمات حول "ضرورة البدء بقتال العدو القريب قبل الذهاب إلى العدو البعيد"، وعن أولوية "إسقاط الأنظمة الكافرة والعميلة في الدول العربية قبل تحرير فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى"، مشددا على أن تلك التنظيمات لا تستخدم العنف انطلاقًا من دوافع أخلاقية وقيمية وأيديولوجية، ولم يكن ارتكازها الديني سوى مطية لقراراتها ومعاركها.
وأوضح أن الذرائع الأيديولوجية كانت مجالًا للتلاعب والتكييف من قِبَل تلك الحركات، بشكل يحرفها ويلويها لكى تتوافق مع الأسباب المادية الدافعة إلى اتخاذ قرار ممارسة العنف.