في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر لعام 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح أسيرتين أميركيتين لدواعٍ إنسانيةٍ استجابةً لجهودِ وساطةٍ قطرية.

وكان الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" قد صرّح بأن عملية إطلاق سراح الأسيرتين تثبتُ للشعب الأمريكي والعالم بأن ادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الفاشية هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

فإلى أي مدى لاقت خطوة المقاومة الفلسطينية، قبولًا دوليًا على المستويين الرسمي والشعبي، وهل غيّرت تلك الخطوة ما روّجت له الدعاية الأمريكية والإسرائيلية بشيطنة المقاومة في الرأي العام العالمي؟

موقف غربي ثابت

وقال الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، إن الموقف الغربي الرسمي ثابتٌ ولا يتغيّر إزاء المقاومة الفلسطينية وخطواتها، ويشككُ في أي خطوةٍ تنفذها المقاومة ويعتبرها جزءًا من إدارة المعركة على المستويين الإعلامي والسياسي.

واستبعدَ "الشوبكي" في حديث مع "زوايا" أن يكون لإطلاق المقاومة الفلسطينية في غزة أسيرتين أمريكيتين واستعداده لإطلاق آخرَين على نحوٍ غير مشروطٍ أن يؤثر في الموقف الغربي الرسمي.

في المقابل، فإن خطوة المقاومة الفلسطينية في غزة بإطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين، تؤثر في الرأي العام الشعبي الدولي، بحسب ما يرى "الشوبكي".

ورأى أن تلك الخطوة من شأنها أن تفكك الرواية الصهيونية والأمريكية، التي دأبت منذ البداية على "شيطنة ودعشنة وحيونة" المقاومة والشعب الفلسطينية في غزة.

تفنيد الرواية الصهيونية

وبيّن أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تفنّد رواية الاحتلال حول قتل الأطفال والنساء واغتصابهنّ بمقاطع مصوّرة تثبت المعاملة الحسنة التي لاقاها الأطفال والنساء.

اقرأ أيضاً: خبير عسكري يكشف: مهمة مقاومي الضفة إشغال العدو عن معركة غزة

ودعا "الشوبكي" إلى ضرورة أن يساهم المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي في الدول العربية والمناصرين من كل العالم لقضية الشعب الفلسطيني في نشر رواية المقاومة ودحض ادعاءات الاحتلال، لجلبِ مزيدٍ من الدعمِ للقضية الفلسطينية على جميع المستوياتِ.

تداعياتٌ إيجابية

بدوره، اتفق أستاذ العلوم السياسية ناجي شرّاب بأن موقف الغرب ثابت إزاء فصائل العمل المقاوم الفلسطينية وخطواتها المتعلقة بالأسرى لديها، والذين أسرتهم في السابع من أكتوبر لعام 2023 ضمن عملية طوفان الأقصى.

ولا شكّ أن إطلاق سراح الأسيرتين الأمريكيتين له تداعيات إيجابية على مستوى الرأي العام غير الرسمي الذي بدأ يتحولُ شيئًا فشيئًا لصالح الشعب الفلسطيني وروايته، بحسب "شراب".

وأشار إلى دعم ومساندة أعضاء من مجلس النواب الديمقراطيين الذي قدّموا عرائض لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

خطوة مهمّة

ووصف في حديث مع "زوايا" خطوة المقاومة الفلسطينية بـالمهمّة في ظل الحربِ الإسرائيلية وماكينة دعايتها العاتية التي تريدُ إشعال الحرب الدينية ووصف المقاومة بـ "داعش والإرهاب".

وحول خطوة المقاومة بإطلاق سراح الأسيرتين الأمريكيتين والموقف الأمريكي، استبعد "شراب" أن يكون هناك تأثير يذكر، ولا سيما في ظل الإدارة الأمريكية بزعامة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" والذي أبدى انحيازًا غير مسبوقٍ للاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي بقوله "أتيت كيهودي إلى إسرائيل" في إشارة إلى الانحياز التام للموقف الأمريكي تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

الأسرى العسكريون يفون بغرض المقاومة

وفضّل "شراب" إلى الاتجاه نحو إطلاق سراح الأسرى المدنيين بصورةٍ أو بأخرى، مبينًا أن العديد سيعارض هذا الرأي، إلا أنه رأى أن الأسرى العسكريين الذين بحوزة المقاومة يكفون بالغرض في إبرام صفقة أسرى وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ويبقى الموقف الغربي الرسمي ثابتٌ لا يتغير إزاء وصفه المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، منحازٌ بالكامل لرواية الاحتلال الإسرائيلي مهما قدّمت المقاومة الفلسطينية من دلائل وبراهين على خطأ الرواية الإسرائيلية، وسط دعواتٍ لإيصال الرواية الفلسطينية للراي العالمي الشعبي الذي من شأنه أن يتحول لصالح القضية والرواية الفلسطينية.