اعتبر د. "صبري سمَيرة" أستاذ العلوم السياسي بالجامعة الأردنية سابقاً، ومدير وحدة الدراسات الإسرائيلية السابق بمركز دراسات الشرق الأوسط موقف الرئيس السوري "بشار الأسد" المتعنت تجاه عودة حماس إلى سوريا بأنه يدخل في إطار المماطلة وتصفية الحسابات مع الحركة بسبب موقفها السابق من النظام السوري وانحيازها مبدئيا إلى الشعب السوري في ثورته ضد النظام عام 2011.
وأكد "سمَيرة" في تصريح لـ "زوايا" أن تلويح الرئيس السوري بأن الوقت مبكر الآن لفعل ذلك، يمكن اعتباره مماطلة ودفع لحركة حماس للقيام بنوع من "الاستجداء" عبر إحراجها بتكرار تصريحاتها التي تصر فيها على العودة.
اقرأ/ي أيضاً: "زوايا" تكشف كواليس زيارة أبو مرزوق لغزة.. هل ينتهي الانقسام؟
وقال استاذ العلوم السياسية إن الرئيس السوري يسعى من خلال هذه التصريحات إظهار نفسه أمام الشعبين السوري والعربي بأنه كان محقًا، وأن من خرج عليه قد عاد إليه معتذرا صاغرا وأنه سيعامله على قاعدة "عامة" متساوية مع الآخرين.
وبين "سمَيرة" أن تصريحات الأسد هي بمثابة رسالة تحذير إلى إيران وحزب الله اللبناني من "غدر ونفاق" حركة حماس "وفق وصف الاسد" التي تنافقهم وقد تغدر بهم وتنقلب على محورهم مستقبلاً، كما انقلبت عليه وعادت "تنافق" اليوم حسب قوله.
وقال الأسد عن ذاك الموقف: إن "موقف حماس منّا كان مزيجاً من الغدر والنفاق".
وتوقع مدير وحدة الدراسات الإسرائيلية أن تتمكن حركة حماس من فتح مكتبها في دمشق رغم تصريحات الرئيس السوري، مشيرًا إلى تصريحات قيادات الحركة ومواقفهم التي ما فتأت تؤكد على قرب عودتها وجاهزيتها لإعادة فتح مكتبها في سوريا بعد سنوات طويلة من إغلاقه.
اقرأ/ي أيضاً: حماس وسوريا.. حديث الغدر وعودة العلاقات
وأضاف أن هذا التصريحات تؤكد أنه لا مناص من العودة لدمشق -آجلا أو عاجلا- لاعتبارات جيوسياسية وسياسية وتحالفية، وأنه ليس بإمكان الحركة مقاومة الضغوطات التي تُمارس عليها في هذا الاتجاه من إيران وحزب الله الداعمين الوحيدين لها عسكريًا وفي جوانب عديدة مهمة لها ولتحالفاتها.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أن حماس لا تريد أن تكون آخر من يلحق بقطار "تطبيع" الدول العربية مع النظام السوري الذي تتوقع الحركة أنه سيستمر في ظل عدم وجود إرادة إقليمية أو دولية لتغيير النظام السوري، وأن الحركة "مستعدة" لبلع ما تتلقاه من إهانات الرئيس السوري "اللفظية" تحقيقا لمصالح "عملية" استراتيجية.