تخشى انهيار السلطة..

"إسرائيل" تتحضر لسيناريوهات ما بعد الرئيس "عباس"

محمود عباس
محمود عباس

تنشغل "إسرائيل" في الآونة الأخيرة حول ما ستؤول إليه الساحة الفلسطينية ما بعد رحيل الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، واحتمال حصول تغييرات جدية على مستويين الأول: يتعلق بالساحة الفلسطينية الداخلية، والثاني: وهو الأهم بالنسبة لها والذي يتعلق بمستقبل العلاقة الأمنية والسياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وفي هذا السياق قدم المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" ورقة للقراءات والسيناريوهات الإسرائيلية حول مستقبل الساحة الفلسطينية ما بعد الرئيس "عباس".

ورأى مركز "مدار" أن "لإسرائيل" مصلحة في استمرار "الوضع القائم" حيث انسداد الأفق السياسي، والاستقرار الذي يتيح الاستمرار بالتوسع الاستيطاني، وضم مناطق "ج" في الضفة الغربية، دون أن يقود الأمر إلى انفجار سياسي فلسطيني أو دولي.

وبحسب "مدار" فإن "إسرائيل" ستعترف وفقاً لهذا الوضع بالأطراف الفلسطينية التي تتبنى حصرياً فكرة التسوية التفاوضية، وتحارب الأطراف الأخرى أو ردعها.

كما ترى "إسرائيل" ضرورة استمرار عمل مؤسسات السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على أساس بنود اتفاق أوسلو، بالإضافة إلى النظم الأخرى المتفق عليها والمعمول بها حالياً.

أما اقتصاديًا وأمنيًا، ستفضل "إسرائيل" حالة الهدوء والاستقرار في علاقتها مع الضفة الغربية وقطاع غزة، على حالة التوتر أو الصدام، كما تنظر إلى حالة الانقسام السياسي الفلسطيني على أنها ضرورة أمنية، وستدفع إلى ديمومته.

اقرأ أيضاً: تقدير موقف: دعم فلسطيني الداخل يتم وفق احتياجات "اسرائيل" الاقتصادية

وبين مركز "مدار" أن "إسرائيل" تتحضر إلى سيناريوهات محتملة في فترة "ما بعد أبو مازن"، من بينها حصول إجماع فلسطيني على خليفة أبو مازن، وأهمها حركتا "فتح وحماس"، وحصول انتخابات تشريعية ورئاسية، تسير بشكل ديمقراطي، وفي حال تعذر ذلك يبرز السيناريو الثالث في احتمال نشوء حالة من التنافس الفلسطيني الداخلي، وحدوث فوضى عارمة، تصل في نهاية المطاف إلى انهيار السلطة.

ويوضح "مدار" أن هذا السيناريو الذي تتخوف منه "إسرائيل" وهو انهيار السلطة وعجز مؤسساتها وأجهزتها عن فرض السيادة على مساحات أساسية داخل مناطق "أ" و "ب"، والوصول إلى وضع تعجز فيه عن تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، الاقتصاد، إدارة البنوك، وغيرها.

وأمام هذه السيناريوهات كشفت ورقة "مدار" أن "إسرائيل" تخشى أيضًا من سيناريو مغاير تصل فيه حركة "حماس" في نهايته إلى الحكم في الضفة، إما عن طريق الانتخابات، أو عن طريق القوة العسكرية.

وبحسب المركز الفلسطيني "مدار"، قدمت التقارير الإسرائيلية تفضيلاً إسرائيلياً لسيناريوهات معينة في حال غياب الرئيس عباس مقابل عدم تفضيل سيناريوهات أخرى.

حيث يُعتبر استمرار وجود سلطة فلسطينية فاعلة، هو السيناريو الأكثر تفضيلاً بالنسبة لإسرائيل، في المقابل تتخوف من وجود سلطة فاعلة على الصعيد الفلسطيني الداخلي، ومعادية لها، ما يعني زيادة احتمالية حصول احتكاكات عسكرية بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال في الضفة الغربية.

وقالت "مدار"، إن مراكز الأبحاث المقربة من دوائر صنع القرار في "إسرائيل" أوصت المستويات التنفيذية الإسرائيلية بدعم استقرار الساحة الفلسطينية الداخلية، وعدم التدخل بشكل مباشر في خيارات الفلسطينيين في "فترة ما بعد أبو مازن".

كما حثت قادة الاحتلال على الحفاظ على حرية عمليها العسكري داخل مناطق السلطة، وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب تتعلق بمصير الأراضي المحتلة، والتي قد تعقد الوصول إلى إجماع فلسطيني على قيادة سياسية واحدة للمرحلة القادمة.

بالإضافة إلى ذلك أوصت بتذليل أكبر قدر من العقبات الاقتصادية، خصوصاً المتعلقة بالحركة والتجارة، والمقاصة، ما سيكون له دور إيجابي في الوصول إلى استقرار فلسطيني سياسي.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo