حظر فلسطين في الإعلام العربي.. إلى متى؟

شبان يرفعون علم فلسطين
شبان يرفعون علم فلسطين

المتابع للإعلام العربي الرسمي وشبه الرسمي خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد معركة سيف القدس 2021، يجد أن هناك إقصاء عمليا للملف الفلسطيني من الشاشات العربية، أو تناول عابر في زحمة الأخبار بما لا يليق بالحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة، على يد حكومة إرهابية يقودها غلاة المستوطنين.

محاولات عزل الشعب الفلسطيني وكفاحه للدفاع عن وطنه ومقدساته الإسلامية والمسيحية واضحة تماما في الإعلام العربي، بما لا يتناسب مع حجم التطورات والأحداث والتصريحات الإسرائيلية التي مست قضايا سيادية للأردن ومصر.

محاولات تغييب الملف الفلسطيني أو تناوله بشكل عابر يتعارض مع الإلتزامات العربية، أولا بحق الأمن القومي العربي، ثانيا الالتزام السياسي بدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة جهود الوساطة لوقف إطلاق النار توفر لإسرائيل نقطة انطلاق ملائمة

يبدو أن حيوية الشعب الفلسطيني ونضاله في مواجهة الإرهاب الحكومي الإسرائيلي وعصابات المستوطنين يحرج ويزعج أنظمة ما بعد "الربيع العربي"، التي لا تريد عودة الجماهير العربية لموقفها المساند لنضال الشعب الفلسطيني، في محاولة لدفن الرأس في التراب حتى لا يتضح القصور العربي المهرول نحو التطبيع أو مباركته.

صحيح أن الانقسام الداخلي أضعف حضور القضية على المستوى الرسمي والشعبي العربي، لكن ذلك لا يعد مبررا للتنصل من قضية العرب الأولى وعمود الأمن القومي العربي حيث تعبث تل أبيب بدمشق والخرطوم وتمس سيادة لبنان يوميا.

الرهان على "التعايش" مع دولة الاحتلال وهم انتهى مع تشكيل حكومة يمينية متطرفة تعادي العرب وتريد تصفية الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، ومواصلة الجرائم التي لم تتوقف في غزة وجنين والقدس ونابلس.

على الآليات الجماعية العربية إعادة النظر في "حظر" الملف الفلسطيني في الإعلام العربي واستعادة حضوره كقضية نضالية عربية تعبر عن شعب يكافح من أجل حقه في الحياة الكريمة والحرية، وعلى السلطة الفلسطينية تحريك جهازها السياسي والإعلامي باتجاه وزارات الإعلام العربية، لفك الحصار عن فلسطين وتبني خطاب وطني كاشف للاعتداءات الإسرائيلية.

كذلك على قادة الفصائل ونشطائها والإعلاميين والمثقفين التركيز على القضية كقضية شعب ومسيرة تحرر وطني، والابتعاد عن التراشق الإعلامي والخلافات.

اقرأ أيضاً: دعم "إسرائيلي" متزايد لحركات انفصالية في الجزائر

لم تحظ فلسطين بحقها في الإعلام إلا خلال كأس العالم في قطر، حيث عبرت الجماهير العربية عن اتصالها بفلسطين وكسرت الحصار الإعلامي، والفضل يعود لوسائل التواصل الاجتماعي التي خرجت عن التوجيهات الرسمية للحكومات العربية، وهنا يحق الذكر أن قناة الجزيرة أفردت دوما مساحة لتغطية العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل، بعيدا عن الملاحظات التي يمكن تجاوزها في حال تواجد مسار إعلامي فلسطيني يوضح ويضغط ويصحح.

تهميش حضور معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الممنهج وتقليص مساحتها الإعلامية يعد هروبا للأمام، وسيرا عكس كل القيم الإنسانية والسياسية، ويصل إلى حد الانحياز للرواية الإسرائيلية باعتبار أن إضعاف طرف هو حتما لصالح الاحتلال الذي يقدم روايته عبر الإعلام الأجنبي بشكل واسع وكاذب.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo