معهد واشنطن: "إسرائيل" في ورطة بعد توقف نفط "كردستان العراق"

نفط كردستان العراق
نفط كردستان العراق

يبدو أن "إسرائيل" ستواجه ورطة ناجمة عن وقف صادرات نفط كردستان العراق عبر تركيا خلال الأيام الماضية، بعدما حكمت محكمة التحكيم الدولية ومقرّها "باريس" لصالح العراق، بعد خلاف بين البلدين دام لمدة 9 سنوات.

وقضت محكمة تحكيم دولية، في نهاية مارس/آذار الماضي، "بفوز العراق في القضية طويلة الأمد ضد تركيا بشأن صادرات النفط الخام من إقليم كردستان".

وجاء في قضية التحكيم، أنّ "تركيا انتهكت اتفاقاً مشتركاً بالسماح لحكومة "إقليم كردستان" بتصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي من دون موافقة بغداد".

ونشر "معهد واشنطن" مقالًا لمدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة، "سايمون هندرسون"، سلط فيه الضوء على تأثير الاتفاق النفطي بين "بغداد والأكراد" على "إسرائيل".

اقرأ أيضاً: "أحمد سعدات": الانفجار الشامل قادم

وأكد "هندرسون" أن الفجوة والتغيرات التسويقية المحتملة ستضع حدّا للعلاقة التجارية التي كانت ركيزة علاقة هادئة، بل مهمة بين أكراد العراق و"دولة الاحتلال".

وأوضح أن العراق كان أحد المصادر الرئيسية لإسرائيل لاستيراد النفط الخام على مدى العقد الماضي، رغم أن حكومة بغداد لا تعترف دبلوماسيا بتل أبيب، بالإضافة إلى سنوات من التوتر مع أنقرة.

وتُعد "إسرائيل" من كبار مشتري إمدادات النفط التي يضخّها "إقليم كردستان العراق" عبر جنوب تركيا إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط، وذلك ساعد أيضا "إقليم كردستان" في الحفاظ على استقلالية جزئية عن الحكومة العراقية.

وكشف "الخبير الأمريكي" أن تجارة النفط الإسرائيلية مع "حكومة إقليم كردستان" نجحت إلى حد كبير بسبب الأسعار المواتية، حيث باع الأكراد نفطهم بسعر أدنى من الأسعار السائدة للنفط العراقي، مما مكن التجار المعنيين من الحفاظ على هوامش ربح كبيرة. وبينما كانت هذه الإمدادات تلبي في الماضي جزءا من احتياجات "إسرائيل" من الطاقة المحلية.

وأوضح أن "إسرائيل" أعادت تصدير بعض خام "حكومة إقليم كردستان" إلى الخارج، بعد شحن هذه الإمدادات من ميناء جيهان ومعالجتها في مصافي التكرير في حيفا وأسدود، ومن ثم ضخها عبر خط أنابيب يمتد إلى ميناء إيلات، شحنها إلى العملاء في آسيا.

ويوضح "هندرسون" أنه وعلى الرغم من أن القيود الإسرائيلية على التقارير تمنع الكشف عن حصيلة نهائية لهذه المعاملات وعمليات خطوط الأنابيب، إلا أن نشرة "أم إي إي أس" (MEES) الإخبارية للطاقة، قدّرت في يناير الماضي أن الواردات الإسرائيلية من النفط الخام الكردي وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 194 ألف برميل في اليوم، بناء على معلومات من شركة استخبارات البيانات "كبلر".

اقرأ أيضاً: "أبو غزالة": 40 مليون فلسطيني في العالم

وقالت "أم إي إي أس" إن إسرائيل ستكون "الخاسر المؤكد" بعد توصّل الأكراد إلى اتفاق مبدئي يسمح لشركة تسويق النفط العراقية "سومو" بتسويق نفطهم، حيث تعتبر بغداد التجارة مع إسرائيل غير قانونية، وهو موقف راسخ يعززه قانون جديد لمكافحة التطبيع تم تمريره قبل عام.

وبحسب "هندرسون" فرغم ذلك فإن "إسرائيل" لن تواجه أزمة طاقة، نظرًا إلى توفر إمدادات بديلة من النفط الخام في متناولها، إذ تُفيد بعض التقارير أنها تستورد النفط من أذربيجان وروسيا، بالإضافة لـ "إقليم كردستان العراق"، لتلبية الطلب المحلي الحالي البالغ حوالي 210,000 برميل في اليوم.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo