عبر شبكات التواصل..

"هآرتس" تكشف: شركات إسرائيلية سرية تبيع معدات تجسس على الصحافيين

التجسس واختراق البيانات
التجسس واختراق البيانات

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، بالاشتراك مع منظمة "فوربيدن ستوريز" الفرنسية غير الحكومية، النقاب عن قيام شركات إسرائيلية ببيع أدوات ومعدات تجسس على الصحافيين عبر الشبكات الاجتماعية.

وقالت "هآرتس"، في تقرير لها أعده "عومر بن يعقوب" و"فينياس روكرت"، إن "منظومة "أوسنت" التابعة لشركة "السايبر" الإسرائيلية التي يتم الكشف عنها هنا لأول مرة، تعرف عنا وعن الصحفيين الكثير".

وأوضحت أن ثلاث شركات إسرائيلية عرضت منظومات متطورة لمتابعة رقمية وتجسس عام لجيش كولومبيا، في إطار عطاء ضخم قام به الجيش في 2022، وأن هناك نصف مليون وثيقة تم تسريبها لاتحاد الشركات البحثية في باريس "فور بدين ستوريز"، وتم التحقيق فيها من قبل عدد من الصحفيين من أرجاء العالم".

وبينت الصحيفة العبرية أن الحديث لا يدور عن مصادر معلومات مكشوفة في الشبكة، بل مجمل الأدوات لجمع المعلومات من شبكات اجتماعية مغلقة مثل "فيس بوك" وأنتستغرام" وغيرها.

حيث كشف تقرير "هآرتس"، "صناعة تجسس بواسطة استخدام شبكات من آلاف الحسابات الوهمية "الافتارات، ولكن خلافا لما هو دارج، هذه الافتارات، لا تنشغل بنشر أخبار كاذبة ومعلومات مضللة، إنما تستخدم "عملاء سريين" لجمع المعلومات.

اقرأ أيضاً: "البرغوثي": مستقبل المشروع الوطني مرهون بـ"المقاومة والوحدة وبناء المنظمة"

ونوهت إلى أن شركات التجسس تعرض خدماتها على الجيوش وأجهزة التجسس في أرجاء العالم، وعلى الهيئات التي سبق وأساءت استخدام هذه التكنولوجيا، فقبل عامين انفجرت في كولومبيا فضيحة بعد الكشف بأن الجيش قام ببناء شخصيات استخبارية عن عشرات الصحفيين بمساعدة أدوات مشابهة".

وأشارت "هآرتس"، إلى أن كل شيء يبدأ بطلب صداقة مثير للفضول، الحساب يظهر حقيقيا ولا يوجد أي شيء مشبوه، هو يبدو إسرائيليا، وربما صديقا لصديق. عمليا، الحديث لا يدور عن خلية نائمة تنتظر التشغيل، بل عن عميل مجهول يقوم بجمع المعلومات بهدوء من تحت الرادار".

من جهته دعا "داني سيترينوفيتش"، الخبير في "أوسنت" والباحث في معهد "اتلانتيك كاونسل"، الناس للتوقف عن التحدث مع حسابات وهمية، علما بأن الافتارات هي التهديد الحقيقي، وهي اسم اللعبة في الصناعة لتشغيل أكبر قدر من الافتارات "المحمية" في أكبر عدد من الشبكات".

وقال إنه يتم استخدام "منشورات بريئة، وليس خبيثة، تستهدف الحصول مع مرور الوقت على موثوقية الافيتار، لأن الشبكات الاجتماعية تدرك تماما النشاط "غير الموثوق"، فحساب غير نشط يعرض فقط صداقة أو يعمل بدون توقف على مدار الساعة، يشتبه فيه ويتم وقفه".

وقبل شهر أعلنت شركة "ميتا"، أنها قدمت دعوى ضد الشركة الإسرائيلية "فويجر لابس"، لأنها "شغلت عشرات آلاف الحسابات الوهمية في "فيس بوك" و"أنستغرام" لجمع معلومات عن 600 ألف مستخدم لصالح زبائن في أرجاء العالم، دون معرفتهم، ومن خلال خرق فاضح لشروط استخدام الشبكات الاجتماعية، حيث طورت الشركة ونشرت وسوقت برنامج تعقب استند إلى حسابات مزيفة وأتمتة محظورة، لجمع معلومات شخصية عن المستخدمين وعن أصدقائهم من خلال مجموعات مغلقة".

ومن بين الشركات التي تنشط في هذا المجال الشركة الإسرائيلية " فويجر لابس"، التي التقى مندوبون عنها العام الماضي مع قادة جهاز استخبارات الجيش في كولومبيا، حيث عرضوا عليهم شراء برنامج تجسس وتعقب جديد طوّرته الشركة الإسرائيلية.

أما الشركة الإسرائيلية الثانية المتورطة في هذا المجال هي شركة "كوغنيت"، التي عرضت على جيش كولومبيا برامج لاعتراض اتصالات هاتفية، وهي شركة تفرعت عن شركة إسرائيلية أخرى هي "فارنيت" العام 2021، التي سبق لها أن باعت برامج تجسس لأنظمة قمعية. وتتخذ "كوغنيت" من مدينة هرتسليا، حيث يقع أيضاً مقر شركة "NSO" العاملة في مجال التجسس ومطورة برنامج "بيغاسوس"، وباعت مؤخراً برامج تجسس سيبرانية لدولة ميانمار.

اقرأ أيضاً: بيع الأدوية أون لاين بغزة.. مخاطر جمة والصحة لا تسيطر

وفيما تأسست شركة " "س 2 تي انلوكينغ سايبرسبيس" عام 2002 فإنها تنشط اليوم في مجال التجسس أيضاً، رغم زعمها أنها تنشط فقط في مجال المعلومات المتاحة والمعلنة، إلا أن الوثائق التي تم الكشف عنها تبين أنها تنشط على نطاق أوسع من ذلك، بما في ذلك مجال السايبر الهجومي، وهو مجال يخضع في إسرائيل قانونياً على الأقل لرقابة شديدة جداً، مثله مثل التجارة بالسلاح.

ويأتي التحقيق الجديد بعد الكشف قبل أسبوعين تقريباً عن "فريق خورخي" الإسرائيلي، والشركة الإسرائيلية التي نشطت من مستوطنة مودعين، في الضفة الغربية، وعملت على نشر الفساد وعدم الاستقرار من خلال خدمات لدول مختلفة، في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بما في ذلك التدخل في انتخابات دول أجنبية، وهندسة الرأي العام فيها.

وأفادت أن "شركة "إس 2 تي إنلوكينغ سايبرسبيس"، كانت لها مكاتب في سنغافورة، سريلانكا، بريطانيا و"إسرائيل"، مديرها أوري ساسون؛ هو إسرائيلي يعيش في سنغافورة، وهذه الشركة التي أسست في 2002، "تفاخرت بأنها تعمل في مجال الاستخبارات المكشوفة، لكن الوثائق تكشف أن الشركة تقترح منظومة تجسس متطورة أكثر بكثير".

وزعمت "هآرتس"، أن السايبر الهجومي في إسرائيل، هو مجال تحت رقابة مشددة مثل تجارة السلاح، وفي المقابل، تكنولوجيا "أوسنت" والتجسس عبر الشبكات؛ مجال اختراق أكثر بكثير، وهي لا تعتبر عسكرية بالضرورة، ولذلك تسري عليها قيود تنظيمية أقل، جهات إسرائيلية، التي تريد التملص من الرقابة على التصدير الأمني، تقيم شركات في ملاذات آمنة تنظيمية مثل؛ قبرص أو سنغافورة، ومن هناك يمكن تسويق تكنولوجيا سايبر مندمجة مع قدرات تجسس متطورة في رزمة واحدة، بدون رقابة السلطات الإسرائيلية".

وأكدت أن شركة "إس 2 تي"، تعمل على "تسويق منظومة صيد أوتوماتيكية تسمح بإصابة هدف التعقب بعدوى البرنامج، وبحسب العرض، يمكن لبرنامج ضمن أمور أخرى، أن يشغل بالسر كاميرا الهاتف المحمول للهدف والتجسس عليه"، منوهة إلى أن "الشركة لديها منظومة أخرى تمكن من التجسس على المكان الجغرافي، ومتابعة الهدف في الوقت الحقيقي عبر تكنولوجيا يستخدمها عالم الدعاية، ومنظومة ثالثة تسمح بتشغيل جيش من الافتارات في إطار عملية تضليل مركزة".

المصدر : متابعة -زوايا
atyaf logo