أكثر من إيران وحزب الله

الضفة تقلق "إسرائيل" وانتخابات الكنيست لاعب رئيس في اشتعالها

المواجهات في الضفة الغربية
المواجهات في الضفة الغربية

تشير التقديرات داخل الأروقة الأمنية الإسرائيلية أنّ المواجهات والعمليات المسلحة على امتداد ساحات الضفة الفلسطينية المحتلة، قد تتحول إلى انتفاضة شاملة، بفعل تنامي أعمال المقاومة وانتقالها إلى عدد من المدن الفلسطينية.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، قالت إن "هناك مخاوف من أن يتحول هذا الغليان إلى انتفاضة شاملة"، حيث المواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال تبدو "ظاهرة أصيلة"، ويحفزها غضب متراكم يكتنز في صدور شباب لم يتعرّضوا لمعاناة الانتفاضة الثانية، معتبرًا أن التطورات الأمنية التي تشهدها الضفة، وخصوصًا شمالها، يفرضُ على المؤسسة الأمنية الاستعداد.

أكثر من إيران وحزب الله

وكتب المحلل العسكري في الصحيفة "رون بن يشاي" "إن ما يحصل في الضفة من تصاعد عمليات إطلاق النار قضية تشغل المؤسسة العسكرية في اسرائيل حاليا أكثر من الاتفاق النووي مع ايران بل واكثر من تهديدات حزب الله، متوقعًا أن تتوسع هذه العمليات لانتفاضة تبدأ شرارتها بحادث عرضي في المسجد الأقصى، ما سيؤدي إلى أعمال شغب جماعية واستخدام الأسلحة النارية، والتي تتوفر اليوم في الضفة أكثر من أي وقت مضى".

وبحسب المقال فإن ظاهرة أخرى تدل على تنامي العمليات في الضفة، تتمثل في المقاومة المسلحة التي يواجهها جيش الاحتلال خلال اقتحاماته الليلية للمدن الفلسطينية.

وزعم المحلل العسكري أن عملية الجيش والشاباك المسماه "كسر الامواج" ضد الشبان في الضفة ناجحة حتى الان في منع حماس والجهاد من تنفيذ عمليات، لكن الجيش يجد صعوبة حتى الان في منع عمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإذا استمر الاتجاه وفشلنا في إيقافه، تقول المؤسسة العسكرية الاسرائيلية "إننا قد نواجه انتفاضة شعبية".

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السبب الرئيسي للمقاومة المسلحة في الضفة ليس فعل حماس والسلطة الفلسطينية، بل هو ظاهرة حقيقية للشباب المحبطين الذين سئموا ببساطة الوضع الحالي الذي لا أمل فيه وهؤلاء الشباب الغاضبين يحصلون على السلاح بسهولة ويبحثون عن أي فرصة لاستخدامه.

اقرأ أيضاً: شهادات لجنود الاحتلال تكشف دور "الإدارة المدنية" الأمني

وأضاف "بن يشاي" أن صراعات الخلافة هذه تضعف السلطة الفلسطينية وقدرتها على حكم الضفة الغربية التي ازدهرت فيها تجارة السلاح وصناعته. ولم تعد الاجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة تحاول إحباط اي محاولة لتنفيذ عمليات، إلا في الحالات التي يكون فيها خطر حقيقي على أبو مازن أو كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية."

وتوقع محلل يديعوت أن أي حدث حتى لو كان صغيرا في المسجد الاقصى قد يكون الشرارة التي تشعل المنطقة وهذا هو السبب في أن كبار المسؤولين الامنيين في اسرائيل ​​يقترحون في مناقشات مغلقة أن تعمل الحكومة على الفور، حتى قبل اندلاع الحرب.

تحالف داخل المخيمات

"عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" وفي مقاله له أكد المخاوف الإسرائيلية، وقال:" إن هناك توجه واضح داخل جيش الاحتلال بتكثيف عمليات الاعتقال وملاحقة المسلحين في مدن الضفة، لا سيما بعد موجة عمليات إطلاق النار والطعن التي حدثت بين آذار وأيار الماضيين".

وأشار "هرئيل" إلى أن هذه العمليات تواجه بمقاومة متزايدة وبإطلاق النار من قبل المطلوبين الذين يتحصنون في مبانٍ أو في شقق سرية، ويرفضون تسليم أنفسهم، ويديرون تبادلا لإطلاق النار مع الجنود ورجال الشرطة.

وذّكر المحلل الإسرائيلي بالحادثة الأكثر بروزا في نابلس في الـ9 من شهر أغسطس عندما أدار الشهيد "إبراهيم النابلسي" معركة طويلة مع قوات "يمام" الإسرائيلية قبل أن تتمكن من قتله.

وأضاف: في ذروة الانتفاضتين وأيضا بينهما، في التسعينيات، كان للجيش و"الشاباك" أسلوب ثابت باسم "وعاء الضغط": تطويق بيت يوجد فيه مطلوب مسلح، ثم دعوته للاستسلام، وبعد ذلك استخدام وسائل مكثفة "إذا رفض"، وإطلاق الصواريخ وأحيانا هدم البيت على المطلوب بجرافة، في الضفة وفي القطاع حدثت مئات الأحداث المشابهة، وأكثر من مرة قتل جنود فيها بصورة أثارت الانتقاد للجيش بسبب ما وصف بإعطاء تعليمات مقيدة لإطلاق النار.

وتابع: "الآن، بسبب الأجواء العامة في الضفة، وربما بسبب المثال الافتراضي الذي وفره النابلسي، فانه يبدو أن هذا الأسلوب القديم قد عاد.

وكشف "هرئيل" النقاب عن ازدياد الطلب على السلاح في الضفة، عبر عمليات التهريب عبر الحدود الأردنية، ورغم إحباط عدد كبير منها إلا أن قسما من السلاح ما زال يهرب بنجاح، بحسب "هرئيل".

وأوعز محلل "هآرتس" تنامي المقاومة في الضفة إلى ضعف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مخيمات وقرى شمال الضفة، مشيرا إلى تحالفات محلية تعقد داخل مخيمات اللاجئين بين مقاومين من "الجهاد الإسلامي" و"حماس" مع أعضاء "فتح"، حيث تأمل المنظمات الإسلامية أن يحول احتكاك متزايد مع إسرائيل إلى جانبهم أيضا عدداً من رجال الأجهزة مع السلاح الكثير الذي بحوزتهم.

اقرأ أيضاً: "هبة مايو".. تكشف خفايا صراع فلسطيني طويل لاستعادة مدينة "اللد"

وأضاف "تنحرف السلطة الفلسطينية بذلك مرة أخرى عن التزاماتها في "أوسلو" الحفاظ على حرية العبادة لليهود في المواقع التي تم الاتفاق عليها مسبقا"، في المقابل يجمع كبار قادة الجيش و"الشاباك" ومكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق" أن الضفة آخذة في التدهور إلى واقع عنيف، ويمكن أن تشتد الفوضى في الضفة، وتتدهور مرة أخرى إلى داخل مناطق الـقبل الانتخابات، حتى بصورة يمكن أن تؤثر على نتائجها.

صندوق الانتخابات

من جهته قال "ران إدليست" الكاتب في صحيفة معاريف العبرية إنه لم يعد سرا أن الضغط الأمني الذي يمارسه جيش الاحتلال على الفلسطينيين، سواء العدوان الأخير على قطاع غزة، أو استمرار الحملات اليومية ضد الضفة الغربية، إنما يأتي في بعض حيثياته لأسباب سياسية وحزبية، تتعلق بتحسين فرص يائير لابيد رئيس الحكومة وبيني غانتس وزير الحرب في الانتخابات القادمة.

وذكر "إدليست" أن الجهود التي يبذلها لابيد وغانتس ومعهما قائد الجيش "أفيف كوخافي"، تأتي لتحقيق فترة هدوء أمني يحصلون مقابلها على مكافأة في صندوق الاقتراع في الأول من نوفمبر، لكن هذه وسيلة لن تنجح، رغم أن الفلسطينيين في المقابل لا يريدون نجاح نتنياهو و"إيتمار بن غفير".

وأضاف أن "الهدوء الذي يبحث عنه لابيد وغانتس أسفر قبل أيام عن إصابة ثمانية إسرائيليين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واتضح للمرة المليون أن آلام الفلسطينيين الناتجة عن السياسة العسكرية الإسرائيلية إنما تنتج في النهاية مزيدا من العمليات والهجمات ضد الإسرائيليين.

وتدرك الحكومة والجيش معاً أن "التساهل في إصدار التعليمات بفتح النار على الفلسطينيين من شأنه أن يشعل النار في المنطقة، ويزيد من أعداد القنابل الموقوتة بين الفلسطينيين، وهم الغالبية العظمى من الشباب في الضفة الغربية".

وبات من الواضح أن "لابيد وغانتس" من خلال سياستهما الدموية ضد الفلسطينيين، ومنح التسهيلات للجيش والشاباك والشرطة بإطلاق النار عليهم، إنما يفقدان السيطرة على الوضع، وبذلك تتحول كل مساحة إسرائيلية إلى مهرجان دموي".

وتوقع "إدليست" أن يتم إسقاط بطاقة الهدوء التي تتفاخر بها حكومة الاحتلال استعدادًا للانتخابات، لأن هذا الوضع العبثي سوف تستفيد منه المقاومة في ردها على استفزازات المستوطنين بإشعال النار في المنطقة.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo