<!-- Google Tag Manager --> <script>(function(w,d,s,l,i){w[l]=w[l]||[];w[l].push({'gtm.start': new Date().getTime(),event:'gtm.js'});var f=d.getElementsByTagName(s)[0], j=d.createElement(s),dl=l!='dataLayer'?'&l='+l:'';j.async=true;j.src= 'https://www.googletagmanager.com/gtm.js?id='+i+dl;f.parentNode.insertBefore(j,f); })(window,document,'script','dataLayer','GTM-TPKQ4F92');</script> <!-- End Google Tag Manager -->

"عربات النار".. مناورة إسرائيلية ضخمة وسط ملفات ساخنة

تجمع للدبابات الاحتلال الإسرائيلي
تجمع للدبابات الاحتلال الإسرائيلي

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذ المناورة العسكرية الأكبر في تاريخه بعنوان "عربات النار"، حيث تشارك فيها ولمدة شهر كامل "قوات نظامية واحتياط من كافة القيادات الأذرع والهيئات ووحدات الجيش".

وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الجيش الإسرائيلي سيحاكي، في مناورات ضخمة، ضرب "أهداف بعيدة" بعدد كبير من الطائرات، في إشارة إلى إيران. وفي الوقت نفسه، ستتدرب "القوات الميدانية" على خوض حرب متعددة الجبهات.

وتأتي هذه المناورة، بالتزامن مع التصعيد الكبير في الأراضي الفلسطينية وتصاعد العمليات الفدائية، ووعيد فصائل المقاومة للاحتلال من مغبة الإقدام على اغتيال قادة المقاومة، علماً أن هذه المناورات كان مخططاً لها قبل عام وتم تأجيلها.

وتلا إعلان الاحتلال عن هذه المناورة، إعلان قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة عن رفع حالة التأهب والجهوزية لكافة الأجنحة والتشكيلات العسكرية، فضلاً عن إعلان حزب الله اللبناني البقاء في استنفار وجهوزية إلى حين انتهاء المناورات.

مقدمة لعدوان كبير

وتوقع محللون ومختصون في الشأن السياسي والأمني، أن المناورة الإسرائيلية العسكرية الحالية "لا تأتي في سياق التدريب الروتيني وإنما في السياق العمليات"، محذرين من أنها "تأتي في إطار الاستعدادات والمقدمة لشن عدوان كبير قد يطال غزة أو لبنان".

ولكن بالمقابل، يرى ذات المحللون والمختصون، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول من وراء هذه المناورات "إرسال رسائل تخويفية في عدة اتجاهات، غير أنها في الحقيقة تخشى المواجهة وليست مستعدة لها مع أي من أطراف محور المقاومة".

اقرأ أيضاً: باراك يحذر القيادة الإسرائيلية من لعنة "العقد الثامن" ونهاية الكيان

وفي ضوء ما سبق، فقد طرح موقع "زوايا" على المحللين والمختصين أسئلة استقرائية لطبيعة هذه المناورات تضمنت "هل المناورات تعتبر مقدمة لحرب ضد إيران أو لبنان أو غزة أما أنها في سياق رفع الجهوزية والاستعداد الروتيني؟، وما هي الرسائل والأهداف الإسرائيلية من وراء هذه المناورات؟، وكيف يقرأ محور المقاومة الرسائل الإسرائيلية من وراء هذه المناورات؟ وهل يستعد لمواجهة قريبة مع الاحتلال؟

أكثر جيش يناور

ويرى طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر جيش في العالم يجري مناورات عسكرية"، الأمر الذي يشير إلى المخاوف والمخاطر التي تحيط بهذه "الدولة" كل الوقت، كما أن المناورات تشير إلى الطبيعة الإرهابية والعنصرية التوسعية لهذا الاحتلال.

وعلى اعتبار أن المناورة الحالية "روتينية"، فقد أوضح عوكل لـ"زوايا" أنه بالرغم من ذلك فإنها تعكس مخاوف أكثر مما تنطوي على تهديد لإيران أو المقاومة الفلسطينية، مبيناً أن الاحتلال يتجنب المواجهة، بسبب تعقيدات المحيط وهشاشة الجبهة الداخلية وضعف الحكومة.

وفضلاً عما سبق، فقد ذكر عوكل أن الاحتلال يتجنب المواجهة، بسبب عدم رغبة أمريكا في تفجير الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في ضوء الحرب في اوكرانيا، مضيفاً "إذاً المناورات هي رسالة تخويف لا تخيف أحداً ولا تُخفي الخوف من التورط في مواجهات مع المقاومة".

وحول رسائل الاحتلال من هذه المناورات، فقد اعتبر عوكل أنها محاولة للضغط على أمريكا حتى لا تتفق مع أيران حول البرنامج النووي، حيث تلوح بأنها مستعدة لتوريط أمريكا في صراع حربي مع إيران، كما أنها رسالة "دفاعية" موجهة لمحور المقاومة وتعكس مخاوف هذا الاحتلال من المواجهة، حتى لو كانت هذه الرسالة من خلال التهديد واستعراض القوة، على حد تعبيره.

عمليات وليست تدريب

من جهته، فقد اعتبر عبد الله العقاد الكاتب والمختص في الشأن الأمني، أن الإعلان عن المناورة وانطلاقها مباشرة "تأكيد أنها جاءت في سياق استجابة لتحديات طارئة وخطيرة تحيط بالكيان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "المناورة تأتي في سياق عملياتي بحت وليست فعلاً تدريبياً".

ويرى العقاد في حديثه لـ"زوايا" أن ما سبق وذكره من تحديات للكيان، هو جزء من العوامل التي تؤثر في مكوناته الداخلية أو ما يواجهه من تصاعد في الفعل الثوري الفلسطيني سواء في القدس أو الضفة التي أصبحت جنين عنوانا بارزا له، بالإضافة إلى الداخل المحتل الـ 48 والذي يشكل إضافة نوعية خطيرة.

وبما يخص أن "المناورة عملياتية وليست تدريبية"، فقد ذكر العقاد لـ"زوايا" أن ذلك بالضرورة ما قرأته المقاومة وكل الجهات التي تجد أنها مستهدفة من ذات العدو الإسرائيلي، مؤكداً أنه لذلك تم مقابلة هذه المناورة باستنفار قي أذرع المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وحول الفترة الزمانية لهذه المناورة والتي تمتد لشهر كامل والمشاركة من كافة قطاعات المؤسسة العسكرية والأمنية وفي كل الساحات وتسميتها "عربات النار"، فقد اعتبر العقاد أن كل ذلك يكشف الطبيعة العدوانية لهذه المناورة وما تكشفه من نية مبيتة لعمل عدواني غادر، كما لم يخفِ الاحتلال نيته اغتيال قيادات وزانة في المقاومة، حيث بدأت منظومته الاعلامية تهيؤ لمثل هذا العدوان.

وقال العقاد: "لأول مرة نجد الاحتلال يندفع إلى معركة لم يردها، خشية تكلفتها التي قد تودي به، ولكنه يندفع إليها لأنه لم يجد بداً منها، فهي تشكل هروباً من جملة تهديدات، ولكن هذا الهروب سيكون نحو الهاوية".

وبسؤاله عن رأيه في ما إذا كان محور المقاومة يقرأ الرسائل الإسرائيلية من وراء هذه المناورات؟ فقد أجاب العقاد "أنه يقرأها جيداً، وخاصة أن هذا الاحتلال رفض المساعي الغربية الأمريكية للعودة لاتفاق 5+1 مع إيران والتحشيد ضدها والعمل على إفشالها، حيث سيدفع ذلك الإدارة الأمريكية لاختبار خيارات أخرى".

ونوه العقاد إلى أن من هذه الخيارات، العمل العسكري الذي يحد من قدرة إيران على امتلاك السلاح النووي، مضيفاً "لكن مثل هذا الخيار، فوق أنه محفوف بمخاطر كبيرة، فإنه غير مضمون النتائج، وقد تنزلق إليه تحت ضغط التجييش الصهيوني ودعم أنظمة خليجية لهذا الخيار الانتحاري"، على حد وصفه.

رسائل متبادلة

أما أحمد عبد الرحمن الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، فقد اعتبر أنه من ناحية المضمون، فإن هذه المناورات أكبر وأشمل من أن تكون مجرد رفع للجهوزية القتالية أو الوقوف على حالة القوات بمختلف تخصصاتها، مبيناً أنها تشير إلى "خطة ما قد تم وضعها لمهاجمة محور أو عدة محاور في الإقليم رغم كثير من التعقيدات التي يمكن أن تواجه عمل بهذا الحجم".

اقرأ أيضاً: كاتبة سياسية: عملية السلام أعادت صياغة الهيمنة الإسرائيلية ومشروع الدولة لن يحقق التحرير

ومن ناحية التوقيت، فيرى عبد الرحمن أنها تشير إلى "أزمة كبيرة ومعقدة تعاني منها (إسرائيل) على مستوى الاستقرار السياسي الداخلي، وعلى مستوى فقدان جزء مهم من قدرة الردع باتجاه أعدائها"، مشيراً أن الاحتلال يحاول استغلال الانشغال العالمي بأزمة أوكرانيا ومواقف دول التطبيع تجاه كل القضايا الوطنية، للقيام بضربة يمكن أن تعيد له حالة الردع التي كانت تتمتع بها سابقا.

وحول الرسائل والأهداف الإسرائيلية من وراء هذه المناورات، فقد أكد عبد الرحمن لـ"زوايا" أن الرسائل كثيرة وفي اتجاهات متعددة، ولكن أهمها رسالة لإيران تقول أن إعادة الحياة للاتفاق النووي لن يمنع (إسرائيل) من مهاجمتها، وأن لديها القوة الكافية لذلك حتى لو لم تشارك أمريكا في تلك الضربة.

في حين أن الرسالة الثانية للداخل الإسرائيلي –حسب عبد الرحمن- بأن دولتهم قوية وتستطيع حمايتهم من الأخطار الكثيرة التي تتهددهم، وأن حالة فقدان الثقة بالجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية نتيجة العمليات الأخيرة في العمق الصهيوني هي مجرد سحابة صيف وكبوة عابرة سيتم التعافي منها.

وبسؤاله عما إذا كان محور المقاومة متنبه ومستعد لكل ما سبق، فقد رأى عبد الرحمن أن محور المقاومة يتابع عن كثب كل ما يصدر من مواقف أو تحركات ميدانية عند العدو، حيث يتابع كل ما يتعلق بتلك المناورات ورفع من جهوزيته القتالية في ساحات وجوده لا سيما في غزة ولبنان.

وأوضح عبد الرحمن أن لدى "المحور" تقدير موقف بأن ما يجري هو مقدمة لمواجهة عسكرية من العيار الثقيل، وان ساحتي غزة ولبنان مهيأتان لتكونا هدفاً محتملاً لأي تصعيد إسرائيلي أكثر من الساحات الأخرى.

ولفت عبد الرحمن، إلى أنه قد تم إرسال رسالة واضحة للعدو مفادها "بأن أي مغامرة يقوم بها ضد أي جبهة من جبهات المحور تعني حرباً إقليمية تشارك فيها كل أطراف المحور، وأن أي ظرف سياسي أو ميداني أو انشغال معين بموضوع معين كانتخابات لبنان مثلاً أو الوضع الاقتصادي في غزة لن يكون حائلاً أمام التصدي والرد الغير مسبوق على تلك العملية المحتملة".

ويرى عبد الرحمن في ختام حديثه، أن كل الاحتمالات مفتوحة، والإقليم يقف على صفيح ساخن خصوصاً في ظل الدعوة لمسيرة الأعلام التي من المتوقع أن تمر في حال تنفيذها بباب العامود والحي الإسلامي وصولاً إلى حائط البراق، عاداً أن هذا الأمر يعتبر خطا أحمرا للمقاومة في غزة وحلفائها في المحور، ويمكن أن يكون أول صاعق لتفجير الأوضاع كما كان في أيار/مايو من العام الماضي.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo