معاريف: فرصة تأثير تل أبيب على الصين في الملفين الإيراني والفلسطيني 

الحكومة الإسرائيلية
الحكومة الإسرائيلية

ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية لديها فرصة لاستخدام مكانتها الإقليمية كي تؤثر على الصين في مسائل أخرى وخاصة إيران وفلسطين، وعدم الدخول معها في مواجهة تنقلب ضدها في الأمم المتحدة لما تمثله الصين من ثقل في مجلس الأمن كونها عضو دائم وتتبوأ كل سنة تقريبا منصب الرئيس الدوري، انطلاقاً من التخوف الصيني العميق على مصالحها في الشرق الأوسط مع الإنجازات الإسرائيلية في الساحة ذاتها، والتي كان آخرها قمة شرم الشيخ، عبر قمة سديه بوكر وحتى التوقيع على اتفاق التجارة الحرة مع اتحاد الإمارات.

وجاء في مقال مشترك كاريس فيتي المديرة العامة لمعهد البحوث Signal، وتومي شتاينر مدير الدائرة السياسية في معهد البحوث Signal، أن الشرق الأوسط أصبح في السنتين الأخيرتين ساحة دبلوماسية مهمة للصين، أكثر بكثير من اعتمادها على مقدرات الطاقة من المنطقة.

ووفقاً للكاتبين فإن الصين ترى في تراجع النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط فرصة لتطوير صورتها كقوة عظمى عالمية مسؤولة وتعميق نفوذها. إضافة إلى أن التأييد الصريح من الدول العربية للصين في كل ما يتعلق بالأقلية الأويغورية الإسلامية في إقليم شينغينغ يعد حرجاً لبكين.

ووفقاً للكاتبين فإن الصين تسعى لتحقيق أهدافها في المنطقة من خلال دق إسفينا بين الولايات المتحدة وشركائها العرب من خلال بيع طائرات غير مأهولة لاتحاد الإمارات ومساعدة السعودية في إنتاج الصواريخ، إلى جانب جهدها في نشر "طريق حرير رقمي" (بنى تحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات) والتي تحتل مكانا معتبراً في كل أرجاء الشرق الأوسط – من مصر، عبر السعودية والخليج وحتى لبنان وسورية.

وأشار الكاتبان إلى إن الصين رأت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو الماضي عملية (حارس الأسوار)، وبالدعم الأميركي لإسرائيل فرصة لإظهار زعامتها الدولية، وعمدت إلى إدارة حملة حادة ضد الولايات المتحدة على دعمها لإسرائيل ووصفت ذلك "بموقف مضاد للضمير والأخلاق الإنسانية". بهدف التشكيك بالموقف التقليدي لواشنطن. إضافة إلى الخطاب الفظ المناهض لأمريكا وإسرائيل معاً من خلال استغلالها رئاستها الدورية لمجلس الأمن كي تحاول فرض وقف نار في مرحلة مبكرة بين "إسرائيل" وحماس والذي كان سيمس بتحقيق الأهداف العملياتية لإسرائيل.

اقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مقاتلو جنين يواجهون جيش الاحتلال بغرفة عمليات مشتركة

ولفت الكاتبان إلى أن "إسرائيل" والولايات المتحدة كانتا بحاجة إلى جهد دبلوماسي لإحباط خطوات الصين في الأمم المتحدة. وهو ما دفع "إسرائيل" للانضمام لأول مرة إلى إعلان 44 دولة رفعت إلى مجلس حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، أعربت فيه عن "القلق" لوضع حقوق الإنسان في إقليم شينغينغ، (الأقلية الأويغورية الإسلامية).

كما أشار الكاتبان إلى أن الصين تعاطت بشكل سلبي مع اتفاقات أبراهام ورأت فيها أداة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. لكنها في الأشهر الأخيرة، بدأ يلوح في الأفق تغيير في موقفها بضغط من شركائها العرب، وهو ما يفهم أنه تقدير لمكانة "إسرائيل" في الشرق الأوسط.

وخلص الكاتبان إلى أن الصين تحترم اللاعبين الأقوياء ومن بينهم إسرائيل ولذلك لا يلوح في الأفق إمكانية اندلاع مواجهة متكررة مع "إسرائيل".
وحث الكاتبان الحكومة الإسرائيلية إلى أن تستخدم الوضع الجديد مع الصين وأن تستغل نفوذها هذا في السياق الإيراني وفي السياق الفلسطيني أيضا، لعدم الدخول في مسرحية جديدة مع الصين كما حدث في الحملة المناهضة التي خاضتها الأخيرة ضدها في الأمم المتحدة في حال الدخول في مواجهة مستقبلية مع الفلسطينيين أو حزب الله اللبناني.

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo