الإعلام العبري: مقاتلو جنين يواجهون جيش الاحتلال بغرفة عمليات مشتركة 

المواجهات في جنين
المواجهات في جنين

يجمع قادة الاحتلال السياسيون والعسكريون على ضرورة تنفيذ عملية عسكرية ضد مدينة جنين ومخيمها وضواحيها، لوقف ما يطلقون عليه الإرهاب الفلسطيني، غير أنهم مختلفين حول طبيعة تلك العملية، ومتخوفين من آثارها العكسية التي من الممكن أن تشعل الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويطرح المسؤولون العسكريون في جيش الاحتلال خططًا هجومية لاستعادة السيطرة على جنين، بعد إقرارهم بفشل أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في فرض النظام وسيطرتها الأمنية على المدينة بعد حملة كبيرة خطط لها ولأشهر طويلة.

مخططات على الطاولة 

وبحسب هؤلاء المسؤولين فهناك مخططان أمام الجيش للقضاء على المقاومة في جنين، يتضمن الأول سيطرة قوات برية كبيرة من الجيش الإسرائيلي على المدينة ومخيم اللاجئين والقرى المحيطة بها، واعتقال الأشخاص المطلوبين، واكتشاف الأسلحة والذخائر وجمع المعلومات الاستخبارية، ثم الخروج من المنطقة تدريجيًا دون الخوف من إعادة الاشتعال في وقت قصير، وذلك على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002.

ويرى أصحاب هذا المخطط أن ذلك سيجبر المقاومين على الاختباء والهروب، الأمر الذي سيمنعهم من العمل بحرية، وسيمنح جيش الاحتلال قدرًا كبيرًا من المعلومات الاستخبارية، يُمكن على أساسها إحباط العمليات طويلة الأجل، فيما تكمن المخاطر في وقوع خسائر بصفوف جيش الاحتلال، ووقوع العديد من الشهداء الفلسطينيين، ما سيخلق شغفًا بالثأر ورغبة في الانتقام، قد تؤدي أيضًا لانتفاضة شعبية كبيرة على غرار الانتفاضة الثانية.

أما المخطط الثاني، فيقترح مسؤولون إسرائيليون تنفيذه على عدة قنوات: الأولى: "أمنية" تتيح إقامة مداخل ومخارج لقوات إسرائيلية خاصة تقوم باعتقال المطلوبين وفق معلومات استخبارية، والثانية "مدنية" بفرض قيود على دخول فلسطيني الداخل المحتل إلى منطقة جنين، وتقييد خروج رجال الأعمال الفلسطينيين من جنين إلى إسرائيل، لضرب اقتصاد المدينة، وقناة أخيرة للضغط على السكان والحاضنة الشعبية للمقاومة، عبر اللعب بورقة العمال والضغط أكثر بالتحكم في سبل العيش الكريم لأهالي جنين.

اقرأ أيضاً: "فتح".. هل تعود إلى خيار "المقاومة المسلحة"؟

وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أبدت تحفظها من فرض إغلاق شامل على المناطق ومنع دخول العمال إلى إسرائيل، والمصلين إلى المسجد الأقصى، خشية من أن يؤدي العقاب الجماعي إلى نتيجة عكسية، وأن تجر الأوضاع إلى مزيد من التدهور في الضفة، فيما أغلقت سلطات الاحتلال وبتوصية من الشاباك معبر الجلمة الذي يربط جنين مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.

على غرار غزة

ورأت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن وحدة العمل الميداني للفصائل الفلسطينية داخل جنين، تعتبر من أكثر التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال أثناء تنفيذه عملياته العسكرية داخل المدينة، حيث يقاتل المسلحون كتفا بكتف ضد قوات الاحتلال، دفاعاً عن مخيمهم الذي هو رمز عزة بالنسبة لهم، يسبق انتمائهم التنظيمي وفكرهم السياسي، بحسب يديعوت.

وبينت "يديعوت" أن المقاومين داخل مخيم جينين بدأوا يطبقون أساليب نسخت من قطاع غزة، بإقامة غرفة عمليات مشتركة لكل الأذرع العسكرية في المخيم، حيث تدخل غرفة العمليات المشتركة في العمل في اللحظة التي يكون فيها دخول لقوة من الجيش الإسرائيلي إلى المخيم أو لواحدة من القرى المجاورة له، ويخرج المقاومون إلى الميدان من خلال رسائل على "واتس اب" أو "تيلغرام"، إضافة إلى ذلك تحتفظ غرفة العمليات بمنظومة من المراقبين الذين من مهمتهم أن يصوروا، يلاحقوا ويشخصوا كل حركة مشبوه في المنطقة سواء كانت حركة علنية لجيش الاحتلال تدخل إلى المنطقة أو سيارة فلسطينية غير معروفة يشتبه فيها على الفور كسيارة قوة خاصة إسرائيلية "مستعربين".

من جهته كشف "تا ليف رام" المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" أنه لا توجد حتى هذه اللحظة حملة واسعة النطاق في الضفة على جدول أعمال حكومة الاحتلال، معللاً ذلك أن الوضع والظروف لا تشبه عشية عملية "السور الواقي" عام 2002، دون أن يستبعد إمكانية القيام بعملية عسكرية كبرى في جنين، لا تتضمن بالضرورة دبابات ومروحيات على نطاق مشابه لعملية السور الواقي، ولكن في صيغة أعمال بحجم كبير جدا من القوات التي تبقى في المدينة لاعتقال المطلوبين، وتعمل فيها وفقًا لإقرار المخططات ومدرجات العمل المقررة.

وأضاف المحلل السياسي لمعاريف أن الاقتحامات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال في جنين، أزالت في تلك الفترة الإمكانية للحملة، مشيراً إلى أن تواصل العمليات الفلسطينية، سيعجل من سيناريوهات واحتمالات القيام بعملية عسكرية واسعة.

عمليات فردية نوعية

أما "عاموس هارئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" توقع أن تشهد الفترة القريبة المزيد من العمليات داخل دولة الاحتلال، حيث سيخرج المزيد من سكان جنين ومحيطها لتنفيذ تلك العمليات، ما سيدفع جيش الاحتلال لتكثيف عملياتها العسكرية ضد جنين، التي قال: "إنها ستترافق مع مقاومة شرسة من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي وكذلك نشطاء من حركة فتح، تنتهي في نهاية المطاف بعملية عسكرية واسعة في المدينة وفي المخيم.

اقرأ أيضاً: "فتح" في الميدان المقدسي: لمنع الاشتعال.. أم إثبات الوجود؟

وأوضح "هارئيل" أن جهاز الشاباك الإسرائيلي يواجه مشكلة أمنية في التصدي للعمليات الفردية الفلسطينية كما حدث عامي 2015، 2016، لأن معظم المنفذين يعملون وحدهم أو ضمن خلايا صغيرة ولم يكونوا منتمين لأي تنظيم، مشيراً إلى أن التحدي هذه المرة يبدو أكثر تعقيداً لأن الفرق الأساسي في الموجة الحالية ينبع من كمية السلاح ودرجة وصول "المنفذين" إليه، وأن معظم العمليات في الموجة السابقة كانت عمليات دهس وطعن، أما الموجة الحالية فإن المنفذين يحملون الأسلحة وذخيرة كثيرة،  وباتوا أكثر حذراً في ترك إشارات مسبقة بخصوص خططهم.

وبعيداً عما يدور في جنين يقر قادة الاحتلال بأن هناك فشل استخباراتي وأمني أحاط بالعملية الفدائية التي نفذت في شارع عملية  ديزنغوف وسط تل أبيب في السابع من شهر إبريل الجاري، حيث أديرت ساحة العملية بشكل هاوٍ من مسائل التحكم بالقوات، ومشاكل القيادة وفشل إدارة حدث من هذا النوع، وسلوك وسائل الإعلام غير الملجوم، بما في ذلك التعاون بين المصورين والقوات في الميدان.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo