بالفيديو المياه العادمة.. سموم المستوطنات التي تفتك بأراضي الضفة الزراعية

مياه المستوطنات العادمة
مياه المستوطنات العادمة

يشتكي المواطنون من انتشار أودية المياه العادمة بشكل واسع، التي غالبيتها من المستوطنات المقامة في أرجاء الضفة الغربية، الأمر الذي أدى لتلف الأراضي الزراعية القريب منها، وانتشار الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة التي باتت تؤرق الحياة اليومية للمواطنين القاطنين بالقرب منها.

تتجلى المعاناة في منطقة "وادي النار" في منطقة الظاهرية جنوب محافظة الخليل، إذ تضخ المستوطنات المنتشرة في المحافظة بالإضافة إلى مدينة الخليل، مياهها العادمة في الواد الذي يقطع أراضي البلدة بالقرب من المنازل والمزارع، الأمر الذي تسبب بأضرار لدى السكان والمزارعين هناك.

المواطن سلامة الخطيرات يقول لـ"زوايا" إن أي محاصيل زراعية يتم زراعتها في السهول القريبة من الوادي لا يتمكن المزارعون من تسويقها لأن المواطنين يرفضون شرائها بسبب قربها من الوادي، بالإضافة إلى عدم نجاح المحصول بسبب تلوث الأرض. كما اشتكى من انخفاض سعر الأراضي الزراعية والسكنية هناك بسبب انتشار الروائح الكريهة.

اقرأ أيضاً:  بلديات وقرى الضفة الفلسطينية تغرق بمياه الصرف الصحي

 ويرى منسق برامج مؤسسة "وي إيفيكت" المختصة في البيئة مراد الحوساني أن المياه العادمة تعتبر من القضايا البيئية الهامة على مستوى العالم، حيث تكمن خطورتها في المياه العادمة الصناعية والتي تشمل كل مخلفات المصانع والمستشفيات. 

ويوضح الحوساني في حديثه لـ"زوايا" أن الخطورة في انتشار هذه المياه في الضفة، تكمن في عدم توفر محطات معالجة متقدمة، حيث لا يتوفر لدى الفلسطينيين في الضفة سوى واحدة حديثة تتبع بلدية رام الله.

ويقول إن من الخطورة أيضا "أننا متأخرون في إنشاء محطات المعالجة، حيث أن هذه المياه تجري منذ 40 عاما، مما نتج عنها مخلفات ما زالت آثارها موجودة في الأراضي الزراعية.

ولمواجهة هذه المكرهة البيئية والصحية، يقول مسؤول الرقابة والتفتيش والمعلومات في سلطة جودة البيئة في الخليل محمد البطاط، إنهم يتعاونون مع الجهات ذات العلاقة في سلطة المياه ووزارة الزراعة لإيجاد الحلول لهذه المشكلة من خلال تصريف المياه العادمة التي تجري في الأودية من خلال عبارات أرضية مغطاة.

ويشير البطاط في حديثه لـ"زوايا" إلى أن سيل المياه العادمة في جنوب الخليل يبلغ طولع 23 كيلو متر ويضر بنحو 5 آلاف دونم مما تسبب بركود التنمية الزراعية في منطقة الظاهرية جنوب الخليل.

وتقدر سلطة المياه أن حجم المياه العادمة الناتجة من المستوطنات والفلسطينيين في الضفة تبلغ نحو 53 مليون متر مكعب سنوياً، فبحسب بيانات سلطة المياه التي حصلت عليها "زوايا"، فيقدر حجم المياه العادمة التي مصدرها المستوطنات بـ35 مليون متر مكعب سنويا، معظمها من المستوطنات في القدس المحتلة ورام الله يتم تحويلها الى منطقة وادي النار في جنوب الضفة. 

وتقدر سلطة المياه أن المياه العادمة التي مصدرها الفلسطينيين بـ18 مليون متر مكعب سنويا، فيما يقدرها الاحتلال بـ22 مليون متر مكعب سنويا. ويقتطع الاحتلال من أموال المقاصة حوالي 120 مليون شيقل سنويا بدل دخول المياه العادمة الفلسطينية إلى داخل أراضي 48.

وتؤكد سلطة المياه أنه لا يوجد أي اتفاقية مع الإسرائيليين ينص على خصم من المقاصة بدل مياه عادمة، وأن ما يجري هو اقتطاع احادي الجانب دون وجود أي أسعار او بروتوكول ينظم ذلك.

ويبلغ عدد محطات تكرار المياه العادمة في الضفة 15 محطة تُكرر حوالي 12 مليون متر مكعب سنويا، بالإضافة الى محطات تحت الانشاء في الخليل وسلفيت وغيرها سترفع حجم المياه المُكررة الى 25 مليون متر مكعب سنوياً.

أما في غزة فيوجد 4 محطات تكرير مياه عادمة تنتج حوالي 60 مليون متر مكعب سنويا، وفق بيانات وأرقام سلطة المياه.

 

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo