تحليل تقدير موقف: القمة الأمريكية الإسرائيلية تجاهلت القضية الفلسطينية

لقاء بينيت مع مسؤولين أمريكيين
لقاء بينيت مع مسؤولين أمريكيين

قدّر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في البيت الأبيض في 27 آب/ أغسطس 2021، نجحت في إعادة العلاقة مع الديمقراطيين الذين يمثلهم بايدن إلى سابق عهدها قبل توترها في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، فيما لم تحظ القضية الفلسطينية على أي اهتمام بين الطرفين، وتم مناقشة الخطر النووي الإيراني، وحصلت "إسرائيل" على تطمينات أمريكية تجاه الملف الإيراني.

ورأى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ورقة "تقدير موقف" حول القمة، أن القمة الأميركية – الإسرائيلية جاءت في ذروة أزمة الانسحاب من أفغانستان، فإنها مثلت مناسبة استغلها الرئيس بايدن لتجديد التزام إدارته بأمن الحلفاء، وخاصة منهم "إسرائيل". في المقابل، حصل بينيت على الدعم العسكري والسياسي الذي أراده، وتمكّن على ما يبدو من إقناع بايدن بأن أي ضغوط على حكومته بشأن القضية الفلسطينية ستؤدي إلى تفككها، وعودة نتنياهو إلى الحكم؛ وهو ما لا تريده واشنطن، في هذه المرحلة على الأقل. لكن هذا لا يعني أن العلاقات بين الطرفين ستبقى دافئة بالضرورة. وتدرك إدارة بايدن أن بينيت قد يكون أشدّ رئيس وزراء يميني تطرفًا في تاريخ "إسرائيل"، وبأن ثمة أوساطًا متزايدة من القاعدة اليسارية للحزب الديمقراطي، وبين الشباب عمومًا، ترى أن "إسرائيل أصبحت من أكثر الدول يمينية في العالم المتقدم"، وأن هذا سيؤدي "حتمًا إلى تعقيد العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بغض النظر عما يريد قادة الدولتين قوله علنًا"، رغم مقاومة مؤسسة الحزب التقليدية لهذه النزعات النقدية المتنامية عند الشباب.

اقرأ أيضاً: كاتبة إسرائيلية: سياسة حكومة "بنيت" تتراوح بين الحصار والحرب على غزة

وفي التفاصيل، رأى المركز أن القمة التي ناقشت عدة قضايا أساسية على رأسها الملف النووي الإيراني، حيث لم يخفِ "بينيت" تخوفه من العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب مع إيران، واستغل تقدير الموقف الأمريكي الحالي بتضاؤل فرص العودة للاتفاق مع إيران في ظل المتغيرات والشروط الأمريكية والإيرانية، رغم أن إدارة بايدن ترى في العودة إلى الاتفاق النووي، مع بعض التعديلات، الخيار الأفضل، فإنها تسعى أيضًا لتطمين "إسرائيل" بأن ذلك لن يكون خيارًا مفتوحًا، ولا بأي ثمن، وهدد بايدن في مؤتمر صحفي أنه في حال فشل الخيارات الدبلوماسية مع إيران فإن هناك خيارات أخرى دون الإشارة إليها.

وفي ملف المساعدات الأمريكية العسكرية لإسرائيل، التزم بايدن كأسلافه بتأكيد "الالتزام الأميركي الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل" وضمان تفوقها "العسكري النوعي" في الشرق الأوسط. ونجح بينيت في الحصول على دعم أميركي لطلب تجديد نظام القبة الحديدية الذي تعتمد عليه "إسرائيل" في التصدي للصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة وجنوب لبنان، بقيمة مليار دولار من التمويل الطارئ. 

فيما تجاهل الطرفان بايدن وبينيت الحديث في ملف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وتأكيد أمريكي لبينت على ضرورة مساعدة السلطة الفلسطينية مالياً، وتقديم تسهيلات اقتصادية، خشية من أن الضغط الأمريكي للعودة للمفاوضات يسقط الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الهش، وعودة نتنياهو وهو ما لا تحبذه الإدارة الأمريكية، التي تولي ملفات أخرى أكثر أهمية في سياستها الخارجية.

المصدر : متابعة زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo