الاحتلال يستغل التوتر لفرض وقائع جديدة على الأرض ضد مصالح الفلسطينيين

شرطة الاحتلال في المسجد الاقصى
شرطة الاحتلال في المسجد الاقصى

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق الفلسطينيين مستغلة الأحداث الأخيرة التي شهدت وحدة فلسطينية في جميع المناطق للتصدي للاحتلال في القدس والضفة والداخل المحتل وقطاع غزة، بهدف فرض أمر واقع جديد على الأرض الفلسطينية مستغلة تلك الأحداث لتنفيذ مخططاتها المعدة مسبقا لتوسيع الاستيطان وتثبيته في الضفة والقدس.

وتشهد مدينة القدس تصعيدا خطيرا خاصة فيما يتعلق بحملات الاعتقال بحق المواطنين وقرارات الإبعاد و سحب الهوية المقدسية وحرمان عشرات النشطاء السياسيين من حق التأمين الوطني.

ومن جانب آخر فان الاحتلال يسعى لإحداث تفوق ديموغرافي لصالح الوجود الاستيطاني على حساب الوجود الفلسطيني وفق مخططات معدة سابق فمثلا بعد الانتهاء من مخطط 2020 الآن هناك مخططات 2030 أو 2050 وجلها لإحكام تهويد المدينة المقدسة.

اقرأ أيضاً: “القدس” توحد الفلسطينيين من النهر إلى البحر وتكسر حاجز الخوف من الاحتلال

وفي الضفة الغربية تشهد معظم المناطق تصعيدا استيطانيا خطيرا استغلت سلطات الاحتلال العدوان على غزة وأحداث القدس لتنفيذ أجزاء منه بإقامة عدة بؤر استيطانية في مناطق استراتيجية لرسم حزام استيطاني يفصل شمال الضفة عن جنوبها أو السيطرة على مناطق السفوح الشرقية والأغوار، إضافة لحملات الاعتقال المنظمة بصفوف الفلسطينيين في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 التي تترافق مع عمليات تنكيل وتعذيب وحشي.

ونبه رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف في حديث خاص لموقع "زوايا" إلى مسألة مهمة جداً في الصراع مع الاحتلال، فهو يعتبر أن السيطرة على الأرض والاستيطان هي رأس الحربة في مشروع الاستعمار الغربي وفي كل مناسبة يتوجه لفرض حقائق جديدة على الأرض يستغل أي وضع أو استنفار لفرض حقائق جديدة استعمارية على الأرض، مثلما حصل في عملية زعترة جنوب نابلس أو أحداث القدس والعدوان على غزة ".

ويوضح عساف بأن الاحتلال استغل تلك الفترة والاحداث في إنشاء مجموعة من البؤر الاستيطانية في الضفة وعلى رأسها بؤرة في منطقة استراتيجية في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس والتي من شأنها ربط تجمع استيطاني أرئيل مع مستوطنات بالأغوار وبالتالي السيطرة على المنطقة وفصل جنوب الضفة عن شمالها.

إلى جانب ذلك أشار عساف إلى إنشاء بؤرة استيطانية في منطقة وادي قانا ذو الأهمية الكبيرة سواء من وفرة المياه وتجمع الخزان المائي الجوفي الغربي وأيضا ربط مستوطنات تجمع كرني شمرون وأرئيل والقناة وخلق حزام استيطاني في تلك المنطقة .

وفي منطقة سلفيت أيضا تشهد خلة حسان مساع استيطانية لفرض أمر واقع بإقامة بؤرة استيطانية في تلك المنطقة والتي ستتيح للاحتلال ومستوطنيه السيطرة على مساحات واسعة من الأرضي وخلق تواصل ما بين البؤرة والتجمع الاستيطاني ارئيل.
اقرا أيضاً: ترجمة خاصة: “عبثية محمود عباس”

وفي جنوب الضفة يشير عساف إلى مخطط استيطاني بإقامة بؤرة استيطانية في منطقة عرب الرشايدة شرق بيت لحم حيث عاد المستوطنون إلى معسكرات لجيش الاحتلال كانت قد أخليت بعد اتفاق أوسلو وتشرف على مناطق سهلية في النبي موسى وأيضا تطل على الأغوار والأراضي الأردنية شرق بيت لحم والسيطرة على مركز للجيش الأردني كما هناك تشرف على الاغوار والسهل على منطقة البي موسى شمالا وستكون أداة لكبح جماح أي توسع فلسطيني وهو موقع استراتيجي يطل على الاغوار والأردن يتم العودة الى معسكرات اخليت بعد أوسلو ولكن يتم العودة اليها.

مخططات احتلالية معدة مسبقاً

بدوره أكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري أن الاحتلال لديه مخططات معدة مسبقا وينفذها بشكل مبرمج عندما تحين الفرصة ويتم استغلال الفرصة المناسبة لإظهار هذه المشاريع سواء بالضفة أو القدس او الداخل الفلسطيني.

وأضح الحموري في حديث لموقع "زوايا" أن هناك تصاعدا في تنفيذ هذه المخططات إلا أن الاستيطان مثلا يسير بوتيرة مرتفعة في السنوات الأخيرة بالضفة ومشاريع التهويد مستمرة في القدس إضافة إلى حالة الظلم والتمييز الواقعة على الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وتابع الحموري أن مشروع تهويد القدس قد نفذ منه نحو 65 بالمئة وبات المقدسيون يعيشون بشبه جزر محاطة بالمستوطنات والمستوطنين، والأخطر أيضا هو موضوع التغلب على الموضوع الديموغرافي بحيث يتم طرد الغالبية من الفلسطينيين في القدس.

ونبه الحموري بأن ما يجري الآن في حي الشيخ جراح بالقدس ومحاولات الاستيلاء على منازل المواطنين ومحاولات الاستيلاء على منازل في سلوان وحي بطن الهوى تأتي ضمن مخططات طرد المقدسيين لجعل الغالبية يهودية في المدينة والتي تترافق مع إجراءات سحب الإقامة وطرد من هم خارج الجدار.

وأوضح الحموري بأن الاحتلال يدعي ملكية أراضي في الشيخ جراح قبل العام 1948 ولكن المقدسيين يمتلكون ما نسبته 70 من أراضي القدس الغربية ولديهم أوراق ثبوتية وملكية لهذه الأراضي ولكن يمنع المقدسيون من استرجاع أي شبر من أرضيهم.

وعلى صعيد حملات الاعتقال أوضح المتحدث باسم هيئة شؤون الاسرى والمحررين حسن عبد ربه أن ما تقوم به سلطات الاحتلال هو جريمة واسعة بحق المواطنين سواء في القدس أو الضفة أو بحق الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وأكد عبد ربه لـ "زوايا"، أن الاحتلال صعد من هجمة الاعتقال بحق الفلسطينيين بالضفة والقدس المحتلة حيث طالت نحو 1200 حالة اعتقال بصفوف المواطنين بينهم نحو 600 مقدسي ثلثهم من الأطفال ما دون سنة 18 عاما.

وحذر عبد ربه من مخطط احتلالي بحق الفلسطينيين بالقدس حيث يترافق الاعتقال مع عمليات ضرب واعتداء وتنكيل وحشي بحق الأسرى هذا من جانب ومن جان آخر فقد أعاد الاحتلال الحكم على أبناء القدس بالاعتقال الإداري وهو ما لم يكن يعمل به بحقهم منذ سنوات.

وأكد عبد ربه بأن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 تعرضوا إلى أكثر من 1550 حالة اعتقال بصفوفهم في عمليات اعتقال عنصرية انتقامية بحجة مشاركتهم في فعاليات شعبية بينما لم يتم اعتقال أي يهودي.

ويوضح عبد ربه أن الاحتلال استغل الأحداث الأخيرة في محاولة لبث الرعب والترهيب بصفوف الشباب الفلسطينيين في الداخل المحتل ضمن تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها وقت العدوان على غزة.

وبحسب عبد ربه فان الاحتلال استخدم مواقع التواصل الاجتماعي للضغط وإدانة المعتقلين بحيث طالت الاعتقالات من ظهروا في مقاطع مصورة أو نشروا مواد عن التحركات الشعبية التي جرت في الداخل المحتل.

وعلى الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض وقائع جديدة على الأرض للقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وفقاً للاتفاقات الدولية، إلا أن الفلسطينيين يواصلون التصدي لمحاولات الاحتلال بالطرق السلمية والشعبية في ظل تجاهل المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية.

المصدر : رام االه- خاص زوايا
atyaf logo