تقرير "القدس" توحد الفلسطينيين من النهر إلى البحر وتكسر حاجز الخوف من الاحتلال

فلسطينون في يرفعون علم فلسطين في الاقصى
فلسطينون في يرفعون علم فلسطين في الاقصى

عم الإضراب الشامل أمس مختلف نواحي الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من البحر إلى النهر حسبما أطلق عليه منظموه والذي بدأت الدعوة إليه من اللجنة العليا لمتابعة الجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

ومنذ دخول الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، المواجهات مع المستوطنين وشرطة الاحتلال وجهاً لوجه، بدأ مراقبون يذهبون في تحليلات مغايرة عما كانت عليه الأمور قبل هذه الهبة التي أكدت أن كل محاولات التمييز العنصري في التعامل معهم من قبل حكومة الاحتلال انفجرت في وجهها وكسرت حاجز الخوف لديهم لأنهم تجرأوا كثيراً على المسجد الأقصى والمقدسيين.

المراقبون يرون بأن هذه الهبة العارمة التي شرارتها القدس لن يكون ما بعدها كما قبلها، كما أنها نسفت سنوات من الجهد الإسرائيلي لسلخ الفلسطينيين عن قضيتهم الوطنية لتنفجر بوجههم كالقنبلة.

فعل سياسي

ويقول الناشط في المقاومة الشعبية في الضفة الغربية صلاح الخواجا لـ موقع "زوايا"، إن الاضراب الشامل هو تعبير سياسي آخر عن التحام الشعب الفلسطيني في كل المناطق الفلسطينية التاريخية ووحدة الشعب في النضال ضد الاحتلال وجرائمه والفصل العنصري والتهجير القسري والجرائم الإسرائيلية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس والجرائم التي ترتكب في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية أصبحت حواجز موت وقتل ضد الشبان الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”

وأكد الخواجا على أن هناك موقفا سياسيا موحداً، وهذا بمثابة تعبير عن وحدة الموقف لكل القوى السياسية سواء في الأراضي المحتلة عام 1967 أو 1948 برفض هذه الجرائم والاعلان للعالم والمجتمع الدولي بأن هذا الصمت والقرارات التي تتخذ هي التي أعطت الغطاء لإسرائيل للاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة الـ 73، ليؤكد أن النكبة مازالت مستمرة حتى يومنا وجرائم الاحتلال مستمرة على شعبنا في قطاع غزة لم يسبق لها مثيل.

حالة سياسية لها ما بعدها

ويضيف الخواجا بأن هذه الهبة الجماهيرية التي تشارك فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني وخاصة في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 هي خلقت حالة فعلا لها ما بعدها، فالشعب الفلسطيني على الأرض موحد شعبيا وكسر حاجز الخوف في كل فلسطين التاريخية كان من مظاهره حين يمنع الفلسطينيون أكبر مسيرة للمستوطنين في القدس المحتلة لم يستطيعوا الوصول إلى باب العامود في القدس المحتلة.

وتابع، حينما يستطيع أهلنا في الأراضي المحتلة في اللد وطرد المستوطنين وهرولتهم خوفا ورعبا من ردة فعل المواطنين على الجريمة التي أدت لاستشهاد الشاب حسونة تم كسر حاجز الخوف بحيث كل مقدرات الاحتلال الإسرائيلي بمنع ردة الفعل الفلسطينية.

وأضاف الخواجا بأن ما جرى من المقاومة في قطاع غزة وعمليات القصف التي طالت المدن الإسرائيلية لأول مرة في تاريخها، في أن تكون المدن الإسرائيلية تحت نيران المقاومة من قطاع غزة، بعد أن كان الاحتلال ينقل كل معاركه خارج الأراضي المحتلة، وهو ما أضاف بعداً معنوياً وسياسياً.

عودة القضية الفلسطينية الى الواجهة

ويقول الخواجا :"إن الإدارة الأمريكية السابقة حاولت تغييب القضية الفلسطينية وأن لا تكون من أولويات المجتمع الدولي، عندما اعترف بها دونالد ترامب عاصمة لإسرائيل، ومع كل ذلك فان بعض الدول العربية هرولت للتطبيع مع الاحتلال، واليوم الواقع وضع القضية أمام العالم والمجتمع الدولي لتكون أولوية، والتأثير على الرأي العام للضغط على الدول لوقف الجرائم الاسرائيلية.

المطلوب وحدة القيادة السياسية

وأكد على ضرورة توحد القيادة السياسية كما توحدت الشعب على الأرض، وأن يكون هناك إطار تنسيقي ما بين القيادة السياسية في الأراضي المحتلة عام 1967 والقيادة في الأرضي المحتلة عام 1948 في خطوات ضد الاستعمار والفصل العنصري الذي يعاني منه الفلسطينيون بشكل كامل وعمليات الضم والتهجير في القدس والضفة والأغوار، وتبني استراتيجية مختلفة تعبر عن التحام شعبنا ووحدته في مواجهة الاستعمار والفصل العنصري.

القدس هي بوابة السلام والحرب

من جهته أوضح عضو إقليم حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة أمين شومان لـ موقع "زوايا"، أن رسالة الإضراب الشامل الموحد هي وحدة الشعب الفلسطيني تحت راية العلم الفلسطيني يرسل رسالة إلى حكومة الاحتلال أننا كشعب فلسطيني نخرج بهذه المسيرات الجماهيرية لنؤكد على حقنا في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف على الاحتلال أن يعرف أن القدس هي بوابة السلام وهي بوابة الحرب وهي من أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه بفعل سياسات وانتهاكات جيش الاحتلال باعتداءاته على المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح، وأثبتت القدس أنها الخط الأحمر الفلسطيني الذي لا يمكن لأحد أن يتجاوزه.

اقرأ أيضاً: “معركة القدس”: المآلات الفلسطينية والإسرائيلية

وأشار إلى أن القدس فجرت الانتفاضة الشعبية في كافة المحافظات الفلسطينية لتؤكد على محو الفصل الجغرافي ووحدة الدم الفلسطيني في هذا الالتصاق ما بين الأرض والشعب ولجميع الفلسطينيين في الضفة والقدس وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، لذلك يؤكد هذا الاضراب على أن الشعب الفلسطيني موحد في رده على هذا الاحتلال والاستيطان.

المصدر : خاص زوايا
atyaf logo