ليس سرًّا ان الدوائر السياسية في إسرائيل وخارجها باتت تتساءل عن السيناريوهات المحتملة ما بعد نتانياهو.
ما هي السيناريوهات المحتملة لتشكيل حكومة بغير رئاسة نتانياهو؟ وما هو احتمال الذهاب الى انتخابات خامسة؟ ليس هذا وحسب، بل ما هي تداعيات عزل نتانياهو على الأرض؟
فهل يصمت مؤيدوه كما صمت مؤيدو ترامب؟ وكيف ينعكس ذلك على الفلسطينيين؟
أيام قليلة وتنتهي المدة القانونية التي أعطاها رئيس الدولة ريفلين الى بيبي نتانياهو عند تكليفه بتشكيل الحكومة القادمة، وهي 28 يوما ابتداء من 6 نيسان الجاري.
اقرا أيضاً: ما بين الانتخابات الإسرائيلية والفلسطينية… صراع لا يتوقف
فشلت كل محاولات نتانياهو ومن المتوقع ان تستمر بالفشل، فهل يطلب المدة الإضافية (14 يوما) من رئيس الدولة؟ قد يطلبها ولا اعتقد انه سيتنازل عن ذلك.
ولكن هل سيعطيها له رئيس الدولة وهي من صلاحياته؟ أم يكلف عضوا آخر من الكنيست؟ وهذا يتعلق، أولا وقبل كل شي، بقدرة عضو كنيست آخر ان يقنع رئيس الدولة بانه قادر واقعيا على تشكيل حكومة.
إذن ما هي السيناريوهات المحتملة لتشكيل حكومة لا يرأسها نتانياهو؟
السيناريو الأول: ان يتقدم نفتالي بينيط، رئيس حزب يمينا المتطرف، الى رئيس الدولة ومعه قائمة من أعضاء الكنيست تؤيده وتكفي لتشكيل حكومة، يضم فيها إضافة الى 7 أعضاء يمينا، 17 عضوا من يش عتيد، و8 من ازرق ابيض و 7 من إسرائيل بيتنا (ليبرمان) و 6 من امل جديد (ساعر)و7 من حزب العمل و6 أعضاء من ميرتس.
وبذلك يكون لديه ائتلاف من 58 عضوا ويحتاج الى دعم خارجي من القائمة المشتركة او الموحدة لمنع اسقاط حكومته.
فهل تصمد حكومة بينيط هذه؟ من غير المتوقع ان تساند القائمة المشتركة حكومة برئاسة بينيط، وقد أعلنت ذلك مسبقا، فهل تمتنع عن التصويت خشية ان يقال انهم وقفوا في صف نتانياهو؟ اغلب الظن ان أي من المشتركة او الموحدة لن يدعم حكومة برئاسة بينيط ، بل يفضلون اسقاطها والذهاب الى انتخابات خامسة، معتبرين ذلك إنجازا لهم ويُبنى عليه.
السيناريو الثاني: ان يذهب لبيد الى رئيس الدولة بالتركيبة الائتلافية نفسها، مدعومة من 5 أعضاء المشتركة وربما من الموحدة أيضا اذا ما استجاب لبيد لبعض مطالبهم ولا غرابة.
ولكن مثل هذا الحكومة لن تصمد طويلا امام الغضب الجماهيري اليميني المتطرف الذي سينزل الى الشارع لإسقاطها، باعتبارها غير شرعية طالما تعتمد على الصوت العربي.
السيناريو الثالث: حكومة برئاسة بينيط تضم الحريديم، 16 عضوا، وتستثني ميرتس وليبرمان (13) عضوا وتكون بذلك قد استوفت العدد المطلوب 61 عضوا.
ويكون بذلك لبيد قد حقق هدفا رئيسيا وهو التخلص من نتانياهو، فاختلطت الأوراق من جديد، ويبقى السؤال الكبير: ما هي القواسم المشتركة لهذه الحكومة؟ الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية؟ وهل يكفي ان يجتمعوا على تقاسم الكراسي والوزارات والنفوذ؟ قد يكون القاسم المشترك مؤقتا وهو الاتفاق على استبعاد نتانياهو واستبعاد النواب العرب والعداء للشعب الفلسطيني، ولكن كل هذه هي قواسم مشتركة سلبية، وهي لا تكفي للحكومة لكي تقوم بالمهام الملقاة على عاتقها. اذن، قد تصمد هذه الحكومة لمدة قصيرة ثم تنهار عند اول امتحان او بعد ان يكون قد تشقق الليكود، او استعاد وحدته بعيدا عن بنيامين نتانياهو.
عندها سيفضل الليكود تشكيل حكومة أخرى برئاسة ليكودية، او الذهاب الى انتخابات خامسة.
السيناريو الرابع: بعد التأكد من فشل بنيامين نتانياهو في تشكيل حكومة، قد يقوم احد أعضاء الليكود بتقديم نفسه لقيادة الليكود لتشكيل حكومة، على ان يتفرغ نتانياهو لمحاكمته، وعندها لن يمانع ساعر ونفتالي بينيط وبيني غانتس وربما غيرهم، من الانضمام الى حكومة يمينية وصهيونية واسعة تشمل الحريديم والكهانيين أيضا، تستثني العرب بالتأكيد، وتستثني كل من يعترض على الحريديم او الكهانيين من الأحزاب الصهيونية.
مثل هذه الحكومة ستكون واسعة ويمينية متطرفة، ولن تكون بعيدة عن توجيهات نتانياهو.
مثل هذا السناريو يحافظ على وحدة الليكود، وقد يعيد اليه ساعر وآخرون.
اقرأ أيضا: أين دور الشباب في الانتخابات الفلسطينية القادمة؟ (إنفوجرافيك)
مثل هذه الحكومة قد تقوم ببعض التغييرات التي يريدها نتانياهو في نظام الحكم، وهي الوحيدة القادرة على منع اقتتال يهودي - يهودي في الشوارع والساحات. مثلها تتفق مع الإدارة الامريكية الديموقراطية على قواسم مشتركة كثيرة، لا تعترض الاستراتيجية الامريكية في الشرق الأوسط بشكل فظ واستفزازي كما يفعل نتانياهو، ولكنها قد تحظى بدعم امريكي كبير وتنسيق استراتيجي يصب في مصلحة إسرائيل ودمجها في الشرق الأوسط بدعم عربي خليجي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
فهل نحن جاهزون لمواجهة المستقبل ام اننا ننتظر ما تمطر السماء الامريكية او الإسرائيلية؟
ويبقى السيناريو الخامس: وهو فشل كل الاحتمالات المذكورة أعلاه، قبل تشكيل حكومة جديدة او بعدها بأشهر قليلة، ومن ثم الذهاب الى انتخابات خامسة بدون نتانياهو، قد تنتج خارطة حزبية جديدة مختلفة عن الخارطة الحالية، وقد تعود الى السيناريو الرابع.
في كل الحالات من المتوقع ان يشهد الشارع تحركات ميدانية صاخبة للمستوطنين داخل الخط الأخضر وفي المناطق المحتلة عام 67 على حد سواء، بهدف فرض واقع سياسي وامني جديدين وبالقوة، وسوف تتنافس الأحزاب الصهيونية في تأييدها للمستوطنين ما لم يكن هناك استعداد فلسطيني حقيقي، لمواجهة الفاشية.
بقلم: أليف صباغ