تقرير أزمة كورونا تستفحل في فلسطين بعد عام على مرورها

كورونا في فلسطين
كورونا في فلسطين

بعد مرور أكثر من عامٍ على انتشار وباء فيروس كورونا عالميا ما زالت فلسطين تعاني من ضربات الفيروس بتسجيل أرقام إصابات كبيرة وأعداد متزايد من الوفيات التي تستهدف في هذا الوقت فئة الشباب الأقل عمرا.

ولجأت الحكومة الفلسطينية إلى اتخاذ قرار بالإغلاق الشامل للعديد من مناطق ومحافظات الضفة الغربية، وهي الاجراءات التي اتخذتها في الخامس من شهر مارس من العام الماضي.

عدم التزام المواطنين

وعزت مصادر طبية طلبت عدم نشر اسمها لأنها غير مخولة بالتصريح لوسائل الإعلام، خلال حديثها لـ "زوايا"، هذا الارتفاع في الاصابات وإعادة تفشي فيروس كورونا من جديد في فلسطين يعود إلى استهتار المواطنين وعدم التزامهم بإجراءات الوقاية.

وحسب المصادر ذاتها، أن الكادر الطبي وصل إلى حالة من الانهيار بسبب الضغط الكبير عليه في المشافي الحكومية التي تعمل لفترات طويلة مقسمة ما بين متابعة المرضى العاديين و مرضى كورونا.

ولفتت المصادر إلى أن وزارة الصحة وفرت قرابة 400 سرير علاجي لمرضى كورونا و170 سريراً للعناية المكثفة.

حيث وصلت نسبة الإشغال فيها إلى مئة بالمئة في بعض المحافظات وزادت عن ذلك في محافظات أخرى.
اقرأ في زوايا: جديد الاحتلال في 2021…سنهدم منزلك خلال 100ساعة

وأوضح، أن الوزارة اضطرت للطلب من مشافي القطاع الخاص أن تخصص أقسام علاجية لمرضى كورونا حتى يكون هناك مساعدة للقطاع الطبي الحكومي في جميع المحافظات.

الصحة تستنفذ قدراتها في مواجهة فيروس كورونا

عنان الراشد منسق أسرة كورونا في وزارة الصحة ويقول لـ موقع "زوايا" : إن المشافي الحكومي وصلت إلى استنفاذ قدرتها بعد مرور عام على العمل مع مرضى كورونا.

وبالنتيجة ما أرهق الكادر الطبي وأيضا أثر سلباً على علاج الحالات العادية من تأخير أو إلغاء لعمليات جراحية لبعض المرضى.

ويقدر الراشد فترة إشغال سرير مريض كورونا في العناية المركزة بنحو 3 أسابيع بينما يحتاج المريض العادي ما بين 3 إلى 5 أيام في سرير العناية الفائقة.

وهذا من شأنه أن يحدث ضغطا وأزمة بالنسبة لأسرة مرضى كورونا في الوقت الذي تتصاعد فيه أعداد الإصابات.

وتلقت وزارة الصحة الفلسطينية سيلا من الانتقادات في الآونة الأخيرة جلها حول نقص المستلزمات العلاجية لمرضى فيروس كورونا.

ولكن الراشد يؤكد بأنه لو توفرت أضعاف أعداد مما هو موجود لدى وزارة الصحة من أسرة علاجية لمرضى كورونا فإن ذلك لن يشكل حلا وقد تعود وتمتلئ هذه الأماكن بسبب الارتفاع في أعداد مصابي كورونا.

ويؤكد الراشد بأن الحل في الأزمة هو الوقاية والالتزام بإجراءات السلامة التي تعلنها وزارة الصحة بتقليل الإصابات بدلا من علاج المصابين وعدم الوصول الى مراحل العلاج بعدم حدوث الإصابة.

وأدى تصاعد الإصابات بصفوف المواطنين إلى بروز مبادرات مجتمعية لتوفير أجهزة تنفس اصطناعي لمرضى مصابين بالفيروس بحاجة للأكسجين في المنازل بالتنسيق مع الأطقم الطبية.

مبادرة لتوفير الاكسجين لمرضى كورونا

ويقول مراد شلبي أحد المشاركين في مبادرة توفير أجهزة الأكسجين في بلدة فعون قرب مدينة طولكرم لـ موقع "زوايا" :" إن حملة تم إطلاقها من قبل مؤسسات القرية لتوفير أجهزة أكسجين لمن يحتاجها من مرضى كورونا على أن تكون لمواطنين من القرية أو المناطق المجاورة.
اقرأ أيضا: استقلالية موؤودة.. تغول السلطة التنفيذية على قضاء فلسطين

وتابع شلبي بأن هذه المبادرة تم إطلاقها بعد أن اجتمعت لجنة الطوارئ في المحافظة والتي وصفت حالة انتشار الفيروس بالخطيرة بعد أن وصلت نسبة إشغال المشافي العلاجية لمرضى كورونا حدها الأقصى ونسبة الإشغال 100 بالمئة.

وجرى توفير خمسة أجهزة أكسجين بعضها ب 10 لتر وأخرى ب 5 لتر لمرضى كورونا، بينما تلقت الحملة اتصالات لتوفير أعداد أخرى من الأجهزة.

انتشار واسع للطفرات الجديدة

بدوره يقول مدير صحة طولكرم نائل سلمان لـ موقع "زوايا" :" إن الحالة الوبائية في المحافظة سيئة جداً وهناك انتشار واسع للطفرات الجديدة.

وذلك أدى لارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا حتى بصفوف عائلات بأكملها.

وتابع سلمان أن طولكرم سجلت 141 إصابة عائلية بفيروس كورونا بمعنى أن هناك عدم التزام بالحجر من قبل المصابين واختلاطهم مع عائلاتهم، وكذلك استمرار التجمعات والزيارات العائلية .

وتابع بأنه رغم التوصيات والتحذير من انتشار الفيروس الا أن حالة من الاستهتار مازالت تسيطر على المواطنين وعندما يعلن الاغلاق تجد استمرار للتجمعات وعدم التزام.

وأوضح سلمان بأن نسبة الإشغال وصلت في مشفى الهلال الأحمر المخصص لعلاج مرضى كورونا حدها الأقصى.

بينما يتلقى نحو 35 مريضا العلاج فيه الآن إضافة الى أربع حالات تتلقى العلاج في مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في فلسطين.

وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية 27 حالة وفاة و2397 إصابة جديدة بفيروس كورونا بينهم 183 مريضا يتلقون العلاج في غرف العناية المكثفة.

المصدر : رام الله- خاص زوايا
atyaf logo