صحفي أمريكي: إسرائيل "دولة ثنائية القومية" والمقاومة الفلسطينية قادرة على تغيير الواقع

مواجهات مع الاحتلال بالضفة الغربية
مواجهات مع الاحتلال بالضفة الغربية

اعتبر صحافي أميركي أن إسرائيل اليوم هي فعلًا دولة ثنائية القومية، وأن المسألة لم تعد مسألة إنشاء دولة ثنائية من الصفر، بل كيف تقوم بإدارتها بالفعل، للابتعاد عن نموذج الابرتهايد الجنوب إفريقي في ظل تجاوز الواقع لحل الدولتين.

وأوضح الصحفي "بيتر بينارت" خلال مقابلة أجراها رائف زريق "مدير تحرير مجلة قضايا اسرائيلية التي يصدرها مركز مدار للدراسات الاسرائيلية" أن "إسرائيل" تمتلك اليوم السيادة مــن النهر إلى البحر وأن نصف السكان في هذه المنطقة، وربما أكثر هم من الفلسطينيين ما لم تكن تخطط لطرد هؤلاء الفلسطينيين إلى خارج الحدود، أو تخطط لمنحهم دولة خاصة بهم.

وأضاف أن الدولة ثنائية القومية ستكون أكثر سلامًا واستقراراً عندما يتم تمثيل الفلسطينيين والإسرائيليين في الحكومة، وعندما يحدث العكس وعندما يتم وضع قيود على إحدى المجموعتين أو يتم استثناؤها، فإن المستثنيين لن يكون أمامهم خيار سوى استخدام العنف بهدف الحصول على تمثيل سياسي لمصالحهم.

وتابع:" من الواضح أن الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48 هم مواطنون من الدرجة الثانية، وحقيقة أن الفلسطينيين يمكنهم التصويت تعني أن شخصا مثل منصور عباس سيقول: ريما يمكنني الحصول على شيء من خلال الدخول في هذه الحكومة, وهو أمر مالا تملكه عندما تكون عديم الجنسية أو غير مواطن.

اقرأ أيضاً: جنرال "إسرائيلي" يحرض: 2000 مسلح يعيشون في قلب الدولة العبرية

وقال "بينارت" إن إسرائيل كدولة ثنائية القومية تعمل لصالح اليهود لكنها تعمل لصالحهم في الوقت الراهن، ولست متأكدًا من أنها ستبقى تعمل لصالحهم على المدى الطويل أيضًا".

وأكد الكاتب الأمريكي أن المقاومة الفلسطينية على الأرض هي ستدفع إلى تغيير الأوضاع، وخاصة السياسة الأمريكية الحالية تجاه الفلسطينيين، رغم تكلفة المقاومة الباهظة عليهم، مضيفاً أن الفلسطينيين لديهم المصلحة الأكبر في تغيير موازين القوى العالمية لأنهم هم الذين يتعرضون للقمع والاضطهاد.

وتابع:" عندما يقاوم الفلسطينيون على الأرض يصبح الأمر مشكلة في أمريكا، ثم سيجد الأميركيون أنفسهم مضطرين للتدخل.

وحول موقف الولايات المتحدة من الوضع الراهن، كشف الصحفي الأمريكي أن واشنطن مرتاحة لهذا الوضع، وأن خطابها الوهمي والدعوة لدعم حل الدولتين هي طريقة للمراوغة للقول:" إن الفلسطينيين سيكون لهم حقوق ذات يوم، وفي الوقت نفسه يمكنها أيضًا دعم إسرائيل".

وأوضح "بينارت" أنه لا يوجد تباين في العلاقات بين الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة مع دولة الاحتلال، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" سمح للاحتلال بفعل ما يريد، وهي نفس السياسية التي يمارسها الرئيس الحالي "جو بايدن" ولكن دون أن تتسيب له بالإحراج.

وأضاف:" هناك استمرارية في السياسة الأميركية وليس اختلافات أو تعرجات، حكومة الولايات المتحدة على استعداد لدعم إسرائيل بشكل مطلق خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: "كتيبة جنين".. مقاومة تشتد رغم المستحيل

وقال:" إن الديمقراطيين يهتمون بقيم المساواة بموجب القانون لكنهم لا يريدون أيضًا أن يتحولوا إلى منتقدي إسرائيل وبالتالي يتحولون إلى "معادين للسامية"، بالتالي فإن الطريقة الأنسب لهم التعامل مع الوضع القائم كما هو، ودعم السياسة والسلطة القائمة في إسرائيل، مشيراً إلى أن التيارات التي تعارض الوضع القائم والموجودة داخل الحزب الديمقراطي ما تزال هشة وأضعف من أن تشكل حالة جديدة تمكنها من حث السياسيين الديمقراطيين على انتقاد إسرائيل بشكل أكثر فعالية مهما كلف الأمر.

وختم الصحفي الأمريكي قائلاً:" طالما أن هناك سلطة فلسطينية تحافظ على الهدوء في كل شيء، أعتقد أن هذا سيحد من قدرة العالم على الالتفاف حول القضية الفلسطينية، موضحاً أن السلطة جعلت الحياة أسهل على السلطات المستعمرة، بدلاً من رفع كلفة الاستعمار والاحتلال.

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo