الأسرى يتمردون على انتهاكات الاحتلال بحقهم ويهددون بخطوات غير مسبوقة

الأسري في سجون الاحتلال
الأسري في سجون الاحتلال

من المقرر أن يخوض الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي معركة مفصلية مع إدارة السجون، التي تمارس العديد من العقوبات بحقهم، ورفضها الاستجابة لمطالبة الحركة الأسيرة بالعدول عن انتهاكاتها الممنهجة بحقهم.

يشار إلى أن إدارة السجون تنصلت من كافة الاتفاقات السابقة مع الأسرى وسحب الامتيازات منهم داخل السجون، وهو ما دفع الأسرى للتعبير عن رفضهم لممارسات إدارة السجون، بخطوات احتجاجية أبرزها عدم الخروج إلى الفسحة أو "الفورة"، والتمرد على إجراءات الإدارة بالفحص الأمني أو تنظيم اعتصامات في الساحات. 

وكانت إدارة سجون الاحتلال قد أعلنت تقليص وقت "الفورة" للأسرى كإجراء قمعي بحقهم إضافة إلى تقليص عدد الأسرى المسموح لهم بالتواجد سوية أثناء "الفورة"، ووضع بوابات الكترونية في سجن نفحة الصحراوي وتقليص "الكنتينا". 

خطوات تمهيدية للتصعيد 

وكانت لجنة الطوارئ التابعة للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي طالبت بإخراج المرضى وكبار السن من الأقسام بسبب احتمالية التصعيد التي قد تصل إلى حرق الغرف كإجراءات احتجاجية. 

وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه في حديث لموقع "زوايا"،: "إن الأسرى في سجن الاحتلال منذ ثلاثة أسابيع يخوضون اشتباكاً مفتوحاً مع إدارة السجون رفضاً للإجراءات الأخيرة بحقهم. 

وأضاف عبد ربه، أن إجراءات الاحتلال لها تأثيراً سلبياً على حياة الأسرى وتواصلهم الاجتماعي وحرية التعامل الإنساني الأمر الذي فجر الأحداث داخل السجون والتي يمكن أن تتصاعد يوماً بعد يوم إذا لم تلغِ إدارة السجون هذه الإجراءات؟ 

وأكد عبد ربه أن الأسرى يعيشون حالة تمرد وعصيان رفضا لتلك الإجراءات سواء بإرجاع وجبات الطعام أو التمرد على الفحص الأمني والاعتصامات في الساحات. 

واعتبر عبد ربه بأن ما يجري داخل السجون يأتي بقرار من المستوى السياسي الإسرائيلي عملا بتوصيات ما تسمى لجنة أردان في العام 2018 والتي اتخذت عقوبات بحق الأسرى كفرض الغرامات والعزل الانفرادي والحرمان من "الكنتينا" وفرض غرامات مالية على الأسرى وغيرها من الاعتداءات. 

وأشار عبد ربه إلى أن الخطوات النضالية التي أقرت عبر لجنة الطوارئ للأسرى تشمل خطوات متصاعدة من خلال برنامج نصالي واسع يتضمن إضرابات عن الطعام وغيرها من الخطوات التي يمكن أن تصل إلى إضراب شامل في كافة السجون. 

التطورات متفاقمة وحالة التوتر متصاعدة 

من جهته حذر رئيس نادي الأسير قدورة فارس من إجراءات الاحتلال التي أدت إلى تصعيد التوتر الذي يسود كافة السجون في وقت تتصاعد فيه الأمور وتتفاقم بينما ترفض إدارة السجون العودة عن إجراءاتها والتي بدو متواصلة فيها دون الاستجابة لمطالب الأسرى. 

ونبه فارس في حديث لموقع "زوايا"، إلى أن الأمور تتجه إلى حالة من التصعيد غير المسبوقة وقد يحمل الأسبوع الحالي تطورات على صعيد خطوات الاحتجاج التي قد تصل إلى حرق الغرف وأقسام الأسرى الذين بدأوا بالحديث عن هذه الخطوات كرد على تعنت إدارة السجون. 

اقرأ أيضاً: صناعة القوارب بغزة.. مهنة تنقرض بدون إنقاذ

وشدد فارس على ضرورة أن تتم المبادرة إلى تنظيم فعاليات وطنية إسنادية للأسرى في كل مكان من قرى ومخيمات ومدن بالإضافة إلى توسيع نقاط الاحتكاك مع الاحتلال، حتى يتم الضغط على إدارة السجون ودفعهم إلى التراجع عن انتهاكاتهم. 

وطالب فارس جميع القطاعات الشعبية بالانخراط بهذه الخطوات الاسنادية للأسرى سواء نقابات اتحادات وفصائل والمشاركة في يوم الغصب المرتقب الثلاثاء المقبل والنفير العام لتوجيه رسالة للاحتلال بأنه يجب وقف انتهاكاته بحق الأسرى. 

الفصائل تعد برنامجا اسناديا للأسرى 

بدوره أكد عصام بكر منسق القوى والفصائل في محافظة رام الله والبيرة في حديث لموقع "زوايا"، أن هناك برنامج وفعاليات شعبية تم الاتفاق عليها خلال الأيام المقبلة من أجل دعم الحركة الأسيرة.

وحسب بكر فإن مؤسسات الأسرى أقرت برنامج للفعاليات الوطنية الاسنادية للحركة الأسيرة إضافة لما يتم أصلا من اعتصامات أسبوعية امام مقرات الصليب الأحمر في كافة المدن. 

وأشار بكر إلى أنه سيكون يوم الأحد القادم 27/فبراير وقف لحركة السير في كافة المناطق لمدة دقيقتين حتى يتم لفت الأنظار وانتباه المواطنين لما يعانيه الأسرى ومن باب التضامن معهم والتفاعل مع قضيتهم. 

كما يشمل هذا اليوم رفع التكبيرات في مساجد فلسطين لمدة دقيقة بعد رفع آذان المغرب إضافة إلى قرع أجراس الكنائس في أنحاء فلسطين ظهراً. 

وتتصاعد الخطوات النضالية التي أقرت وصولاً إلى يوم الثلاثاء وهو يوم غضب ونفير عام في كافة المناطق وتوسيع الاشتباك مع الاحتلال عند نقاط التماس بعد الإعلان عن تنظيم مسيرات في مراكز المدن عند الساعة 11 ظهرا واشراك الفلسطينيين في مخيمات الشتات وفي كافة أنحاء العالم ليكون يوما وطنيا لنصرة الأسرى. 

هذا ويطالب الأسرى بوقف ممارسات الاحتلال بحقهم والتي أعقبت عملية نفق الحرية وانتزاع ستة أسرى لحريتهم عبر نفق من سجن جلبوع في سبتمبر الماضي إضافة إلى وقف سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم، وخاصة مع الأسير ناصر أبو حميد الذي يعاني من وضع صحي حرج بينما ترفض إدارة سجون الاحتلال الافراج عنه لتلقي العلاج اللازم.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo