تقرير نفق الحرية يعيد قضية الأسرى إلى الصدارة

سجن جلبوع
سجن جلبوع

أعادت عملية الهروب البطولية التي نفذها ستة أسرى من سجن جلبوع الإسرائيلي، منتصرين على المنظومة الأمنية الإسرائيلية، قضية الأسرى إلى الصدارة من جديد كما أعادت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني بشكل عام والأسرى بشكل خاص. 

ولم يعش الشعب الفلسطيني بكل مكوناته حالة من الإجماع على قضية عامة كما هو حال الفلسطينيين الذين وحدتهم البطولة للأسرى الستة محمود ومحمد العارضة وأيهم كممجي ويعقوق قادري ومناضل نفيعات، وزكريا الزبيد، وجميعهم من محافظة جنين. 

ورغم اعتقال محمود العارضة منذ عشرات السنين لم يكن أحد من القادة يعرف طريق منزله كما يحدث هذه الأيام من حجيج شعبي ورسمي دعما واسنادا للأسير وعائلته، وهو الحال نفسه مع جميع الأسرى الذين انتزعوا حريتهم، وأعيد اعتقال أربعة منهم. 

ويقول منسق القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية واصل أبو يوسف لموقع "زوايا" :" إن ما حققه الأسرى الستة في عملية الهروب هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني، عندما ينتزع ستة من أبطاله حريتهم عبر نفق الحرية أمام كل محاولات الاحتلال لإبقائهم في الزنازين وهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة". 

ويضيف أبو يوسف أنه أمام هذه الجرائم والانتهاكات خاصة اعتقال أسرى لفترات طويلة من الأسرى القدامى وأمضوا في السجون نحو أربعين عاما، واعتقال الأطفال كذلك والنساء والأسرى الإداريين وأمام سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى، فإن الأسرى الستة أعادوا إحياء القضية بشكل عام على كافة الصعد. 

تكامل شعبي ورسمي  

وأكد أبو يوسف أهمية تكامل الأدوار ما بين النضال الشعبي والجماهيري والدور السياسي لطرح القضية على المنظومة الدولية بكافة مكوناتها. 

وشدد على أن الأسرى الآن بحاجة إلى قضيتين رئيسيتين أولا ردة فعل على الأرض وتوسيع رقعة المشاركة الجماهيرية الفاعلة من أجل إطلاق سراح الأسرى، والامر الثاني يجب أن يتزامن هذا الجهد الشعبي مع ما تقوم به القيادة من جهود صعيد الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية ومجلس حقوق الانسان إضافة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تم طرح ملف الأسرى عليها. 

وأوضح أبو يوسف أن إعادة اعتقال الاحتلال لعدد من الأسرى الذين انتزعوا حريتهم في عملية الهروب، في سياق منظومة أمنية متكاملة قام بها الاحتلال بعد الفشل الكبير الذي أحدثه الاسرى الأبطال في سجن جلبوع لتلك المنظومة، لا تقلل من حجم انتصارهم ويؤكد بأن عزيمة شعبنا لن يهزم ولن ينكسر في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. 

الإضراب الجماعي للأسرى يجب أن يقابل بدعم الكل الفلسطيني 

وحول إعلان الأسرى نيتهم خوض خطوات جماعية نضالية ضد إجراءات الاحتلال بحقهم داخل السجون في اعقاب عملية نفق الحرية، أكد أبو يوسف بأنه هذا يقتضي تفعيلاً كبيراً للتحركات الشعبية في كافة المدن وفي القلب منها عاصمة فلسطين القدس. 

وقال أبو يوسف إن دخول 1300 أسير في الإضراب كخطوة أولى على أن يلحق بهم أعداد أخرى من الأسرى يجب أن يقابله استمرار الضغط الشعبي على الاحتلال، لأنه لا يمكن القبول باستمرار التنكيل والجرائم بحقهم والتنكيل بأهاليهم، وكذلك العمل مع المجتمع الدولي لتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين من بطش الاحتلال الذي يحاول كسر إرادتهم.

أبطال نفق الحرية لفتوا انظار العالم لمعاناة 4500 أسير  

بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، :" إن ما قام به الأقمار الستة بنفق الحرية لفت أنظار العالم لـ 4500 أسير في سجون الاحتلال. 

وتابع عدنان في حديث لـ "زوايا": بأن الأسرى الستة جعلوا جميع الأسرى يشعرون بأن هناك من ينقذنا كفلسطينيين ويحررنا ويرفع من همتنا، وهذا الفعل البطولي أعاد الروح الى الشعب الفلسطيني. 

وأضاف عدنان بأن هذا شيء ملاحظ في كل بيت وفي كل فلسطيني بأن الاسرى حركوا فينا كل ذلك من عزيمة وإرادة، وكذلك وحدونا مجتمعين من كل الوان الطيف الفلسطيني. 

بيوت قادة أسرى لم تعرف طريقها 

وأشار عدنان إلى أن بيوت بعض الأسرى رغم سنوات اعتقالهم الطويلة لم يكن يعرفها أحد من القادة، كما حدث مع الأسير محمود العارضة، لذلك الكل شعر بتقصيره، وبالتالي بات الجميع يعرف أنه دون الأسرى لن تقوم لنا قائمة، ودون الأسرى لن يكون شعبنا حولنا. 

الألم على إعادة اعتقال عدد من الاسرى حرك الشارع 

وأوضح عدنان بأنه رغم الألم على إعادة اعتقال عدد من أسرى نفق الحرية إلا أن ذلك حرك مكونات كثيرة لدى الشعب الفلسطيني وخاصة ما صاحب ذلك أخبار الاسرى الصحية والتي قوبلت بمظاهرات عارمة في كل المناطق ما قد يخفف الضغط على الحركة الأسيرة بشكل عام. 

الأسرى موحدون في مواجهة إجراءات السجان 

وقال عدنان :" إن الأسرى يتصدون بشكل جماعي لإجراءات الاحتلال بحقهم وخاصة توزيع أسرى حركة الجهاد الإسلامي على 400 غرفة داخل السجون من أصل 60 غرفة.

وأضاف بأن الأسرى يعلمون بأنه على مبدأ أكلت يوم أكل الثور الأبيض، إذا أنهى الاحتلال الجهاد الإسلامي في السجون فسيتم إنهاء كافة التنظيمات وبالتالي العودة لعقود كما كان الحال في الستينات والخمسينات من القرن الماضي بدون ممثلين عن الأسرى والتعامل معهم على أنهم مدنيين وليس أمنيين وسياسيين. 

قضية الأسرى باتت ذات اهتمام عالمي 

بدوره أكد المتحدث باسم هيئة شؤون الاسرى والمحررين حسن عبد ربه بأن قضية الأسرى لم تعد ذات اهتمام على الصعيد الوطني وإنما أصبحت محط أنظار العالم، في أعقاب انتزاع ستة أسرى لحريتهم من سجن جلبوع، وما أعقب ذلك من حملة شرسة عدوانية تطال الأسرى الآن والتنكيل بهم من تفتيشات وتنقلات واقتحامات للأقسام، واعتداءات وتضييق الخناق عليهم. 

وقال عبد ربه في مقابلة مع موقع "زوايا" :" إن قضية الأسرى في السجون عادت إلى مكانتها الطبيعية من حيث الصدارة في كل الاحداث والاهتمامات وفي وسائل الاعلام الرسمي الفلسطيني، وفي صلب الاهتمام الرسمي والشعب الفلسطيني".

وأما ما حققه الأسرى الستة من فرض قضيتهم العادلة على الطاولة من جديد، يبقى السؤال المطروح، هل ستحقق الدبلوماسية انجازاً في المحافل الدولية تضغط على الاحتلال لإنهاء قضية الأسرى؟ أم أنها ستهدأ بعد موجة الحراك الشعبي الداعم للأسرى؟.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo